أخبار عاجلة

د. محمد عبدالله جبارة: الحياة “الجسد- الروح”

الحياة – الجسد والروح
ما أجمل أن تشرق الشمس وقد أصبحت قلوبنا صافيه تحمل خيراً وما أجمل أن تميل الشمس للمغيب وقد أمست قلوبنا خالية لم تحمل حقدًا ولم تضمر شرًا، طوبى لمن يحمل ذلك القلب فما زالت الحياة مستمرة وقطارات الحياة لا تتوقف العابرون لا يتكررون ، الراحلون لا يعودون لكن أثرهم باق والقادم أجمل فالحياة رحلة وليست سباقاً ولن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا … أقدارنا قد كتبت وأعمارنا قد حددت وأرزاقنا قد حسمت فلنمض بالرحلة ونستخلص منها أن السعادة في الرضا عن أقدارنا والتعايش معها شاكرين فمن اعتبر أبصر ومن أبصر فهم ومن فهم علم ومن علم عمل وعلينا أن ندرك أنه ليس كل تراجع وانسحاب هزيمة بل قد يكون هو الإنتصار بعينه فما قيمة الحياة اذا كانت تمضى ايام أحدنا وهو لم يزد فيها إيماناً ولا علماً ولا عملاً صالحاً ولا إحساناً وفى الختام ستغنى أعمارنا وتنتهى أحلامنا فالصبر ليس استسلاماً والتأني ليس تراخيًا والصمت ليس تنازلاً والتفاؤل ليس سذاجة … ثق ان التهذيب يهزم الاهمال وان التواضع يحطم الغرور وان الاحترام لم يسبق له مثيل وان الصوت الهادئ اقوى من الصراخ … فتميز بما شئت لكن لا تتكبر ابداً وخاصم من شئت لكن لا تهين أحد واغضب كما شئت لكن لا تحرج احداً،
ولتعلم لو كان الجسد أهم من الروح لما كانت الروح تصعد إلى السماء والجسم يدفن تحت التراب فكم من مشهور فى الارض مجهول فى السماء وكم من مجهول فى الارض معروف في السماء .. المعيار التقوى وليس الأقوي ألا إن أكرمكم عند الله أتقاكم … فلا تحزن اذا جهلوا قيمتك فدع عنك البشر واهتم بنفسك فلا يمكن لأحد ان يعطيك كما اعطاك الله .. فالقاعدة تقول .. احترم تحترم وعامل الناس كما يحبون أن يعاملولك … فكل شئ له ثمن وثمن الانسان كرامته فلا تتنازل عنها وحافظ عليها تكن أسعد الناس ولكن من يعاملك بطيب عامله بأفضل من الطيب فكل شئ له أجر وأجر جبر الخواطر الجنه ونعيمها … فالحياة واسعة جداً لكن الإنسان يضيقها على نفسه عندما يظن أن سعادته مرتبطة بأشياء معينه فيحب ألا تموت وانت على قيد الحياة …. غير مكانك قليلاً لترى الضوء ولا تبكي أمام إنسان وتنتظر الشفقه .. لا تعطى اذنك لاحد وتنتظر الصدق … لا تثق بأحد وتنتظر الوفاء ولا تضع قلبك بيد أحد وتنتظر الرحمة .. ففي لطف الله وكرمه تتبدل كل المقاييس الدنيوية .. لا شيء في الكون مقرون بحساباتنا وتحليلاتنا … كرم الله سبحانه وعطاءه لا يستوعبه الانسان ولا يحصيه .. فليس هروباً من الواقع ان تتعلق دائماً بالأمل وليس عيباً ان تؤمن بأن كل شيء سيصبح بخير يوماً ما … فالأمل تصنفه الأرواح القوية .. فلا تكن ضعيفاً فيهزمك اليأس فالإيمان والأمل والخيال الإيجابي ادوات لصنع الفرح وكلما كنت قريباً من الله بدت لك الحياة فى عينيك أجمل.