“لا تحزن..القادم أفضل” بقلم الدكتور “محمد عبدالله جبارة”

ما الحياة إلا محطات ما بين ذهاب وإياب، حضور وغياب أمل وسراب والسعيد هو الذى يُدرك خطوات الطريق بين ثنايا المسير فيزرع ما استطاع من بذور الخير ويجود بالعطاء ويسهم فى البناء مؤمنا أن لذلك أثر طيب فى الأرض وصدى مبارك فى السماء..
لذلك من بين ركام اليأس وانقطاع الأسباب فى الأرض وظهور العجز التام لحلول البشر علينا أن نترك الأمور تسير وفق التدبير.. فالتسليم لله مريح جدا للنفس كغيمه فرح تدور بين أرواحنا فتروى بدفئها أفواه قلوبنا التواقه إلى بارقه إبتسامه. علينا بالكلمه الطيبه فتأثيرها يفوق التصور ولعظيم وقعها ضرب الله بها مثلا:
” كشجرة طيبه أصلها ثابت وفرعها فى السماء” فكم من كلمه أراحت هما وبددت حُزنا وشرحت صدرا ودفعت نفسا للأمام ، فجودوا بها ما استطعتم وأغيثوا قلوب من حولكم بها .. طوبى لمن طاب لسانه ولانت كلماته.
فالربح الحقيقى فى هذه الحياة هو ان يظفر الإنسان بسريرة نقية وقلب سليم وضمير صادق ونفس ترنو بصاحبها إلى الخيرات والطيبات وتجنبه الرذائل والسيئات فيكون كمن يحمل فى أعماقه بوصله صادقه نبيلة تقوده إلى دروب الخير والسعادة ويجمل خطواته بها. وحين نؤمن أن هناك خير فى كل شر ستتغير نظرتنا للحياة وسنرى
ألطاف الله فى كل صغيرة وكبيرة، ستحمل قلوبنا الإيجابيه وروحنا الطمأنينه فالتسليم والرضا أهم قواعد الحياة السعيده وستصبح أمورنا كلها خير ونظرتنا للأمور مختلفه، سيوسع لنا فى المدارك وتطيب لنا الحياه والمسالك.
لذلك لا تحزن ولا تفطر قلبك ودع القلق فالحزن محرق والقلق مؤرق والعمر قصير والاخرة مصير
فإذا تسلط الحزن والقلق على أحدنا افسد عليه معاشه ومعاده، فازدا
عمره قصرا وضعف عن أخرته طلبا.. فكن مطمئن القلب بالإيمان مستبشرا بفضل الله ذو الإحسان.
ومن يظن أن يسلم من كلام الناس فهو واهم قالوا عن الله ثالث ثلاثه وقالوا عن الرسول (ص) ساحرُ ومجنون فما ظنك بمن هو دونهما
فكلام الناس مثل الصخور إما ان تحملها على ظهرك فينكسر أو تتجاهلها وتبنى بها برجا تحت اقدامك فتعلوا وتنتصر. لذلك فسعادتنا بيد الله فلا صديق ينزعها ولا عدو يُمزقها ولا قريب يتحكم بها.
فأنت لم تُخلق لأجلِهم ..لنفسك ولله تبتسم ولك حسنه.. تمرض ولك أجر .. تصبر ولك من بعد الصبر يسر.. تُحسن ولك ضعف إحسانك.. ولا يوجد فى هذه الحياة كلمه أكثر رأفه ورحمه من كلمه “يارب ” فإنه الله سبحانه وتعالى يضئ الأعين المغلقه ، الأنامل المطبقه ، القلب الخانق … يضئ الله عتمه الباب المردود فلله الامر من قبل ومن بعد فلا تحزن والقادم بإذن الله أفضل..
د/ محمد عبدالله جباره
المنصوره- مصر