أخبار عاجلة

السفير د.محمود هريدي يكتب : أضرار الجهل

( أعوذ بالله ان أكون من الجاهلين)
ما فشي الجهل في قوم إلا كانوا من الأسفلين ، الخاسرين ، المتأخرين وذلك لأن الجهل داء خطير وشر مستطير وهو رأس كل خطيئة، ومنشأ كل ضلال وسبب عظيم لإضاعة الدين والدنيا؛ لذا ينبغي أن يكون المرء على بصيرة من أمره وألا يقع فيما وقع فيه أهل الجهل،
فالجهل مصيبة المصائب، وآفة الآفات في المجتمعات، فإذا حلَّ الجهل في أمة من الأمم، لا يكون مصيرها إلاَّ الهلاك والبوار، لأنها لا تستطيع على شيء، وعندما لا تستطيع على شيء، فإنها ستكون عرضة دائماً وأبداً لبغي الأعداء..ووقف الحال وفساد الأمور ، ولا تصل لأي تقدم ولا رخاء ولا إزدهار.
والجاهل يمثل أضرار على نفسه وعلي قومه بل وعلي المجتمع وضرر الجاهل أشد وأنكى على المجتمع من غيره، وقد قيل: (عداوة العاقل أقل ضرراً من مودة الجاهل)، لماذا؟ لأن الأحمق ربما ضر وهو يقدر أن ينفع، والعاقل لا يتجاوز الحد في مضرته، فمضرته لها حد يقف عليه العقل، ومضرة الجاهل ليست بذات الحد، والمحدود أقل ضرراً ما هو غير محدود
وعدو متعلم خير من صديق جاهل
وقد قيلت مقوله مشهوره في صعيد مصر : ربنا يجعل عدوًك عارف ( يقصد بها ان عدوك طالما علي علم سيقدر الامور ويكون سهل التفاهم ولا يقع في اشياء لا تحمد عواقبها)
اعلموا يا ساده ان الجهل آفه وخطر مهلك مدمر علي المجتمع ومن اثاره الوقوع في الأخطاء والظلم وعدم العدل ولا يتقدم اي مجتمع جاهل مهما اوتي من قدره ومال .
و لا يقصد بالجهل هنا من هم ليسوا من حملة المؤهلات الدراسية فقد التقينا مرار مع ءناس كثيرين وليسو من حملة المؤهلات ولكنهم كانت لديهم ثقافة وفكر مبهر وعقل مستنير
وانما الطامة الكبري عندما يكون شخص يحمل شهادات عليا وقد يكون في مكان قيادي ومع ذلك تفاجأ بانه للأسف جاهل ولا ثقافة لديه إلا قليل وهذا النوع من الجهلة للأسف منتشر وخطير جدا وأشد خطورة من جاهل لا مؤهل له ولذلك ينبغي بانه اذا ما كان انسان في مكان قيادي ان يكون ذو علم مستنير وثقافة عليا وخاصة في مجال ما هو فيه ومجال اختصاصه
فقد رأينا الكثير كأنهم خشب مسنده
وتراه لا علم عنده وتراه صغير اذا ما التفت حوله المحافل
مادمت وصلت لمكان قيادي أياً كان يجب عليك أن تنمي ثقافتك في حدود مجالك
وتطور من علمك حتي لا تحكم علي الأمور بجهل مظلم . ولكي تعي الأمور عن بصر وبصيرة بعلم منصف وثقافة نيرة
استفيقوا من فضلكم فإن سر تقدم الدول المتحضرة والمتطورة هو العلم والثقافة واختيار الرجل المناسب في المكان المناسب والاعتماد علي اهل العلم والخبرة لترقي البلاد والعباد
إن من الأشياء التي يندي لها الجبين خجلا للأسف أنك قد تجد انسان في مكان ما ولا يفهم ما هو قانون دولي ولا يعي ما هي منظمات دولية ولا يفهم ما هو موظف دولي
ولا يفهم شئ في أي شئ
وقد يجادل بالخطأ وهو لا علم عنده ولا يفقه شئ في أي شئ وليس لديه استعداد للفهم
كيف ذلك !؟
وما هذا الهراء ؟ وما تلك التفاهات؟
ألم تدرس منظمات دوليه ولا قانون دولي ولا معاهدات دوليه ولا قانون أمم متحدة ولا حتى تشريع محلي ؟
أستفيقوا أيها الجهلاء فقد كفي ما كان
ونعوذ بالله من الجهل والجاهلين
ونتمني من الله أن يسود العلم والثقافة لترقي مجتمعاتنا وتنعم بالخير والتقدم والازدهار والرخاء والتنمية المستدامة.
(وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًاً)