أخبار عاجلة

ثقافتنا عنوان رقينا بقلم الأديبة والكاتبة الصحفية نجوى عبد العزيز

 

شهد العالم كيف ينطلق الخوف ويرتع في العقول والقلوب معا ولا ينزوي ولا يرعوي، ويتلبس الحياة كجان سلط على بني الإنسان؛ ويبحث الجميع عن منجى ولا أمل يصارع طواحين جائحة اثقلت الهم على الصدور وجثمت على سوق الأعمال فبورته؛ وسبت عقول وضربت حيوات ورغم ذلك ظلت للثقافات مشهدها المضيء ونورها الوثاب
وتحظى الثقافة بأولوية الحضور في شتى بقاعها وخيلها وفرسانها تتغير الاسماء ولا تنضب المواهب!
ربما في زمان مضى تلألأت الكلمة مقروءة أو مسموعة ـ بانتسابها لفرسان لا غيرهم ـ ولكنها أبدا ما انطفأت ولا توارت خجلى بل تأنقت وتجملت وتكحلت بعبق الحاضر الذي يسبق الخيال الآن !
ومع انفتاح ثقافات وافدة تميزت الدراما التركية وافسحت لنفسها مكانا بين أباطرة الدراما في مصر والشام؛ وظل لهما الريادة والسيادة متأصلة وأصيلة. .
ويظل المشهد مضئيا بوهج الابداعات التي لا يُوقفها زخم ولا يُثنيها اندفاع من يحاولون اللحاق بدروبها فلتفظ الغث؛ وتتأبط ذراع الجيد الأصيل.
غزيرة الفكر ثرية الوعي تتربع على عروشها وفي كل واد يثمر الشعر والنثر والفنون والآداب مجتمعة ؛وصناعة الكلمة وهي النبراس الذي يُضيء الحضارات ويستلهم دوره منها تتبوأ مكانتها في كل العصور وتمتد بقوة وعظمة ماضيها وأثره في إثراء عقول واستلهام رؤى وابداعات.
ويمتد جسر التواصل في المشهد الثقافي العربي في كل دولة حسب ما أتيح له؛ فنرى المشهد الثقافي يتألق ويتأنق في دولة الإمارات وغيرها من الدول العربية ـ رغم جائحة كورونا
فعلى درب الابداع والثقافة تتقدم دبي فتشمر ساعد الجد
فهاهو المشهد الثقافي في الإمارات ( كمثال )عاش تألقه الذهبي وانتعش وبعث الحياة في اوصال الثقافة ففي ظل البنية التحتية التكنولوجية والرقمية المتطورة في الدولة، التي سهلت تنظيم الفعاليات افتراضياً وبنجاح نوعي.فبادرت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة (وزارة الثقافة والشباب حالياً)، إلى إطلاق مبادرة «الثقافة عن قرب»، على المنصات الرقمية، وذلك بهدف تشجيع أفراد المجتمع على مشاركة المحتوى الثقافي والفني على منصات التواصل الاجتماعي بعد إغلاق المتاحف والمعارض والصالات الفنية، وقد شهدت المبادرة تفاعلاً كبيراً من قبل آلاف الفنانين والمثقفين، وطالت المبادرة شتى صنوف الآداب والفنون، كما حظيت بدعم من هيئة دبي للثقافة والفنون وهيئة الشارقة للمتاحف ومتحف اللوفر أبوظبي، وقصر الحصن، ومؤسسة بارجيل للفنون. ونجحت في عقد جلسات «حوارات المعرفة»، التي تهدف إلى معالجة أهمِّ القضايا المعرفية الراهنة ،واستعراض أفضل الممارسات والتجارب العالمية، حيث آثرت المؤسسة عقد الجلسات «افتراضياً»، متيحة بذلك الفرصة أمام الملايين من سكان العالم لمتابعة الجلسات، من دون الاضطرار إلى ترك أماكنهم.
وفي ذات الوقت المضني الذي اضطرت فيه معارض الكتب حول العالم، إلى إسدال الستار على دوراتها هذا العام، آثرت هيئة الشارقة للكتاب المضي في إقامة الدورة الـ39 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، تحت شعار «العالم يقرأ من الشارقة».
ويبقى للمشهد الثقافي في كل بلد ما يميزه ويدعمه وينطلق به فالثقافة حضارات أمم تُجبى وتجني ثمارها الأجيال على مر التاريخ .
و تتشعب وتنطلق فاعليات وتعالج ابداعات في أعمال خالدة مخلدة للتاريخ ومستلهمة منه منها الدراما التي تثري الروح وتطلقها من أسر وباء ضرب العالم !
وثقافة أمتنا أمة اقرأ تُباهي الأمم بتألقها وابداعاتها؛ وكيف لا؛ وهي آمرة ومأمورة بالقراءة (أمر الهي )ولا تتفتح زهور الابداع والتألق الا بالقراءة صنو الثقافة وديدمها الراقراق,
وتقف الثقافة الخاصة بالأمة مميزة ومتألقة ومتأنقة يزينها صرح الابداع بعنتيرية حسنه؛ برؤاه وإعلامه وتظل روحه راية خفاقة مادام النبض في العروق يسري بالانتماء والوفاء
.ثقافتنا عنوان رقينا، قيمنا تغرس وتتأصل وتثمر ينابيع عطاء للأجيال وللخلود ابداعات شتى.