أخبار عاجلة

د.زاهي حواس: أحلم بجيل يعرف تاريخ بلده..والكتب الدراسية بها معلومات خاطئة

 
يرى أن العشق سر النجاح، وأن التجاهل هو أفضل رد على الشائعات والاتهامات، ويحلم بجيل يعرف تاريخ وحضارة بلده.. إنه الأثري الكبير الدكتور زاهي حواس، الذي أكد أنه يعيش حاليا أعظم فترة في حياته، بسبب إنتاجه الكبير من الكتب، التي تطوف جميع أنحاء العالم.
ولأنه من الشخصيات العامة والبارزة، اختارته الهيئة المصرية العامة للكتاب، ليكون -إلى جانب رموز أخرى- سفيرا للدورة الـ51 من معرض القاهرة الدولي للكتاب.
في هذا الحوار، يحدثنا دكتور زاهي حواس عن سر نجاحه، وإصداراته الجديدة، ويعقب لنا على اختياره سفيرا لمعرض الكتاب والدور الذي سيقوم به، بالإضافة إلى تفاصيل كثيرة عن الآثار والسياحة في مصر.
– حدثنا عن دورك في معرض الكتاب هذا العام؟
في البداية أشكر الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، والدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة العامة للكتاب، على اختيارهم لي سفيرا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، فمشاركتي شرف كبير لي. ومن المقرر أن أقود حملة دعاية باللغتين العربية والإنجليزية، خلال فترة المعرض، للتحدث عنه وللإعلان عن فعالياته الكثيرة.
– هل هناك ندوات خاصة بك في فعاليات المعرض؟
نعم، سوف أناقش أربعة كتب جديدة لي في ندوة اليوم الخميس 23 يناير، في تمام الساعة الثانية ظهرا بالقاعة الرئيسية. الكتاب الأول بعنوان “توت عنخ آمون” صادر عن دار أخبار اليوم، وكتابان للأطفال، واحد باللغة العربية بعنوان “رحلة مع الفرعون الذهبي”، والآخر باللغة الإنجليزية بعنوان “مغامرات مع الفرعون الصغير”، أما الكتاب الأخير فهو الجزء الرابع من موسوعة الأهرامات.
– دائما تصرح بأن العشق هو سر نجاحك في الآثار.. كيف؟
لم أكن أحب الآثار في البداية، لكن بعد كشفي لأول تمثال في إحدى بعثات الحفائر، قلت “لقد عثرت على حبي، وهو الآثار”، فالعشق هو الحل الوحيد للنجاح، الفرق بيني وبين الآخرين، أنهم يحفظون التاريخ، أما أنا فأتحدث عنه من قلبي. قديما عندما كنت أخبر أحدا بأنني أثري، كان يسخر مني، والآن أصبح الأثريون نجوم مجتمع.
– ما رأيك في دمج وزارتي الآثار والسياحة في كيان واحد؟
أنا ضد هذه الفكرة، لأن وزارة السياحة تحتاج مجهودا ضخما جدا، لأنها تضم مشاريع عن التنمية السياحية والمشروعات والحج والعمرة، والفنادق والترويج وغيرها، أي تحتاج تفرغا كاملا، وأخبرت الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، أنه سيهتم بالأولى على حساب الثانية، وبعد أن كان مجهوده للآثار فقط أصبح مقسما على الوزارتين، ولذلك أرجو أن يعدل بينهما. وأنا أثق فيه، لأنه طموح ويملك مفاتيح النجاح، وأتمنى أن ينشئ مجلسا أعلى بوزارة السياحة تحت رئاسته، ويكون أعضاؤه من العاملين في السياحة، ليصنعوا السياسة السياحية، وهو يتتبعها.
– كيف تتعامل مع الهجوم الذي تتعرض له؟
هذا شيء طبيعي جدا، لكني لا ألتفت إلى أحد، أرد فقط وأدافع عن نفسي حال تطاول أحد، أما غير ذلك أركز في كتاباتي ومؤلفاتي، التي أصدرها وتنتشر في جميع أنحاء العالم. فأنا أعيش أعظم فترة في حياتي، لأن إنتاجي في الكتب كبير، والأربعة كتب التي سأناقشها في المعرض هي خير دليل على أني لا ألتفت لهجوم الفاشلين، وأكثر شيء يمكن أن يعرقل هذا البلد هم طابور أعداء النجاح، والشائعات التي يطلقونها.
كما هناك أوبرا “توت عنخ آمون” التي ألفتها، تحفة فنية ستعرض في افتتاح المتحف المصري الكبير نهاية العام الجاري، سيتم تجريبها أولا في دار الأوبرا المصرية لمعرفة صلاحية عرضها في الافتتاح العالمي، ومن المقرر أن تُعرض أيضا خلال الاحتفال بمئوية الكشف عن مقبرة توت عنخ آمون بوادي الملوك عام 2022، واخترت هذا الملك تحديدا، لأن له المساحة الأكبر في المتحف.
– تؤمن بوجوب تربية الأطفال على حب الآثار.. كيف يكون ذلك؟
أصدرت كتابين للأطفال حديثا، وهناك كتب أخرى في طور الإعداد، وبشكل عام أصدرت 17 كتابا للأطفال عن دار نهضة مصر، كما أنني أصطحبهم في زيارات للأهرامات، لشرح الآثار والتاريخ المصري، وذلك من خلال مركز زاهي حواس، الذي أنشأته مكتبة الإسكندرية.
هناك أيضا مشروع قديم قد عرضته على وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، لتعليم الأطفال الحروف الهيروغليفية، كل ذلك سيجعل الطفل يتربى على حب حضارته ويشعر بعظمة البلد الذي يعيش فيه.
– لماذا الاهتمام العالمي بالآثار المصرية أكثر من اهتمام المصريين؟
هذه مشكلة كبرى، لأن التليفزيون يهتم ببرامج “التوك شو” أكثر، ولا يهتم بوجود برامج للآثار، والكتب الدراسية تحتوي على معلومات أثرية خاطئة، فلا يتم تقديم شيء للناس يدفعهم لحب الآثار، فإذا نظرنا للخارج نجد أفلاما يومية تذاع عن الآثار، قنوات متخصصة، وكتبا تتحدث عن مصر وحضارتها القديمة، الأمر الذي يجعل الأجانب يهتمون ويشغفون بها. ولذلك لا بد من تكاتف وزارات التربية والتعليم، الآثار والسياحة والتعليم العالي والثقافة لإعداد خريطة لبناء الإنسان المصري كي يعرف حضارته وتاريخه، بجانب الاتفاق مع التليفزيون لعرض برامج غير مملة بها إثارة وأكشن ومغامرات كي تجذب المشاهدين وتحببهم في الآثار.
حوار- ابتسام أبو الدهب
“الكتاب 50+1”