أخبار عاجلة

أوَلاَ أحَــدْ؟ بقلم الشاعر التونسي “عادل المعيزي”

كَمْ مضى مِن سِحْرِ عُمْري، دُون أنْ أبْني

بما أوتيتُ من لغةٍ، قُصُورًا أو قُرًى

لأرُدّ عنّي مَرّةً عبثَ الخَليقةِ..

كم أصدّقُ دائما ظلّي، وأحلام الرِفاقِ

.. لأستفـيقَ على بقايا المسرحِ الهزليِّ

مَنْ مِثْلي يُصدّقُ أنّ تونِسَ مِثْلما أحْبَبْتُها

تأتي إليَّ بفتنةِ الصحراءِ تَرفُل في الحريِـرِ ؟

ومَن يُصَدّقُ أنّني أبكي إذا فَكّرتُ يَوْما

في الرحيلِ، بِرَغْمِ ما تَلْقَى الوُرودُ

منَ العَذابِ الصِرْفِ؟ مَنْ سَيُصَدِّقُ الرُؤيا

بِلاَ شكٍّ إذا احْتَرقتْ حمامَتُنا الأنيقَةُ

فَوْقَ مِحْرَقَةِ الخِيانَةِ. أو تَلاشتْ

مُعجِزاتُ العَصرِ في صمتِ الفقيرِ على الغنيِّ

وفي مُناورةِ الغبيِّ على الذكّي وفي

مُراودةِ الوفيّ وفي مُعاداةِ الزكيِّ وفي

مُناصرةِ السبيِّ على الصبيِّ وفي

مُؤامرةِ الشقيِّ على النبيِّ وفي…؟

ومَنْ سيُصَدّقُ الرؤيا إذنْ

والأرضُ صارتْ غيْمةً صُغرى

ونحنُ رذاذُها المَحْبُوسُ في سِجْنِ الأنينِ

وفي الرّدى

والإقْتِصَادُ الحرُّ يَحْلمُ مِثْلنا

بِتَحَرُر السِلعِ الكثيرةِ مِن..

قُيُودِ الاستِعاراتِ القديمَةِ

والمِحِنْ

و العَوْلَمِيَةُ أصْبَحَتْ يا صاحِبي فرْدَوْسَنا المَوْعودَ

في الكُتُبِ المقدّسةِ الجديدةْ

و الله صارَ مُعَوْلمًا و مُوَزّعًا مثل الحواسيبِ العديدة

قُرآنُنا صُورٌ و أزْرارٌ و ألْغازٌ إذا نزلتْ

على أرْوَاحِنَا

لمْ نَسْتَطِعْ أن نُدْرِكَ الفرقَ الجميلَ بداهةً

بيْنَ التيمُّمِ و الوُضُوءْ

هيَ ذي دِيانَتُنا الفريدةْ

أَوَلاَ أحَدْ

يَتَبَادَلُ الألمَ الوجيـهَ معي ؟ وكيفَ

يَقـودُنـي تَيـْهي إلـى قَيْحٍ منَ التاريخ ِ

عَفَّرَ سِحْـنتـي فيما أُصَـلـّي صـَامِتا

خلفَ الأيمَّة في مساجِدنا التي نَبَتَ الحصارُ

على مَنابرها وَعَفّرَها الََّتنـاحُرُ

والأيمّةُ يهتِفونَ بـ:

قُلْ هو الله الصَمدْ

و أنا كَمَا القُربان مُخْتَنِقٌ

بِحَبْلٍ مِنْ مَسدْ

أ وَ لاَ أحَدْ

يتألَّهُ في عصْرِنا المَفْتونِ بالقتْلِ المُرَتَّبِ

في قَوَاميسِ العذابِ وفي الصَّدَى

غيْرَ السَّلاطين الجُددْ

أَوَ لا أََحَدْ

كالِّلصِّ يخْرُجُ مَرّة عن طوْرِهِ ويقولُ لا

لا.. مَرّةً لا، لا ولاء لغير لا

هَلْ صارتْ الكَلِماتُ ضَيّقَةً كَسوقِ الشُغْلِ

والشُّقَقِ الحَدِيثَةِ والبَلَدْ

لكأنَني شُهُبٌ تُـضِيءُ عَلى يديْكِ وترْتَوي

منْ خَوْفِنا غَيْماتُهُمْ

والبَحْرُ لا يكفي لأطلقَ نورسَ القُبلِ

الغريبةِ كيْ يَحطَّ على شِفاهكِ مرَّةً

ننأى ويفْتِـنُنا الأبدْ

* المصدر: مجموعة احبك حين احبك الصادرة بتونس2002، قصيدة كأننا جسدان في روح وحيدة