أخبار عاجلة

قصيدة بعنوان “عصير البرتقال”للشاعرة علية عبد السلام

من أرسلك خلفي
ولماذا أنت على هذه العذوبة التى تُدوّخنى،
قابلت الرجال فى كل مكان
ولم يستحوذ علىّ أحد .
طيبتك ذات الرائحة الزكية التى تفوح فى كلامك الهادئ
مع الثراء الذى يراه المرء حولك ومن اول وهلة .
هذا النوع الفخم من فواكه البحر ،
هذا المقدار من السجائر أكّد على أنك ممسوس بمس كونى .
احتجت أمامك أن أتمسك بأى شيء يُجنّبنى السقوط
فأنا مجرد عربة تُقِل العابرين إلى ملاجئهم الأخيرة .
تقدم لى جدران أربعة تضاجعنى فى روعة أمام المرآة تأخذنى فى حضنك ولا تتركنى أبدا.
وأنا أزرع الصحراء بزهور فارعة الطول أغرسها وردة .. وردة وسط الجبال والوديان .
كنت أُلملم نفسى المقطعة إلى أجزاء تشبه الكريستال والزجاج الملون .
الموسيقى أيضا لم تكن موجودة
ولم تكن سوى مسّ كونى آخر إحتجت كى أُقاومه خلع ملابسى قطعة .. قطعة فوق الجبل وفوق السطوح وعلى الملأ .
جمالك وجمالى الذى شاهدناه سويا فى المرآة بينما كنا نتضاجع أولم يكن كافيا لتصدق أنك تضاجع روحى وتلامس عظامى وأنى مُحبة
أهُناك معنى آخر يمكن أن يجوز لحياتنا سوى هذا
روح لروح .. وعظام لعظام ؟!

وجب اليوم أن نقضى على الفقر والفقراء ليستقيم التاريخ
كى ينخرط المحبون كما السفهاء فى معانقة ٍ ذات مذاق
ولأننى مثلك ممسوسة بمس كونى .. أُراهن على المحبين القابعين خلف الإيمان
أرى لكل رجل امرأة
أكان سدى أن أهتز كل هذه الهزات العنيفة ؟!
لم يكن من أجل لا شيء أن منحت روحى بإخلاص شديد لكل من نادانى ، وقد كان
أردت المتعة فكانت لىّ كما لم تكن لأحد
من أجل سعادة الرب بأبنائه الطيبين زِدتُ من آلامى فكنت جميلا ً .
آن لحزنك أن يتركك لروح امرأة من خالص الأزمنة تدنو منك فاقعد لديها
اركن روحك بين أقدامها .. راقب ومن خلال المرآة
كيف يكون كمال الله فى المضاجعة !
تمنحنى ساعات قليلة .
أتكون بضع ساعات كافية لمُحِبة ٍ مثلى بطاقة كل المرات التى أحببت فيها مئات الرجال
أحبك الآن
إلا إنك ستنسى المرأة التى قذفت فيك ومن أول مرة
شبق العذراوات وحب الخُلوة
استرح فى جسمى
فأنا مثلك مسّنى أحدهم فتعال نفتح هذا التاريخ
ونُدين كل من كسروا نافذة أغلقها رب البيت على عائلته وكل من هجروا من أحبوهم بلا سبب غير الموت .

أعرف أن المرة القادمة سأغسل قدميك بالهواء ولسانى بينما أناملك تعبث فى شعرى ، تُقبّل تحت أذنى ورقبتى
نكون عاريين تماما .. أضع رأسى لتنام على ركبتيك وأنت جالس على حافة السرير
تمد يدك تمررها فوق ظهرى
أدفعك فجأة على ظهرك .. يكون قضيبك ممتدا ً فى فورة ويبدو جميلا ً ، لكن هذه المرة
لن أمُصَه لك
سيكون حزنى أشد .. ودموعى كثيرة .
متى ينتهى انتحارى ؟!
تنمو الفضائل ببطء غير ملحوظ
تلتهمنى نيرانى المشتعلة تأكل معى من أحبونى
أتجسس على المارة والجيران
أقول ما يجب ومالا يجب فى السياسة والدين
أرفع رأسى للسماء ، القمر جميل والهواء يكاد أن يكون كالنسيم .
يتم ألمى ؛ يستمر الوخز فى صدرى
من ذا الذى كان قد دخل من خلال الشباك المُحكم الإغلاق فى هذا الوقت ؟

أقضى ساعات تحت المطر الغزير

أرقب التجمعات المائية على جانبى الأسفلت

والتى لحظة سقوط المطر عليها تُكوّن مشهدا ً جميلا ً
لرهط من الأحصنة البيضاء الصغيرة تعدو فى مكانها

من نافذتى كانت تشتعل مظاهرات غير عنيفة
طالبت باعتقال المغفلين لترويجهم أفكارا ً رديئة
غطى النخيل الشاطئ فكيف نقضى على الانتحار
ونُعاود الكَرّة .
التردد غير المكشوف فى نبرة صوتك كان سببا ً رئيسا ً جعلنى مُصرّة وبإلحاح على التمسك بك للأبد
لحست له صدره وأكتافه ووجهه
لحست عرقه بلسانى
عرقه الذى كان ينسال كندى الصباح فوق شجرة فخيمة الصلابة
كان بارعا ً فى الصعود فوق ظهرى
مُتيّما ً بمشاهدة مؤخرتى بينما عُضوه الحبيب يدخل ويخرج
أو أنا أهبط وأصعد
بينما قُبلاتنا لا تنتهى وعيوننا مشدوهة بالمرآة التى تُغطِى السرير إلى حد ٍ يكفى لتمتعنا
وأعود بعد كل المتع النبيلة التى سمحنا لأنفسنا أن نخلقها معا ً أعود وحيدة فى سريرى والوسادة المبللة بدموعى مشدودة بين فخذى ّ

يا الله كل هؤلاء الرجال يجرحون !!

أيكون هذا آخر ما يمكن أن يحدث ؟ تأخذنى تضمنى وأضمك إلى ما يشاء الله
لرجولتك أصير عبدة ؛ ومن طفولتى تنسج لنفسك طوق نجاة
قد كُتِب عليك أن تُربّت على أكتافى

أصابعك الناعمة حول رقبتى تطبعنى بقبلتك الأولى
لامست شفاهك جلدى وأدركت على الفور أنك ستقبض على روحى
تأخذنى فى عربة قطار على قضبان مستقيمة وممتدة إلى الأبد
ليس هذا آخر ما يجب أن يتم بين روحين يربطهما خيط رفيع .
أليس هذا ما يُسبب لىّ الصداع والسعادة ؟!
الروح تكمن فى عالم آخر
وهذا الرجل قد وضع خطة تعنى فى بساطة أنه سيتبعنى ومن أول وهلة عرفت أننا سنتضاجع
وأن المضاجعة معه ستُحيى روحى التى رقدت تحت الرماد منذ رحيل الحب الوحيد وسط مئات من المضاجعات المتفرقة فى العالم .
قد تنمو خلف الأسلاك الشائكة نبتة رجل
الأسلاك الشائكة خلفها تقبع الحية التى عمل لى سحرً عليها داخل الكنيسة
قد يكون اسمه مصطفى
هذا تماما ً ما أكدته السيدة منى
إلا أننى سأسافر كثيرا ً وأعيش حياة رغدة
وأصبح شهيرة ويكثر مالى لفترة ثم أختفى
أزهد فى الحياة ولا يسمع عنى أحد
هذا ما قالته السيدة منى
منذ زمن بعيد .
إلا أننى أُصبح ُ أما ً لطفل يصير رجلا ً شديد الوسامة
يا لها من محظوظة .. تلك المرأة التى تضاجع ابنى !
لم يبق شئ لم يحدث مما قالته السيدة منى

إلا شيئا ً واحدا ً
السيدة منى أكّدت أنى سأموت خارج البلاد .
أترك الدنيا تحترق من حولى
لا أجد معنى لحياتى سوى هذه الساعات التى تجمعنا
فى غرفة واحدة جنبا ً إلى جنب على سرير واحد
وأمام المرآة عندما نلتقى لن تقول أبدا أنك ضاجعت غيرى ، ولن أعرف أبدا ، إذا كنت أنا المفضلة لديك
لكنى سأعترف بأنى كنت أتألم ، ليس ألما كهذا الذى سببته فى بطنى المرة الأخيرة
أغوص فى جسمى فأجد أننى ممسوسة
أمشى على قدمين ولا أدرى ما بينهما
أهناك شيء آخر ليصبح أكثر أهمية من مضاجعتك أمام المرآة ؟!
قارئة الفنجان أكدت أنك مُحاط بالنساء
وأنك رغم ذلك تُقدّرُنى ، وعلىّ أن لا أعتمد على هذا
لأنك تختفى وتظهر فجأة .
أعرف ماهو أكثر …
أنى أتعذب وأحترق بالنار عندما أرى امرأة من طِرازُك
آلام مبرّحة لا تفارق الروح …
أصبح مؤرَقة قلقة ، لا أفرح ولا أندهش أو أتحمس
وأشك فى كل شيء .
يا الله لماذا الإصرار على أن تجرى دماء روحى كل يوم وكل ساعة وعلى طول ، وإنى لا ملجأ لى ولا مَفرّ.

المواقف النبيلة تصبح أمرا ً مفروضا ً دون اختيار لأُثبت لمن أحب على ّ أن أتحلى بالفضيلة فلن أخون ولن أبيع نفسى لأصبح له وحده
أحافظ على نعومة جلدى ورائحتى الطيبة
من أجل سعادته الخاصة
رغم أنه لا يدخل إلى أعماقى ولا ينظر إلى روحى
بينما ينتظر الله أن أمنح نفسى له وحده خالصة ً دون أن أُشرك معه رجلا .
ولأنك ليس لمرة واحدة لاحظت أن خضوع روحى لك محبة ، وأن انتظارى محبة ٌ
ستعيش وتموت دون أن تعرف كيف أستحضرك الآن فى سريرى
كنت أنزف الدموع ومن مهبلى سائل المتعة
أنت متعة وألم علىّ التخلص منهما .
أنت ممسوس بمسّ كونى ّ جميل ورائع
لكنك لا تُقدّر عذابى
لهذا لن ألحس جسمك ، ولن أمُصّ لك أصابع قدميك ويديك
ولن أهمس بأنى أحبك

ولن أردد بأنك
رائع .. رائع ..
ولن أُسبُك فجأة أثناء ولوجك إياى من شدة المتعة
ولن أنظر إليك فى المرآة ، ولن أتركك تفعل ما يحلو لك فى مؤخرتى لأنها ستكون الحسرة قد تحجرت فى حلقى
ودمى يحترق
ودموع بلا نهاية .