أخبار عاجلة

حوارات عقيل منقوش مع الدكتورة مريم سركيس 

 

الدكتورة مريم سركيس 

دراسة الطب والعمل الطبي أخذ نسبة كبيرة من حياتي ولكني لم أندم على أيّة لحظة منها 

إذا نصفق للرجل مرة واحدة لانجاز معين فيجب ان نصفق للمرأة ١٠ مرات لنفس الانجاز

عبر التاريخ ومع كل جائحة ظهرت مجاميع من الناس التي شككت بمصدر الجائحة وشككت بفعالية اللقاحات ومصدرها وغرضها 

 

مريم دورين سركيس طبيبة عراقية آشورية، تعيش في أستراليا منذ زمن طويل وعائلتها التي هاجرت من العراق / مدينة كركوك، تمارس الطب إلى جانب تدريسه، تمتاز بتفانيها في عملها الطبي وتكريس ما تبقى من وقتها لعائلتها المكوّنة من بنت وولد، لم تتوقّف ولو ليوم واحد عن نشر البيانات المتعلقة بمرض كوفيد،ولم تبخل بإعطاء النصائح للتغلب عليه، تعتبر واحدة من ايقونات الجمال الساحر ، والقلوب الصافية الكبيرة الطيبة، 

 

هنا نص الحوار الذي أقمته معها لمجلة وموقع ألف ياء،

 

*-من هي الطبيبة مريم سركيس لو تستطيعين تعريف نفسكِ

مريم جوزيف او مريم سركيس فهي اولا انسانة عادية ولدت في محافظة كركوك العراقية. هي إمراة اشورية عراقية واسترالية. درست بجد واصبحت طبيبة وكانت مسيرتها صعبة جدا ونجت من الحروب والموت ولكن كتبت لها بداية جديدة في بلد استراليا . عملت بجد وحاولت ان تشغل وتملا حياتها بمشاريع مختلفة لكي لاتستسلم للظروف الصعبة. وهي ايضا أم لمراهقين اثنين وحياة الامومة علمتها الكثير ومنها التضحية و تنظيم الوقت والحب الغير مشروط والتفائل وحب الحياة والقوة والعطاء بالرغم من انها لم تكن تريد في البداية ان تصبح أم في يوم من الايام . وحكمتها عن الحياة هي ان يكون الشخص له قناعة واكتفاء بإمور كثيرة في الحياة وان لايقارن نفسه بأي شخص آخر وان يستطيع ان يوازن بين حياته العائلية والعملية وان يحاول ان لايتدخل بحياة الآخرين ويعمل جاهدا على تحسين نفسه وبإستمرار.

ماذا تعني لكِ مهنة الطب، وهل وجدتِ صعوبات في مزاولتها في أستراليا؟

دراسة الطب والعمل في مجال الطب اخذ نسبة كبيرة من حياتي ولكن لااندم على اي لحظة منها . انا احب عملي جدا ولا أمِل منه ابدا لانه في كل يوم اتعلم معلومة جديدة تصقل من تفكيري وتوسع نظرتي ورؤيتي للحياة. واكيد توجد صعوبات في كل مرحلة من حياة البشر وخاصة في البدايات مثلا تعلم اللغة والظروف المالية المحدودة والتعرف على النظام الاجتماعي وتفهم تقاليد وعادات البلد ومن ثم تفهم النظام الصحي. 

‎السؤال الخامس: كيف يستطيع المهاجر إلى بلد آخر التأقلم معه ناسيًا ماضيه، سيما وأنت مهاجرة لها قصة معاناة كبيرة؟ 

لانستطيع ان ننسى الماضي ولكن ممكن ان نضعه جنبًا ونلجأ اليه من وقت الى آخر عندما نشعر بالحنين له او بحاجة لذكره. فلاتستطيع ان نعيش الحاضر والماضي معا. التركيز يجب ان يكون على الحاضر ويجب ان يقوي الفرد مرونة تفكيره ويحيط نفسه اذا استطاع بأناس ايجابيين ليستطيع الصمود والتركيز على اهدافه ومن ثم تحقيقها. 

‎السؤال السادس:هل تحنين إلى موطنكِ الأصلي العراق ؟ 

اكيد العراق هو جزء مني ومن تاريخي وتاريخ اجدادي الاشوريين سكان العراق الاصليين. وهو جزء من طفولتي وجزء عزيز من ذكرياتي ومشاعري وافراحي واحزاني ولايمكن ان انساه في اي يوم من الايام فهو ساكن في قلبي وجزء لايتجزا مني. 

* هل مرض كوفيد صناعة خفيّة الهدف منها تقليص سكان الكرة الأرضية أم حقيقة ثبتت علميًّا وطبيًّا؟ 

لا يسلم البحث عن أصل كوفيد-19 من التعقيد والجدل. فالوصول إلى الحقيقة بشأن الفيروس، الذي يقف وراء أسوأ جوائح القرن الحادي والعشرين، مهمة شبه مستحيلة. وبينما تُجمِع آراء علماء الفيروسات في على كونه انتقل من الحيوان إلى الإنسان، يرى البعض ضرورة حمل فرضية تسرّب فيروس سارس-كوف-2 (SARS-CoV-2) من مختبر ووهان في الصين على محمل الجد.ولكن في وقت ما وفي قمة الجائحة كانت قد أصبحت القضية سياسية أكثر من كونها علمية. واكيد الهدف لم يكن لتقليص سكان الكرة الارضية لانه مع تطور العلم والعلاجات اصبح البشر يعيش حياة اطول. وان السماح لاستخدام هذه العقارات والعلاجات عبر العصور لتطوير وتمديد حياة البشر تعارض نظرية محاولة تقليص عدد السكان عن طريق الاصابة بفايروس كوفيد-١٩.

* هل نتوقع نحن البشر ظهور مرض آخر قريبًا يشبه بخطورته مرض كوفيد؟ 

هناك قائمة بأوبئة الامراض المعدية التي تم إحصائها عبر التاريخ، خاصة تلك التي أحدثت عدد هائل من الضحايا. والمسجلة منها تعود على الاقل لعام ١٦٥٠ قبل الميلاد. ومن هذه القائمة نستنتج ان الاوبئة تحدث على درجات مختلفة كل كم سنة ولكن الجائحة الخطرة جدا قد تحدث تقريبا كل ١٥٠-٢٠٠ عاما. ولااعتقد ان نتوقع حدوث مرض اخر وبحجم خطورة كوفيد عن قريب ولكن الامراض المعدية وباقل خطورة ممكن ان تظهر في اي وقت من الاوقات. 

*-هل مازال الناس يثقّون بالنظام الطبي المعروف ببحوثه المسبقة بدراسة أي مرض مستقبلي بعد مفاجأة كوفيد؟ 

عبر التاريخ ومع كل جائحة ظهرت مجاميع من الناس التي شككت بمصدر الجائحة وشككت بفعالية اللقاحات ومصدرها وغرضها وهذا ليس بجديد. ففي كل عصر ظهرت هذه المجاميع ولكن وجود وسائل التواصل الاجتماعية والانترنت كانت لها دور كبير في نشر الاخبار المفبركة وبشكل سريع وادت الى ادخال الرعب والقلق في البشر ليس فقط في علاجات ولقاحات الجائحة ولكن في النظام الطبي بصورة عامة ولكن نشاهد نفس هذه المجاميع وبصورة كبيرة رجعت ثقتها بالنظام الطبي ولم توقف طلب العلاجات لامراضها المختلفة او الذهاب للمستشفيات وتلقي العلاجات من نفس النظام الذي كان يعطي نصائح عن الجائحة وعلاجاتها. 

*-هل استطعتِ أن تحقًقِ كل أحلامكِ كامرأة لها خصوصية مختلفة عن الرجل؟

اكيد ان المرأة تواجه صعوبات بعشرات المرات اكثر من الرجل وحتى في البلدان الغربية وفي كل مجالات الحياة سواء الوظيفية او العائلية. فإذا عملنا مقارنة بين إمراة و رجل في نفس مجال عملهم فإعلم ان هذه المرأة واجهت صعوبات وعوائق اكثر بكثير من الرجل للوصول الى نفس الدرجة من التمييز. فإذا نصفق للرجل مرة واحدة لانجاز معين فيجب ان نصفق للمرأة ١٠ مرات لنفس الانجاز لانها تخطت مراحل صعبة جدا لتتيح لها الفرصة للوصول الى ماوصل اليه الرجل. وبالنسبة لاحلامي فإنها تتجدد دائما واكيد بعضها تحقق والبعض الاخر لم يتحقق ولكن مع كل مرحلة من مراحل اعمارنا تتغير اولوياتنا واحلامنا ورؤيتنا للحياة وليس من الضروري ان تتحقق جميعها.