أخبار عاجلة

“حياتنا بعد الزلزال” بقلم الطبيبة العراقية “مريم جوزيف”

 

الزلازل والمآسي والاوجاع والتي حدثت بسوريا وتركيا تفطر القلوب . ومستحيل نستطيع ان ننساها نحن كبشر وتخيل الصدمة والآثار النفسية التي سوف تترك معها والى الابد وفي كل العالم وخاصة في المتضررين الاوليين منها. 

 

اقتراحي للمآسي التي حدثت او تحدث سوا كانت في تركيا سوريا او اي مكان في العالم قد يكون مختلف عن البعض ولكن قد تكون فيه نقاط عملية تساعد في تغيير طريقة حياتنا. 

 

كيف يجب ان ننظر ونتحمل هذه الصدمات

 

1. مهم جدا ان نتابع الاخبار ولكن ليس لكل الوقت لانه هذه ممكن ان تشل من تفكيرنا وتؤذي نفسيتنا بشكل كبير. اكيد توجد ناس تتابعها كل الوقت وخاصة اذا عندها الوقت الكافي في البيت لمشاهدتها على التلفزيون او على وسائل التواصل المختلفة. نحتاج ان ناخذ اوقات راحة ونقف عن سماع الاخبار الحزينة جدا لاعطاء انفسنا وقت لتجديد نفسيتنا والعناية بها. الاعتناء بحالتنا النفسية وحالة الناس المحيطين بنا مهم جدا. المآسي العالمية 

واخبارها تؤثر على الجميع سواء بصورة مباشرة او غير مباشرة. 

 

2. الالم كبير جدا في هذه الحالات وبكائنا وحزننا لن يساعد العوائل المتضررة بأي شي. الشي الذي يمكن ان يخفف من معاناتهم هي بمساعدتنا لهم وليس بالاقوال فقط وانما بالافعال. ليست كافية في ان نردد الله يكون بعونهم !! يجب مساعدتهم ماديا ومعنويا. يجب ان نكون واقعيين وعمليين في حياتنا. لاتستطيع ان نتجنب الحزن ولكن ممكن ان نخففه. مساعدة الناس المتضررة ماديا مهم جدا . الناس سوف تحتاج المساعدات لمدة طويلة. ويجب ان لانكون انانيين وممكن ان نخفف من مصاريفنا و نفقاتنا اليومية ونضع كمية معينة ولمدة معينة لمساعدة الاهالي المنكوبة وسوف تعطي المتبرع الاحساس ببعض الراحة والفرحة وتخفف من آلام ومعاناة المتضررين . 

 

3. النقطة الاخرى هي يجب ان نتعلم من التاريخ ونحاول ان نتعلم من الحياة. السوال هو كيف نتجنب او نخفف من هذه المحن وماذا نستطيع ان نعمله في المرة القادمة لتجنب الخسائر الكبيرة !! وهذا السوال ليس فقط للافراد وانما ايضا للموسسات والدول الصغيرة والكبيرة !!! 

نحن كبشر وهذا راي المتواضع نحن على الاكثر مستهلكين للخدمات ومصادر الطبيعة وهذا طبيعي وعادي ولكن استهلاك الخدمات من قبلنا هي اكثر من معرفتنا او تقديمنا للخدمات او للحلول في هذا العالم. لدينا جهل كبير في معرفة كيف نتحنب كثير من الامور او كيف نحل كثير من المشاكل. وحتى لو عندنا مشاكل نستمر بنقاشها لسنوات وبدون ان نلاقي الحلول لها. معرفتنا بالحياة ومشاكلها بسيطة جدا وحتى بعدما اتينا الى دول الغرب وعشنا فيها فازداد تقوقعنا وضاق نمط حياتنا وتعلمنا بعض القشور فقط من الدول الغربية. تقوقعنا كبير ومعرفتنا بالحياة محدودة ولانعطي الوقت الكافي لامور اهم من الاكل والشرب والرقص والعبادة . مع احترامي لكل هذه الامور وكل فرد او بشر هو حر في اختياراته ولكن في هذا العصر الذي نعيش فيه نرى ان بعض التطور والذي جلبته الدول الغربية كانت ناتجة من تفكير العقول المميزة والمختلفة وليست العقول العادية. فمثلا من اخترع وسائل التواصل الاجتماعي او الكومپيوتر لم يكن طبيبا حاز بمعدل ٩٩ في دراسته الاعدادية وانما كان شخص تجرأ ان يفكر باسلوب مختلف ودرجاته لم تكن عالية ولكن كان محظوظا لانه استطاع ان يفكر في دولة غربية تعطيه الفرصة في ان يكون مختلف وفاز ورفع مستوى معيشة البشر كلها وسهل الحياة باشكال مختلفة واكيد كانوا لديه اهل لم يحطموا احلامه او ينتقصوا من قابلياته او يغسلوا عقله بافكارهم المحددة ويغرسها فيه. هذا الشخص او الاشخاص الذين اخترعوا واثروا في حياتنا لتكون اسهل واريح لم يكونوا اطباء او رجال دين او سياسيين وانما اناس احرار كانت لهم الجراة ان يفكروا بطريقة مختلفة من العالم كله. يجب على كل شخص ابتداءا من نفسه ومن ثم بيته وبعدها مجتمعه يجب ان يبدا بتعليم نفسه ومن بيته ورب او ربة البيت هم يجب ان يشجعوا انفسهم وعوائلهم بطلب المعرفة . المعرفة عن الحياة وكيف ممكن ان نعيشها ونتعلم منها وتتفادي المآسي. فالمراة ممكن ان تتعلم كثير من الامور البيتية التي يعملها الرجل لمساندة نفسها واطفالها اذا لم يكن هناك رجل في العائلة. هناك وظايف او اعمال نقسمها الى جنس معين رجل وامراة وانا اعتقد هذا خطا. الاطفال يجب ان يتعلموا اي مهارة ممكن ان تساعدهم في حياتهم. نحن لانتكلم مع اولادنا عن المحن وماذا يمكن ان نعمل اذا واجهناها لانه لانعرفها. نحن لانعلم انفسنا هذه المهارات لكي نمررها الى اولادنا. كيفية تمرير اوقاتنا يجب ان نقسمها بين وظائفنا، عوائلنا ومن ثم الجزء المهم ماذا ممكن ان نتعلم من الحياة لنحمي انفسنا والمساعدة في تطوير افكارنا وتطوير البشرية . حضور مكان العبادة شي يريح الكثير ولابأس منه . حضور الحفلات وسماع الموسيقى والمناسبات الاجتماعية لها فوائد نفسية ايضا ولكن كلنا ننشل ونقف مصدومين عندما تحدث النكبات لان معرفتنا عن الحياة محدودة. 

هل نعلم انفسنا وعوائلنا اذا حصلت نكبات ماذا يجب ان نفعل!!! قليل منا يفعل ذلك والضريبة هي خسران ارواح كبيرة. هل ممكن ان نغير من نسبة هذا الخسارات ربما!! انه مهم جدا ان نخصص اوقات لانفسنا ونحاول ايجاد الموازنة في حياتنا بين وظائفنا ومسؤولياتنا العادية تجاه عوائلنا ونضع وقت اضافي قد ننزعه من حضور المناسبات العادية والمتكررة لزيادة معرفتنا ومعرفة اولادنا عن مواضيع جديدة نهتم بها والتي قد تساعدنا او تساعد البشرية . التغير في طريقة تفكير اولادنا قد تكون السبب في الهامهم الى اختراع وسائل اخرى لتساعد البشرية في امور مختلفة .