أخبار عاجلة

جمال حمدان محلقًا في أفق الزمان والمكان

 

استضافت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ51، التي تحمل اسم الجغرافي الراحل جمال حمدان، ندوة بعنوان «فيلسوف الجغرافيا.. سيرة ومسيرة».
قدم الندوة الكاتب الصحفي مصطفى عبد الغني، وتحدث فيها الدكتور ياسر خضر أستاذ الجغرافيا بجامعة حلوان، والجغرافي الكبير الدكتور فتحي مصيلحي.
من جانبه، تحدث مصيلحي، عن “تحليق حمدان في أفق الزمان والمكان”، واستعرض خلال الندوة حياة الراحل منذ مولده في قرية ناي بمركز قليوب وبين حياته في شبرا ودراسته في جامعة القاهرة، التي كانت تتبع قسم عابدين في عام 1944 وحتى البعثة التي انتقل معها لدراسة الدكتوراه في مدينة ريدنج غرب العاصمة البريطانية لندن.
وقال مصيلحي، إن جمال حمدان تعرض للظلم ثلاث مرات قبل وبعد رحيله، الأولى على يد أقرانه، والثانية عندما لم تضعه الدولة في مكانه المناسب رغم وطنيته، فهزمته معنويا، أما الأخيرة فهي أنه حتى الآن لم يتم تكريمه بالشكل اللائق.
وقال مصطفى عبد الغني، إن جمال حمدان من أكثر المثقفين ذوي الوعي بفلسفة المكان، مشيرا إلى أصابع الاتهام نحو الموساد الإسرائيلي باغتياله عام 1993 قبل صدور موسوعته عن اليهود.
وأضاف عبد الغني أن حمدان رحل، لكن قضية اغتياله تظل لغزا كبيرا، مذكرا بحادث مقتله المأسوي، إذ تم العثور على النصف الأسفل من جثته محترقا، واختفاء وثائق مهمة من منزله.
وقدم عبد الغني الشكر لرئيس الهيئة العامة للكتاب لاختياره جمال حمدان كشخصية للمعرض، ما يعكس وعيه بأهمية هذا العالم الكبير، موضحا أنه من الضروري أن نعرف كيف كان جمال حمدان يفكر وكيف عاش.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور ياسر خضر، إن شخصية جمال حمدان تخطت عتبات الجغرافيا إلى الفضاء العام، فقد أثار حمدان قضية الهوية وكانت الشغل الشاغل له، في وقت كانت مصر جريحة بعد الهزيمة.
وتحدث خضر عن العزلة التي فضلها حمدان في حياته، فهو لم يكن يخالط الناس، وأثرّت هذه العزلة على إنتاجه، فجعلته يستطيع رؤية الطائر المحلق ويقوم بكتابة وتأليف العديد من الأبحاث والدراسات والموسوعات، من بينها كتاب “شخصية مصر”، الذي أصدره عام 1967 وطوره بعد ذلك في منتصف الثمانينيات، ويعتقد خضر أن العزلة سببها شيفونية حمدان وما أسماه بـ”الإيجو” أو الاعتزاز الشديد بالذات.
ولفت خضر إلى تنبؤ حمدان بسقوط الاتحاد السوفيتي وصعود التيار الإسلامي، كما تنبأ بأن مصر ستواجه مشكلات في الحصول على حصتها من مياه النيل، مشيرا إلى أن هذه القدرة على التنبؤ تأتي من استلهام شخصية المكان ودراسة الزمان والتاريخ، فحمدان تفرد باعتبار التاريخ ظل المكان على الأرض.

 

كتبت: غادة قدري

“كتاب 50+1”