أخبار عاجلة

” نصوص بماء القلب ” للكاتبة السعودية ” سلمى العداس “

البارحةُ
كانَ ذكرى عناقِنا الأوَّلِ
البارحةُ كانت ِالغيومُ هشَّةً
سَقَطَتْ على أقْدامِنا فأعْشَبَتْ
خُطَانا على الأرْصِفَةِ والشَّوارِع
والحَصَى ،البارِحةُ امْتَلأْنا بالأغاني والقُبلِ،
آهٍ من البارحةِ، ما أسْرعَ
ما شَابَتْ ولمْ تزلْ ذكرياتُنا غضَّةً كأنها ولِيدةُ اللحظةِ

الحاضرونَ
في ذاكرةِ العطرِ
المكانِ ــ الزمان ِ
لا يموتونَ..
النسيانُ هو الطَّلقةُ
التي تُصيبُ
الذَّاكِرةْ

أُغلق ُالبابَ
فيأتيني نسيمُكَ
من النافذةِ.. أو على
هيئةِ عصفورٍ وديعٍ، تحطُّ
على الشرفةِ الحجريّة
فيمتلئُ صدري قمحاً يودُّ
احتضانكْ

أحبُّكَ” حينَ تُغنّي..
أُنْحَتْ مِنْ عظمي ناياً
وَمِنْ صوتيَ نوتاتٍ جذْلَى،
وأَذِبْ.. في أوردتيْ “رجْعَ غُناكَ”
يا بُحَّةَ نايٍ تجرحُني فأسِيلُ
موَاوِيلا ًوغُناءْ

في المقهىْ
كانَ يحدِّقُ فيَّ
كأنِّيْ، مرآةٌ لضياعِ
ملامِحِهِ، أو وطنٌ
رقَّ لغربته ِ
في المقهىْ..
دونَ أصَابع َلامسَ
قلبيْ، قَبَّلَ روحيْ
دون َعناقٍ أو شفتينْ
في المقهى ْ
رجلٌ لا أعرفهُ أبداً
صيَّرَني امرَأةً
وَلْهَىْ