أخبار عاجلة

يسرا.. ذكاء فنى يضمن الخلود

الذكاء الفني وكيفية اتخاذ قرارات جيدة له عامل كبير فى مسيرة أى ممثل، ودونهما يصبح الفنان مجرد وجه جميل جذاب على الشاشة، عدد قليل من الممثلين فعل ذلك وأصبح يملك العناصر الثلاثة المؤهلة للخلود: الجاذبية، الموهبة، الذكاء المهنى.. يسرا بالتأكيد تنتمي لتلك الفئة.
ما زالت تحتفظ بوهجها وقبولها كنجمة، وهو شيء لا يدل إلا على حسن إدارة الموهبة، واستغلال أكثر من جيد لأدواتها، تأثير كون الممثل نجم شباك أو لا، لا يدخل فى حساب المعادلة، فلا يمكن القول إن يسرا نجمة شباك بالمعنى الحرفى للكلمة، لا تتصدر منفردة أفيشات الأفلام، دائمًا ما تكون بجانب بطل رجل، لكنها عامل أساسي.
بكل الجاذبية، وبمنتهى السهولة الممكنة، تؤدي يسرا الشخصيات، لدرجة نشعر معها أن أدائها ليس بهذه العظمة من بساطته وقبوله عند المشاهد، لكن فى الحقيقة هذه البساطة هي سر عظمته، تبنى جسورا من الألفة عندما تلعب دور الأخت أو الابنة، وعندما تلعب دور الأنثى المثيرة، التي تخطف عيون وأنفاس كل من يراها، وأيضا عندما تصبح “الشريرة والمهووسة”.
يسرا من أكثر الممثلين، الذين نتذكر لهم أداءهم بجمل من الأفلام، نعيد هذه الجمل في سياقات حدينا اليومي، مقلدين أدائها بعد أن تحولت هذه الجمل لثقافة شعبية مثل: “يا أختى كده ينفع وكده ينفع” أو “روح للناس يا حب” أو “إزيكم يا حلوين” و”أنا بنت مين يا دادا؟”، كما تحول عدد من أفلامها إلى ثقافة شعبية مثل “الأنس والجن” و”التعويذة”.
يسرا نفسها تحولت إلى أيقونة شعبية تظهر بشخصها كرمز له دلالة، يتم استغلاله مثلاً فى “فيلم ثقافى” عام 2000، هذا التحول وما تعبر عنه يسرا له مدلول قوى يمكن رده لذكائها فى إدارة موهبتها، التي لم تعتمد على كونها شابة فائقة الجمال.
حتى مع ظهورها بملابس مبعثرة رجالية فضفاضة فى فيلم “الأفوكاتو” وجدت طريقها لقلوب الجمهور، حكت مرة فى أحد أحاديثها للتليفزيون، أن أحد المعجبين كان فى سيارة ولمحها بعد عرض “الأفوكاتو”، فناداها بأعلى صوته “بحبك يا عطية”.
قائمة اختياراتها ظلت تسير نحو الأفضل، من “لا تسألني من أنا”، “البداية”، “الجلسة سرية”، “المولد”، “الراعي والنساء”، “الإرهاب والكباب”، “المنسي”، “حرب الفراولة”، والدقائق القليلة التي قدمتها فى فيلم “معالي الوزير” من أفضل ما قدمت فى حياتها الفنية، ومن أفضل مشاهد الظهور الخاص فى السينما المصرية عامة.
بوصلتها الفنية شديدة الدقة، فتحت لها مجالا جديدا للظهور من خلال التليفزيون، على الرغم من تحققها السينمائي، اعتمادًا بشكل ما على نجاح مسلسل “رأفت الهجان” عام 1992 لتقدم بعده “حياة الجوهرى” عام 1997، والذى حقق دويا واسعا ورسخا لفكرة كونها بطلا أوحد.
يسرا جميلة، لكن التعامل معها كوجه جميل ومثير فقط لا يعطيها حقها، وكذلك التعامل مع أدائها التمثيلى بخفة، عطفًا على بعض الأعمال أو ربط أدائها التمثيلى بالصورة الذهنية التي كونتها الشخصيات فى أفلامها خلال التسعينيات لا يعطيها حقها، التعامل مع مسيرة يسرا الطويلة كفنانة ذكية، شريكة نجاح لأسماء كبيرة، منها عادل إمام وأحمد زكى ومحمود عبد العزيز ونور الشريف، ووجه تليفزيونى يضمن تشويف المسلسل هو فقط ما يعطيها حقها.

 

الكتاب 50+1