أخبار عاجلة

حوار مع “أحمد الشيخ” وديوان “دوبامين”

س: أخبرنا من هو أحمد الشيخ؟

 

_ شاعر يكتب باللغة العربية العامية المصرية،

أنهيت دراستي بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر ثم أكملت الدراسات العليا والحمدلله حصلت على درجة الماجستير في القانون من كلية الحقوق، 

قادني شغفي لأن أتوقف عن تسجيل الدكتوراة في القانون، وأستبدلها بالالتحاق بأكاديمية الفنون قسم النقد الأدبي هذا العام لإكمال الدراسات العليا فيها بإذن الله،

ومؤخرا التحقت كمحرر صحفي بجريدة الهرم المصري نيوز.

 

 

_متى بدأت مسيرتك في الكتابة؟

 

 أكتب الشعر منذ الصِغَر، أبرز ما استفزني حينها على ما أتذكر كان انتفاضة الأقصي عام ٢٠٠٠ واستشهاد محمد الدرة، فعبرت وقتها بالرسم ووجدت ان داخلي كلمات تجوب الخاطر والوجدان، بالطبع وقتها ما كنت أكتبه لا أستطيع أن اسميه شعرا قد يكون خاطرة أو ما إلى ذلك، واستمر شغفي وتعلقي بالكتابة إلى أن حصلت على أكثر من جائزة، أبرزها كانت في ٢٠١٥ مسابقة الضاد الدولية للشعر كانت على مستوى الوطن العربي حوالي ٥٠٠ متسابق، فزنا فيها ٥٥ فقط الحمدلله كنت من بينهم.

 

_ حدثنا أكثر عن أعمالك المطبوعة والمنشورة؟

 

_ يصدر بإذن الله الديوان الثاني لي في أكتوبر ٢٠٢٢ بمعرض الأسكندرية الدولي للكتاب بعنوان “دوبامين” عن دار ارتقاء للنشر والتوزيع الدولي.

صدر لي أول ديوان مطبوع في أغسطس 2021 بعنوان “بلسان جنوبي مبين” عن دار ارتقاء أيضا،

والحاصل على الأكثر مبيعا خلال سبتمبر وأكتوبر 2021, عقب توزيعه بالمحافظات ومناقشته وتوقيعه أكثر من مرة,

والمشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2022 ومعرض أبوظبي 2022 , ومعرض الشارقة 2022،

شاركت مع آخرين في ديوان ال ” 55 ” الصادر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2015، كانت فيه أعمال ال٥٥ الفائزين بجائزة الضاد التي ذكرتها،

و شاركت أيضا في ديوان “الشكمجية ” الصادر عام 2013.

 

ولدي بعض النصوص المنشورة في بعض الصحف الورقية والإليكترونية. على سبيل المثال بوابة الأهرام الرسمية,

المساء الورقية, الرأي الورقية، الجمهورية أون لاين الرسمية,

اليوم السابع الإلكترونية, أخبار الأدب الإليكترونية,

تينيسي أراب نيوز الورقية الناطقة بالعربية في ولاية تينيسي بالولايات المتحدة الأمريكية,

والعديد من المنصات الإليكترونية، مثل : ملهم، ولاد البلد، النهار, خبركم العراقية، إصدار المغربي, إيجيبشيان جارديان, ورقة، كيميت، ومجلة أيامنا وغيرها.

 

_لماذا دوبامين؟

 

_ الدوبامين هو الهرمون الموجود في الدماغ والذي يعزز شعور الإنسان بالسعادة، وعدم توازنه يصيبك بالإكتئاب،

اخترت هذا الإسم لأن الديوان تمت كتابته في عام عِشت فيه الكثير من نقص الدوبامين أحيانا وتحت تأثير إفراز هذا الهرمون بغزارة في أوقات أخرى، كنت طوال هذا العام ملازم للفراش والتشخيص كان له علاقة بالاكتئاب والعقاقير لها علاقة بهرمون الدوبامين والسيروتونين، وتخلل هذا العام أحداث على النقيض أدت إلى زيادة إفرازه بكثرة.

 

 

 

س: كما نعلم ان الكتابة منها الرواية والنوفيلا والقصة والقصة القصيرة والشعر، لماذا أختار أحمد ان يكتب الشعر ؟

 

_ على ذكر سؤالك لدي بعض التجارب في كتابة القصة القصيرة، ولدي رواية شبه مكتملة وبالفعل تحت المراجعة حاليا، لكن لا أستطيع أن اقحم نفسي في أنواع الكتابة الأخرى أو أقدم نفسي إلا شاعرا، أنا أعشق التعبير بالشعر، الشعر غني مثل الحياة، هو فن استعمال اللغة، أنا أؤمن أن بداخل كل منا شاعر لكن هناك من يهبه الله طريقة التعبير عما بداخله من شعر، ويرويها ويصقلها بالقراءة والتأمل والإطلاع على تجارب الشعراء الآخرين او تظل حبيسة بالداخل، فالشاعر لا يعد شاعرا لمجرد أنه فكر وأحس ولكن لأنه عبر عن ذلك.

 

للشعر أثر كبير في تعزيز إنسانيتنا المشتركة، حيث أن جميع الأفراد – في كافة أرجاء العالم – يتشاطرون ذات التساؤلات والمشاعر.

 

كما ان الشعر يعد حجر الأساس في الحفاظ على الهوية والتقاليد الثقافية الشفهية – على مر العصور – وأثبت قدرته الفائقة على التواصل الأكثر عمقاً للثقافات المتنوعة.

فهو التعبير اللغوي لإنسانيتنا المشتركة وهو فن القلم الذي أحاول وأسعى أن أجيده.

 

 

س: هل أنت مع أم ضد استخدام الكاتب ألفاظ خارجة بحجة توصيل المعنى للقارئ؟

 

_ أعتقد أن السؤال يحمل الإجابة بين طياته.. كلمة “حِجة” فإن كان الكاتب يعلم أنه يتعمد اللفظ حتى يجذب إليه الأنظار أو حتى يحقق مبيعات أعلى عقب استخدام المناقشات التي تدور حول هذا العمل في الدعاية مثلا، رغم أنها سلبية لكنها دعاية في النهاية فهو قولا واحدا تحول إلى تاجر وبائع فقط، لكن هناك بعض التعبيرات الغير متعمدة والتي يختص بها ” الشاعر وحده و بحصر اللفظ” يشعر أن هذا اللفظ وحده هو ما يعبر عن هذا الشعور فأي لفظ آخر لن يصف الشعور على الوجه الأكمل فأعتقد انه هنا لا مناص إلا أن نغض الطرف عن الإغراق في اللفظ ونتأمل المعنى وأثره.

 

 

_ولماذا اخترت التعبير بالعامية؟ وكيف ترى أثر الكتابة بالعامية على اللغة العربية الفصحى؟

 

_ أعتقد أن هذا الصراع “إن صح التعبير” بين المعسكرين قديم جدا وقتل بحثا وردا، من أشهر المناصرين للكتابة بالفصحى كان مصطفى صادق الرافعي وطه حسين مثلا، والغريب أن من أشهر المناصرين للكتابة بالعامية المصرية أحمد لطفي السيد الذي كان رئيس مجمع اللغة العربية وهو صاحب كتاب ( تمصير اللغة) وسلامة موسى الذي أراد توحيد المكتوب مثل المنطوق.

 

بالنسبة للغة، فاللغة هي كائن حي يتغير بالوقت وبالتفاعل مع غيره من اللغات، اللغة وعاء والعبرة بما نضعه داخل هذا الوعاء من أفكار وقضايا، الكثير يتشبث بالوعاء بينما وعاءه فارغ من العمق اللازم الذي يعطيه الشاعرية ولا يجعله مسطحا، أو يصبح كاتبه مجرد مزخرف قوافي مثلا، وبالنسبة للشعر فإن له لغته الخاصة بالأساس وهي مزيج بين الموسيقى والأصوات والصور والتجربة، وهناك على سبيل المثال الملاحم الشعبية التي كتبت باللغة العربية الفصحى الغير منضبطة تمام الإنضباط، “مكسرة” ولم يهدم ذلك الفصحى.

 

 

س: ما الشيء الذي يلهم قلمك عادةً؟

 

_ أتأمل، وأرصد، وأحلم، فالشاعر دائما يحلم بالمعادلة المستحيلة، بمعنى انه حتى لوكان الواقع جميلا فهو يحلم بمزيد من الجمال.

 

س: لمن يقرأ أحمد من الشعراء؟

 

_ الأب المؤسس فؤاد حداد، عبدالرحمن الأبنودي، فؤاد قاعود، أحمد فؤاد نجم، صلاح جاهين، سيد حجاب، وأزجال بيرم التونسي، واستمع إلى أعمال بديع خيري بصوت المكاوي، أقرأ الفصحى أيضا لكن أفضل بالطبع مدرسة الشعر الحر أقرأ أمل دنقل، أحمد عبدالمعطي حجازي، صلاح عبدالصبور، وعبدالرحمن الشرقاوي ومسرحياتهم، محمود درويش رغم أنه كان يسخر من استحداث مسمى شاعر التفعيلة.

 

 

س: هل تعتقد أن الشعر موهبة أو كتابة يمكن أن يحترفها أحدهم رغم أنه غير موهوب ؟

 

_ الإبداع في العموم هبة ومنحة الفضل فيها لمن منحك لا لمن مدحك، لكن أن تتحول لترزي نصوص أو مزخرف كما قلت، فمعظم النقاد مثلا اتفقوا أن هناك قراءة للتسلية، وذلك كالكتابة السهلة والمباشرة، وهناك قراءة للمتابعة الفنية، ولا ينجح في الثانية إلا الموهوب.

 

 

س: حين يقرر أحمد الشيخ أن يستمع إلى أغنية فمن يكون صاحب أو صاحبة النصيب بالاختيار ؟

 

_ انا مضروب بالشيخ أحمد برين، وإلى حد ما التوني، وفي الأغاني محمد منير و أنغام، أحب الشباب أصحاب تجارب الأندرجراوند، وبالطبع أي عمل غنائي جيد يلفت انتباهي ويظل يلاحقني لفترة.

 

س: ماذا لو قام أحد متابعيك بتعليق سلبي على عمل من أعمالك ماذا يكون رد فعلك؟

 

_ مش عارف ليه مش بحب مصطلح متابعيك دي أنا لسه في الطريق، كل اللي عندي هما أصدقاء وأساتذة،

والله أنا مش هفتش في النوايا بس لو كان صاحب التعليق حد من الوسط أو من المعنيين بالأمر فبالتأكيد هفكر في كلامه بغض النظر عن نيته لربما يكون فعلا عنده حق في حاجة معينة ما أنا لا أمتلك حقيقة مطلقة يعني، أما لوكان مجرد رأي من حد مش أهل له فبالتأكيد هقوله شكرا بس مش هفتكر هو قال ايه أصلا لأن كلمته لا هتقدم ولا هتأخر، مفيش حاجة في الدنيا أجمع عليها أبناء آدم أكيد مش كلهم هيقولوا أحمد بيكتب حلو يعني .

 

 

 

س: ما نوع الدعم الذي يحتاجه المبدع في الوقت الراهن؟

 

_ أنه يلاقي المعنيين بالثقافة والفن، فنانين ومبدعين حقيقيين مش مجرد موظفين الموضوع بالنسبة لهم راتب ووظيفة، وكمان يستخدموها غلط كأن المكان ده حصلوا عليه بمزية إبداعهم مش مجرد تعيين ملوش علاقة هما مبدعين حقيقيين ولا لاء، ساعتها هيتوفر لكل مبدع الدعم اللازم بشقيه المادي والمعنوي.

 

 

س: ما هو رأيك في أحمد الشيخ وكتابة أحمد الشيخ؟

 

_ ايه السؤال الصعب ده، طبعا أصعب حاجة إن حد يتكلم عن نفسه، أنا من زمان بحب السكوت أكتر ومش بحب أتكلم عن نفسي بخاف من مداخل الشيطان، قدامي دايما ” كلكم لآدم وآدم من تراب ” وفي مرة صديقة قالت لي الموضوع عندك تجاوز التواضع لحد إنكار الذات وده ممكن البعض يستغله غلط، لحد ما فعلا حصلت كام حاجة كده لقيت فيها إن فعلا مش كل الناس بتعرف تفرق مابين التواضع والبساطة وبين إن معندكش اللي تقوله أو تعمله فبتتصرف بشكل يقلل من قدرك أيا كان هو حجمه ايه طبعا، ومن ساعتها قررت إني لو اتسألت سؤال شبه ده هقول طبعا عادي إني الحمدلله بمنح ربنا راضي جدا عن نفسي وعن محاولاتي وفخور بيها،  بقع وبقوم وبعمل صح وبعمل غلط ودي طبائع الأمور والحمدلله ربنا منحني ناس بتعرف تقولي برافو زي ما أكيد فيه ناس مابتعرفش تعمل ده أو حتى تستخسره فيك ودول لازم أقبل وجودهم في الدنيا وإلا ميزان الطبيعة يختل، لو مفيش ملح مش هنعرف حلاوة السكر مثلا

 

س: ايه علاقتك بالإعلام ؟

_ اتشرفت طبعا إني كنت ضيف على برامج منها :

 الليلة غنا ، و عيشها بسعادة و أكتر من مرة في برنامج صور من الشعر وأكتر من مرة في برنامج واحة الثقافة، وبرنامج لمسة وفاء، والقناة الخامسة، والصحة والجمال.

 

س: سعدت جدًا بالحديث معاك شكرا ليك الشاعر والكاتب أحمد الشيخ واستأذنك نختم بنص من أعمالك ؟

 

_ والله أنا اللي سعيد جدا بالحوار الممتع ده وأنا اللي شكرا حقيقي، ممكن نختم بحاجة صغيرة كده من الديوان الأول اللي هو بلسان جنوبي مبين، اسمها “نوح” بتقول :

 

ساند ع الحلم بضهر قماش

التوزيع العادل للزحمة ف روحي

شئ مبيهداش ..

 

كراكيب الناس اللي فاتوني

 

يفضح فشلي ف نسيانهم

 

مرشوش إسود تحت عيوني

 

والشوفه طشاش ..

 

جوايا الحلم ملوش مقاسات

وبنات بتدعي في المطر

 

وأيادي مرفوعة بكاسات

وايادي بِتحَدِّف بشر ..

 

جوايا كام مليون مسيح

 

جوايا يومياً  بيُصلَب

جوايا دروايشِك بتشرَب ف تِطرَب

جوايا ألف شيطان رجيم ..

 

فيا الخطيئة  والشرف

فيا الحقيقة  والصُدَف

فيا الصراط المستقيم..

 

الله كريم..

 

الله كريم ..

إداني حِلم وأجنحة

وقال لي طير ..

 

من خيبتي فَصًلت م الجناحات

 

بيوت وسكنتها

جبت السما وفرشتها

أوسع حصير..

 

من صغري بيهِدوا

المراكب فوق دماغي

 

من صغري كنت

نوح وب أبني

 

ف سامحني يابني

مجبتلكش معايا لعبة

أوحاجة حلوة

جبتلك حلمي اللي نابني.