أخبار عاجلة

“سلامٌ من صَبا بردى أرقّ” للكاتبة السورية “راغدة السمان”

الأرض والطبيعة هما الأكثر قداسة ، والأكثر نُبلاً وحياة .

الصدق والحقيقة طاقة روحية عالية لا يجيدها إلآ أنقياء السريرة، فمهما تبعثرت أفكارنا هنا في بلاد المهجر ورغم الكثير من المحاولات والسعي بعد كل كَبوة تعترضنا، لا نتردد في المحاولات والسعي وتبقى قطرة النبيذ في كرم الروح تحيي وتشفي النفس، وتعمل عمل الترياق من أحقاد البشر وفظاظة ألفاظهم. وتبقى الأخلاق وأصالة العرق السامي يجري في عروقنا. نحن الشعب السوري القنوع المحب للآخر المضياف الذي شرّع حدوده لكل زائر.

ومنذ آلاف السنين والمُكّون السوري كالفسيفساء فمنّا الرومان والسريان والآشور والآرام والأرمن والأكراد والترك والشركس والمغاربة والعرب وجميع هذه القوميات تزاوجت منها من أسلم ومنها من بقي مسيحيا.  

المستشرق والمؤرخ روجيه غارودي قال: من حق أي إنسان في العالم أن يفتخر بانتسابه إلى وطنه الأم وإنتسابه إلى سورية .

أما الباحث في اللغات والنصوص المسمارية الأوغاريتية القديمة شارل فيرلو قال:

لكل إنسان متحضر في هذا العالم وطنان وطنه الأم وسورية.

منذ عام٢٠١١ والحملات المسعورة على الشعب السوري وإهانته وإذلاله لا تنتهي ، أي كائن بشري هل من السهل عليه ان يترك وطنه وأرضه وبيته وعمله وأهله ليتشرد في بلاد الله الواسعة ؟ هل تهجر ورحل للسياحة وعيشة الترف ! ملايين تشردوا وملايين بلعتهم الامواج وعشرات الآلاف فقدوا و….وماحصل للسوري لم يحصل للهنود الحمر في امريكا . كم الفواجع مازالت مستمرة …وما يزال الباطل ينتصر على الحق، والجهل على العلم،وكما انتصر البخاري على ابن سينا . وابن تيمية على ابن رشد…أما يكفيه السوري من حملات تشن عليه حصار من الداخل وحصار من الخارج! كم نحن عنصريين لا بل نازيين وأكثر .نُجّرح بعضنا البعض بلا رقيب ، انشقاقات وتشرذم .الغريب ان كل شيء ينشق

الحكومة الجيش الأحزاب العائلة متى ستنشق هذه النفوس الحاقدة؟ 

الإعلام والصحافة رسالة إنسانية المفروض أن تكتب بلغة العقل والمنطق. بلا تحّيز

هي رسالة أخلاقية الهدف منها تهدئة النفوس ورفع معنويات الشعب المتألم

لنستبدل لسان التجريح بكلمات شافية..

فمن يحمل مبدأ وفي قلبه رحمة نجده ينشر الخير والطمأنينة. ومن يحمل في قلبه البغضاء والكره نجده يبحث بين الركام يسلب وينهب ويثير الفوضى..

لا أحد يعلم كيف تتبعثر الروح في الغربة نستجمعها ونجسدها على الورق إمّا نثراً أو شعراً أو شذرات ونرسلها على أجنحة الطيور المهاجرة إلى أوطانها..

كتب الشاعرجورج صيدح السوري الدمشقي 

وألم البعاد عن دمشق :

أنا وليدك يا أمّاه كم ملكت ذكراك

 نفسي وكم ناجاكِ وجدانُ!

عهد الشباب وعهد الشام إن مضيا

فكل ما أعطت الأيام حرمان.