أخبار عاجلة

“الغريب” قصيدة من ديوان “بكاء عملة معدنية” للشاعر محمد الرفاعي

الغريب
______

. يتكيء عَلَيَّ ..
حَائِطُ غرفتي ليلاً
.
وأحياناً
يُكَوِّر العتمة في يدي
على شكل كرة
ربما
نلعب معاً
.
وبينما
تسيل الوحدة
من أطراف أصابعي
.
كنت أراقب قلبي
وهو يذبل
فيجف ..
ليتهاوى من مكانه
كأوراق الخريف
.
أكانت
هذه الحياة
تقصد جرحنا ..
أم أننا على جبهة الحياة
جُرْحٌ خفيف
.
..
يقول البيت
بعد أن فقد عائلته: هو يشبه
جذعاً مقطوعاً ..
لشجرة اقتلعتها الأيام
.
تقول الأيام؛ هو يشبه دموعه
بعد أن جففتها المسافة
.
تقول المسافة؛ هو تَائِهٌ
يبحث عن ظِلِّهِ
في عيون الطريق
.
يقول الطريق؛ في كل خُطوةٍ
كانت تمحو قدماه الطريق
.
..
وبعد أن اتكأ
عَلَيَّ..
حائط غرفتي بكل ثِقَلِهِ
.
وبعد أن تحولت
مشاعرنا ..
لطوابع بريد تبهت
على جسدينا
.
كُنَّا
نحاول معاً ..
أن نجمع كل الأسباب
المتناثرة حولنا
لنتنفس
.
هو يظن
أنني أسنده
.
وأنا
يُخَيَّل لي
أنه حضن ناعم
.
كِلانَا
يتوكأ على الآخر
.
كِلانَا
يملأ بالأخر
فراغه
.
وبينما
يتحول القمر
للمبة نيون
.
وتذرِفُ النجوم
دموعاً فضية
.
وبينما تذوب
كل النوافذ المطلة
على السماء
.
وينزلق
صوت “أم كلثوم”
بخفة من اذنيّ
وهي تردد؛
“حيّرت قلبي معاك”
.
..
ظل
يبهت الليل السرمدي
في عينيّ
.
ظلت تَرْتَعِش
غرفتي العارية ..
وتنكمش أضلع سريري البنيّ
في نفسها
.
دون سقف
دون أرض
دون سماء
.
وأنا انسج
من رؤاي ..
قصيدة سمراء
واقول للحَائِط؛ ” لا عَلَيْكَ
أَيُّهَا الغريب ”
.
فيوماً ما.. يوماً ما..
سيضُمُنَا معاً ..
وَطَنٌ سَعِيد.