أخبار عاجلة

الصالون الثقافى يفرد مساحة لشخصية “آركون” المغترب فى بلاده

شهدت فعاليات الصالون الثقافي بقاعة القلماوي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في يوبيله الذهبي اليوم السبت؛ ندوة ناقشت “حكاية الفتي آركون” للكاتبة فاطمة الحصي بحضور النقاد شرقاوي حافظ ومحمد أبو الليف وسعيد اللاوندي وأدارها هشام العربي.

قال العربي؛ إن المؤلفة كتبت حول ظواهر اجتماعية وثقافية مثل ظاهرة تأخر الزواج وأسست هوامش تنويرية تصدر عنها مجلة هوامش؛ في مركز الأسرة والطفل، وصدر “حكاية الفتي آركون” في 2018 مقسما إلي خمسة فصول؛ يمتاز بالبساطة والسهل الممتنع؛ يسير من رحلة إلي رحلة، وأنها ألقت الضوء علي المفكرين المستنيرين في القرن العشرين الذي أثر في مفهوم الحداثة ويحاول أن يقرأ التراث ويعيده من جديد .
وأضاف الشاعر والمترجم شرقاوي حافظ أن “آركون” شخصية عانت كما عاني الكثير من المفكرين منذ بداية ما يعرف بالفتح العربي الإسلامي، فعاش تفرقة في الجزائر لأنه أمازيغي بربري وفي باريس لأنه مسلم وعربي. 

وكتب آركون في نقد العقل الإسلامي وله العديد من المؤلفات التي وصل عددها إلي 30 كتابا أغلبها بالفرنسية لأنه يري أن اللغة العربية مقصرة في المصطلحات، وذكر أنه نادى إلي الإصلاح الديني واستشهد بالجاحظ ويري أن الدين متمثل في المقدس فقط وأنه ممن بدأوا النقلة من العصر الهجري إلي الحديث بداية من الطهطاوي ومحمد عبده الذي ذكره بالمصلح الكبير؛ وقد اتهمهم بالزندقة فهكذا يستشهد بكل من عانوا بالإصلاح والتجديد.

واستشهد أيضا بطه حسين، وانتقد الكتاب بأنه لم يذكر ذكى نجيب محمود ولكنه يري أن كتابات فاطمة الحصي مريحة و كل فصل يتناول جزئية.

وأشار إلي استخدام آركون كلمة المخيال؛ وهو ما يثبت منذ الطفولة؛ لذلك طلب أن يعطوه جيلا بدون أحكام سابقة؛ وهو سيجعلهم مفكرين وبدون عنف، كما اختار لفظ الأنسنة؛ وتعني كل العلوم والآداب التي يصنعها الإنسان،
ويحارب آركون مقولة “لنأخذ القول من الرجال”.
وصرح محمد أبو الليف الباحث والكاتب بأن الكتاب يقف على حافة التاريخ وأنه مثل كتاب للعقاد؛ ولكن من ناحية أخري، وآركون هو مثال للصاعد من قاع المجتمع الإنساني إلي قمته، موضحا أنه كان يغير من الطلبة الفرنسيين بسبب شعرهم الأصفر لأنه كان مضطرا لحلاقة شعره الذي كان يصيبه بالجروح في رأسه لنومه علي الحصير.

ويري أن مفتاح شخصية آركون هو المحبة من الأب لأبنائه وليس بسبب التفرقة التي عاشها، وأنه يجب الاهتمام باللغة العربية فاليهود استطاعوا أن يرفعوا من لغتهم مستشهدا بجملة “استطاعوا أن يحيوا لغة ميتة وأماتنا لغة حية”.
وقرر أحمد عبد الحليم عطية أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة أن يتحدث عن دلالة ما قالته الكاتبة وأنه يجب تحية الجزائر التي لولاها ما تحقق نصر أكتوبر؛ ووصف آركون بالغريب في حياته ومماته وأن الغرباء هم من يغيرون الحياة.

وذكر أن الفصل الأول يتحدث عن تكوين محمد آركون وهو في أخطر ما يكون منه وعينا وهو المعتقد الديني، والفصل الثاني هو ملامح المشروعات الفكرية وهو يقدم برامج دراسة لعدد من الباحثين، وميزت الكاتبة بين المشروع النقدي ونقد العقل الإنساني، ويري أن آركون ونصيف نصار من لبنان هم من أصحاب الحداثة الحقيقية التي تؤمن باحترام التعدد وأن تكون حضارتنا العربية ندية مع الحضارة الأوروبية وليست بديلا عنها. 

واختلف سعيد اللاوندي المفكر ونائب رئيس تحرير الأهرام؛ أن آركون ليس غريبا بل كان حاضرا؛ فهو كان صديقاً مقربا له يراه كل أسبوع في باريس أو يهاتفه؛ وأن الكاتبة التقت به في باريس أيضا.

ونوه إلى أنه أول كتاب عن آركون وهو فتح جديد في الثقافة المصرية، وصرح أن آركون كان يعشق مصر ويتمني أن ينشر له حوار في الأهرام حتي يعرفه المصريون فكان يري أن مصر هي أهم محطة لأي كاتب وأنه تتلمذ علي كتب الأزهر.
وعبرت الكاتبة عن سعادتها عن وجود آركون بمعرض القاهرة الدولي للكتاب وأنه يمكن صدور كتاب آخر عنه.
حررته/ ندي عبد الحكيم