أخبار عاجلة

النظارة الطبية …. والتنمر بقلم الطبيب والأديب “عمرو منير”

النظارة الطبية …. والتنمر 

كطبيب عيون وجدت من خلال ممارسة المهنة أن كلمة تنمر تتجسد في مهنتي في أقصى درجاتها تجاه مرضى ضعف النظر والذين يحتاجون ارتداء النظارة الطبية من أجل رؤية أفضل …

 

و كطبيب يعيش في صعيد مصر يجد أن هذا التنمر ينحسر بشكل واضح وجلي في القرى تجاه الأطفال والنساء الذين لا يتقبلهم مجتمعهم البسيط و يتعامل مع مرتادي النظارات كنوع من الإعاقة في الأطفال و النساء ليقتصر تقبلهم لفكرة النظارة الطبية فقط على كبار السن كأن النظارة أشبه بالعصا التي هى ضروية لكبار السن بينما لا يحتاجها بالضروره الأطفال والنساء …

 

التنمر المستمر تجاه الأطفال والنساء من مرتادي النظارات الطبية يظهر جليا في القرى بسبب بيوت العائلات والتى تجمع أكثر من عائلة متمثلة في هرم اجتماعي قمته الجد والجدة وقاعدته أبنائهم الذكور وعائلاتهم واطفالهم متجمعين في نفس المنزل مما يجعل المقارنة واضحة و التنمر بينهم متكرر بشكل صارخ ….

 

كل ما سبق يجعل وصفي النظارة الطبية لهؤلاء المرضى من المستحيلات و ينتج عن ذلك أن يعيش هؤلاء النساء والأطفال في ظل عمى جزئي طوعي بدلا من العيش في بيئة صحية طبيعة بفضل النظارة الطبية….

 

تصحيح الأبصار ( الليزك ) كحل للأسف الشديد لا يصلح لكل المرضى خاصا الأطفال و كنتيجة لعدم ارتداء النظارة يحدث الكسل الوظيفى للعين بشكل تدريجي والذي يصعب إصلاحه فيما بعد ….

 

ولذا….

 

 فأتمنى من الإعلام و المجتمع الأهتمام بتلك الفئة التى تعاني نفسيا وجسديا بسبب عمى جزئ طوعى فرضه مجتمعنا القروي البسيط على شريحة كبيرة من افراده .. النظاره الطبيه وسيلة تصحيح مهمه جدااا …

 

د.عمرو منير محمد استاذ مساعد طب وجراحة العين كلية طب