أخبار عاجلة

فرانشيسكا كوراو: أطمح لتقديم صورة حقيقية عن العرب

 

كتبت- غادة قدري

ناقشت المستشرقة الإيطالية فرانشيسكا كوراو آخر إصداراتها “حكايات جحا الصقلي” المترجم باللغة العربية عن المركز القومي للترجمة ضمن سلسلة الإبداع القصصي في معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ51.

والتقت مجلة “الكتاب 50+1” بالمستشرقة الإيطالية التي أحبت مصر وتجيد التحدث بلهجتها وأعربت عن سعادتها بترجمة كتابها قائلة: ترجمة كتابي كان فرصة مهمة لي لأنني تعلمت اللغة العربية وعشت في مصر سبع سنوات.

وروت أستاذة اللغة العربية بجامعة نابولي أنها أحبت قصص جحا عندما استمعت إليها للمرة الأولى من أحد أصدقائها حينما كانت طالبة بالجامعة في مصر.

وتابعت، أنها  استمعت لبقية النوادر بعد ذلك واكتشفت أن تلك الحكايات هي نفس النوادر التي كانت تحكيها لها جدتها وهي صغيرة فاندهشت من هذا الاكتشاف، وقررت أن تقوم بدراسة عن هذا الموضوع.

وبالفعل قدمت فرانشيسكا هذا الموضوع في دراسة ماجستير في الجامعة الأمريكية.

وأشارت  إلى أنها خلال بحثها وجدت عدة نوادر في كتب قديمة مثل كتب ابن النديم، وابن الجوزي.

وفي كتابها ذكرت في المقدمة أصل نوادر جحا ومن أين بدأت وحتى اليوم، بعد ذلك قامت بدراسة مقارنة بين شخصيات جحا العربية والتركية والصقلية، ولاحظت أثناء دراستها أن النوادر الجحوية باللغة العربية تختص بمواضيع مرتبطة بالنقد الاجتماعي، مثل مشاكل مع المرأة ومشاكل مع السلطة.

وأوضحت، أن النوادر التركية تتخصص أكثر في الصوفية، فهي تحمل أكثر من معنى أما في صقلية كانت هذه النوادر تعارض الكنيسة.

لتكتشف فرانشيسكا أن الحكايات الجحوية ظهرت في صقلية مع دخول العرب إبان الفتح الإسلامي في القرن التاسع الميلادي.

 

وتابعت، بعد قرنين ونصف أعاد المسيحيون صقلية وسافر بعض العرب إلى المغرب والبعض الآخر إلى مصر، مثل جوهر الثقلي الذي بنى القاهرة والشاعر المشهور البيلانوبي والذي اشتهر في العصر الفاطمي في مصر.

 

وأكدت فرانشيسكا أن هناك تبادلا ثقافيا بين صقلية ومصر، ومن بين الأمور المهمة التي ينبغي ذكرها، أن المسيحيين بعد أن دخلوا ثقلية في فترة العصور الوسطى  أجبروا الشعب على تغيير دينهم من الإسلام إلى المسيحية.

 

ونتيجة ذلك بحسب فرانشيسكا رد فعل مضاد ومع ذلك التقاليد العربية مازالت موجودة في ثقلية مثل كلمات عديدة في اللغة، وفي العادات والتقاليد والطعام.

 

وترى فرانشيسكا أن الإنسانية في النهاية هي أهم شيء والتبادل الثقافي يُبنى على الحوار، الذي يشير إلى القيم المشتركة مثل نوادر جحا الموجوة بين المسيحيين والمسلمين واليهود، وهذا يعكس أن الإرث البشري مشترك ونفس المشكلات هذه هي الرسالة المهمة الآتية من نوادر جحا.

 

وعن مؤلفاتها الأخرى قالت: ألفت أيضا كتابا عن  الشعر العربي من الجاهلية وحتى اليوم وقمت بترجمة العديد من القصائد للمصريين المعاصرين، وأصدرت كتابا عن محمد فريد رئيس الحزب الوطني السابق لأنني درست العربي والتركي، وقرأت مذكرات محمد فريد وعثرت على رسائل بين محمد فريد والأتراك في دار الكتب والوثائق والمخطوطات، ونشرت هذا الكتاب لكي أشير إلى أنه رغم الوحدة العثمانية ولكن كل دولة كان لها عدوا في البرلمان العثماني، وبعد الحرب العالمية الأولى تفككت هذه الوحدة بعد هزيمة الدولة العثمانية.

 

مشيرة إلى أن من أفكار الكتاب التي طرحتها البرجوازية المصرية، فقد كان المصريون متقدمين في الأفكار، وبناء وطنهم الحديث.

 

درست ليسانس التاريخ في جامعة القاهرة وحصلت على ليسناس ثاني في الأدب المقارن والدراسات العربية في الجامعة الأمريكية ثم تخصصت في الترجمة الفورية في كلية الألسن.

 

أنا أقرأ الأدب والتاريخ من وجهة نظر أنثربولوجية ولدي 30 كتابا، لأنني كنت أرغب أن أقدم للمجتمع الإيطالي الصورة الحقيقية عن العرب، ولكي أغير الصورة المغلوطة عن العربي الإرهابي المتداولة في الصحافة الإيطالية.