أخبار عاجلة

أجمل كتاب عن الامام الشافعي

سألني سائل وقال لي أيها الكاتب الموقر، دلنا على كتاب موثوق يُعرفنا بالإمام الشافعي في ظل ما نجد وما نرى من كثرة اللغط عليه، والجهالة على تاريخه، والتعدي على مآثره.. ولقد لجأنا إليك بحكم ثقافتك الأزهرية، وقراءتك الدينية.

أجبت سائلي قائلا:

هذا توجه كريم، ونية قديرة، ووعي بصير، ومأرب حميد، وليت كل المشاهدين يفعلون فعلك ويطلبون طلبك، حتى يقفوا على السيرة الحقيقية للإمام، بعيدا عن لوثة التضليل، وغشاوة التزييف.
اعلم أخي القارئ أن كتابا كثيرة تناولت سيرة الإمام الجليل، القديم منها والحديث، وقد كتب في ترجمته وعبر عن حياته وفقهه، كثير من الأعلام والشيوخ وأهل الرأي والفكر.
وقد قرأت قديما فيما قرأت عن سيرة الإمام كتابا لطيفا صغيرا للشيخ الجليل مصطفى عبد الرازق شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله، ولما كنت في بلاد الحرمين الشريفين، وقع في يدي كتاب آخر، أراه أعظم ما ألف في سيرة الإمام،سعدت به أيما سعادة، وشعرت معه وكأنني أعرف الإمام لأول مرة، فقد أمدني هذا الكتاب الواسع المحيط، بأسرار عجيبة في تاريخ وحياة الإمام الشافعي.
بل بهرني هذا الكتاب بسعة المعلومات ، ومدهش الإفادات التي عرفتها عن الإمام، مما حبب إلي سيرة الإمام، فداومت النظر فيه، والاعتبار من جميل حياته، ورائع مشاهده.
وحينما عدت من سفري، حرصت أن يكون هذا الكتاب من مقتنياتي الخاصة التي لا أفرط فيها أبدا، ولكن شاءت الأقدار أن يضيع مني فيما ضاع رغما عني، وقد عوضني الله سبحانه، عن هذا الفقد، لأجد هذا الكتاب متوفرا في الانترنت، فقمت بتحميله وأعدت النطر فيه.
وأراه اليوم يا أخي خير سفر يدلك على ما تطلبه من سيرة الإمام، لترى وقتها ومع عظمة ما تطالع، أن هذا المسلسل المشاع، قد ظلم الإمام العظيم، ولم يعبر عن قطرة في بحر علمه أو ورعه أو عبقريته.. ابحث عنه في الانترنت لتجده متوفرا وابدأ القراءة فيه سريعا.
إنه كتاب.. الامام الشافعي
فقيه السنة الأكبر .. عبدالغني الدقر.. فهلم إليه.
واعلم أخي أن مؤلف هذا الكتاب من أعلام عصره، ونوابغ زمنه، ويكفيك أن تعلم أن قال فيه الشيخ علي الطنطاوي: في مذكراته: “… كذلك يُحيي الله بالرَّجل الواحد بلداً ميتاً في الأدب والعلم، وربَّ رجلٍ واحدٍ يكون على يده نهضةُ شعب.. فعليكم بالبقية الباقية من أقطاب الأدب. أطلقوا أيديهم في مناهج العربية وكتبها، ولا تجعلوا الشَّهادات وحدها هي الميزان، فإنَّ كثيراً ممن أعرف اليوم معرفة بالأدب العربي الحقّ، ممن درس كتبه الكبرى؛ لم يكونوا يحملون شهادة، وإن كان يقعد بين أيديهم يتلقَّى عنهم حملةُ الشَّهادات من أساتذة الجامعات، من هؤلاء: محمود شاكر في مصر، وعبدالغني الدَّقر في الشام”.