أخبار عاجلة

د. هيثم الحاج علي: ميزانية المعرض لم تنخفض..وسنعيد مشروع القراءة للجميع


نفى الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، تراجع ميزانية معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الواحدة والخمسين، موضحًا أن ميزانية العام الماضي كانت استثنائية، لتستوعب كل ما استلزمته دورة اليوبيل الذهبي للمعرض، من دعوة أعداد كبيرة من المثقفين المصريين والعرب، وزيادة الأنشطة والاحتفاليات.
وقال الحاج علي في حواره مع “الكتاب 50+1″، إنه مع النجاح الكبير الذي حققه المعرض في دورته الماضية، زادت نسبة دور النشر الراغبة في المشاركة بنسبة 25%، بينما لا تزال مساحة الصالات كما هي، وهو ما تسبب في شكوى الكثير من دور النشر، بدعوى أن المساحات أقل مما ينبغي. مؤكدا أنه لا قلق من ضعف الإقبال على المعرض، بل القلق من الزحام الشديد.
وأشار رئيس الهيئة إلى أن سعر تذكرة دخول المعرض هذا العام سيكون 5 جنيهات، موضحا أن المعرض في دورته الجديدة سيشهد تطوير خريطة نقل الجمهور إلى مقر انعقاده بالتجمع الخامس، حيث تم التنسيق مع اللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، لتوفير حافلات تتوجه من جميع الميادين إلى معرض الكتاب، تيسيرا على جمهور المعرض.
كما كشف الحاج علي عن أنه تم تحديث التطبيق الإلكتروني لمعرض الكتاب، والذي سيضم قائمة بأسماء الكتب وأسعارها وأماكنها، ومزود بخاصية تحديد خط سير الوصول إلى الكتب، التي تم تحديدها على القائمة، وكذلك الفعاليات والندوات التي ستقام خلال أيام المعرض.
الحاج علي تحدث كذلك عن التحديات والمشاكل التي تواجه معرض الكتاب وبعض السلاسل، وتفاصيل أخرى في الحوار التالي:
* لماذا تراجع عدد الفعاليات لأقل من النصف وانخفضت الميزانية للربع تقريبا في هذه الدورة، مقارنة مع دورة اليوبيل الذهبي؟
– الميزانية لم تتراجع ولم تنخفض، وإنما فعاليات دورة اليوبيل الذهبي هي التى كانت استثنائية، لاستضافة أكبر عدد من المثقفين المصريين والعرب والأجانب، وبالتالي كان عدد الفعاليات كبيرا، والميزانية أكبر، بينما عدنا هذه الدورة لميزانية الأعوام التي سبقت اليوبيل الذهبي، وهذا أمر طبيعي.
* اشتكى كثير من الناشرين من عدم توافر أماكن داخل المعرض، ما تعليقك؟
الفكرة أن مساحة الصالات ثابتة، بينما زاد معدل إقبال دور النشر هذا العام بنسبة 25%، ولعلاج هذه المشكلة اضطررنا إلى تقليل المساحات الكبيرة. ففي الدورة الماضية كانت مساحة بعض الأجنحة تصل إلى 164 مترا، أما هذا العام قررنا ألا تزيد عن 126 مترا، وما توفر من المساحات الكبيرة تم تخصيصه لعمل أجنحة جديدة. فلدينا 4 صالات إجمالي مساحتها 40 ألف متر مخصصة للكتب، بخلاف قاعات الندوات والفعاليات.
* ما الجديد الذي تقدمه الهيئة العامة للكتاب لرواد المعرض؟
– لدينا هذا العام خطة نشر تحقق شعار وعنوان المعرض “مصر أفريقيا.. ثقافة التنوع”، حيث تم اختيار جمهورية السنغال كضيف الشرف، بالإضافة إلى إصدارات حول شخصية المعرض لهذا العام، المفكر الكبير الراحل جمال حمدان، ولدينا لهذا الجانب تنوع كبير فى النشر، سواء للشباب أو للأطفال، حيث أصدرنا 3 آلاف نسخة من مجموعة “شخصية مصر” النسخة الكبيرة بمكتبة الأسرة.
بالإضافة إلى مشروع تعاون مع دار الهلال للصحافة والنشر، مالكة حقوق النشر للمفكر جمال حمدان، تتضمن كتابا للأطفال عن قصة حياته، وكتاب عن دراسات في مؤلفاته، وكتاب شهادة للكاتب يوسف القعيد عن ما حدث بينه وبين جمال حمدان.
* هل هناك أي تخوف من عدم الإقبال على المعرض هذا العام؟
– هذا التخوف كان موجودا العام الماضي، حيث توقعنا صعوبة الوصول إلى المكان الجديد، ولكن بعد أن شاهدنا نسبة الإقبال في الدورة الماضية زال هذا التخوف، بل صار القلق من الزحام الشديد، مع توقعنا زيادة الأعداد، ولهذا طورنا من وسائل التسهيل على الزائرين، ووفرنا خريطة لدور النشر وأماكن تواجدها، وخريطة بشاشات عرض كبيرة على بوابات الدخول، وكذلك التطبيق الإلكتروني على الهواتف المحمولة وإرشادات المتطوعين المنتشرين بجنبات المعرض، لتيسير الحركة قدر الإمكان.
* “مصر أفريقيا.. ثقافة التنوع” شعار هذه الدورة، ماذا أعددتم من محاور نقاشية أساسية في البرنامج الثقافي للمعرض؟
– البرنامج الأفريقي هذا العام سيكون متنوعا، من خلال التعاون مع جهات كبيرة عملت على هذا البرنامج، منها لأول مرة مؤتمر علمي داخل المعرض تنظمه كلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، بأوراق بحثية محكمة بشكل علمي وليس مجرد ندوات، ويتم طباعة هذه الأوراق بعد المعرض بحيث يكون لدينا رؤية عن أفريقيا في نهاية المعرض.هذا بخلاف الفعاليات الفنية التي تعدها السفارات الأفريقية، حيث يتم تقديم أفراح أفريقية فى شوارع وجنبات المعرض، بالإضافة إلى فرقة الموسيقى العسكرية، التي تقدم عروضها يوميا لمدة 4 أيام، وإنشاء صالة خاصة بالأنشطة كخيمة ضخمة بها صالة مسرح وسينما مجهزتين بشكل عال جدا، وجناح للكتب التعليمية التي لم تستوعبها صالات العرض.
* ضيف شرف المعرض.. ما أطر الاحتفاء بالسنغال؟
– قدمنا تسهيلات لجمهورية السنغال كدولة ضيف الشرف لكي تقدم ما تريد تقديمه، وبالتالي تكون اقتراحاتنا بسيطة في هذا الشأن، لكن نوفر لهم كل ما يتطلب من الجناح وقاعة ضيف الشرف واستقبال الوفد السنغالي، وهناك تواصل مع السفارة السنغالية بالقاهرة ووزارة الثقافة بالسنغال.
* ما أبرز الشخصيات الفكرية والثقافية والضيوف التى تم دعوتها؟
– من أفريقيا تحضر ناديلكا مانديلا، حفيدة الزعيم نيلسون مانديلا، وهي الشخصية الأهم مع محمد احظانوا، وهو مفكر موريتاني، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات الأفريقية التي حضرت مع وزير الثقافة السنغالي في افتتاح المعرض.
* ماذا عن مبادرة سفراء معرض الكتاب التي أطلقتها الهيئة لأول مرة هذا العام؟
–  تهدف المبادرة إلى اختيار بعض الشخصيات المصرية المؤثرة عالميًا في مختلف المجالات العلمية، الثقافية، والفنية، وذلك للترويج للمعرض في جولاتهم الخارجية، علما بأن قائمة الشخصيات شملت وزير الآثار الأسبق الدكتور زاهي حواس، والفنانة القديرة سميحة أيوب، والمهندس العالمي هاني عازر، والفنان التشكيلي العالمي أحمد مصطفى، ولاعب الكرة المحترف محمود حسن تريزيجيه، بجانب المثقفين والفنانين العرب الكثيرين الذين يشاركون في فعاليات البرنامج الثقافي للمعرض.
* مصر تمتلك أحد أكبر المعارض وأهمها عالميا وتصدر آلاف الكتب سنويا، ولا توجد أي جهة تقدم إحصاءات بذلك، ما تعليقك؟
بالنسبة للإحصائيات الخاصة بهيئة الكتاب، سواء الخاصة بالمعرض أو بالكتب التى تنشرها ومعدلات بيعها فهذا يتم بالفعل لدينا، وتم بيع حوالي ربع مليون نسخة في المعرض الماضي من إصدارات الهيئة، أما إحصائيات الكتب عموما فيجب أن يتم العودة إلى اتحاد الناشرين وإلى دار الكتب والوثائق، فكافة الناشرين يحصلون على رقم إيداع من دار الكتب، ويودعون عددا من النسخ لكل إصدار.
* كيف تعود سلسلة مكتبة الأسرة إلى سابق عهدها؟ وهل المشكلة في الميزانية؟
– مبدئيا مخصصات مشروع مكتبة الأسرة في موازنة الدولة لم تنخفض منذ 2010، وهي 7 ملايين جنيه، لكن بجانب هذا كانت هناك جهات أخرى تدعم المشروع، حتى وصلت الميزانية إلى 21 مليونا، وعندما انسحبت هذه الجهات من التمويل، صرنا نعتمد بشكل كامل على الدعم الرسمي وحده، ورغم ذلك يظل معدل النشر غير منخفض، حيث يصدر منه 200 عنوان سنويا مثل السابق، علما بأن عدد النسخ أقل وعدد العناوين التي نحصل عليها من دور النشر الخاصة أقل، لأنها تعمل بموازنات ترى أنها ليست عادلة بالفعل، ونحاول زيادتها من آن لآخر، لكن الزيادة لا ترضي دور النشر الخاصة، فنحاول الاكتفاء بإصدارات هيئة الكتاب، أو بمن يوافق على المقايسات الخاصة بنا من دور النشر.
* إذن كيف ترى المشاكل والحلول لمكتبة الأسرة؟- أرى أن الأزمه الحقيقية في مشروع مكتبة الأسرة ليست في التمويل فقط، بل في كون المشروع حتى 2010 مرتبطا بمهرجان القراءة للجميع، ـحيث كان المهرجان يقام في أشهر الصيف، وكانت كل إصدرات مكتبة الأسرة تباع في أشهر الصيف، وعندما توقف مهرجان القراءة للجميع توزعت الـ200 عنوان من الهيئة على مدار العام، فتوزع كذلك الأثر المرجو من المشروع على مدار العام، وبالتالي لم يعد يتم استشعاره بشكل كبير، ولكننا نقوم بنفس الآليات، وبالتالي فحلها في شيئين، إما أن تعود الجهات الممولة لسابق تمويلها وتزيد بعدها الموازنة، أو أن يعود مهرجان القراءة للجميع.
*كيف ترى فكرة إتاحة حفلات توقيع لكتاب مبتدئين بمقابل مادي؟
– الفكرة لم يكن الهدف منها في الأساس هو تحصيل الرسوم، بل أن تعكس كل ما يحدث في مصر من حراك ثقافي وإبداعي، خاصة أن معرض الكتاب مفتوح للجميع لتقديم ما ينشر من أعمال إبداعية.
حوار:محمد خضير 
“الكتاب 50+1”