أخبار عاجلة

منال رضوان: بكاء الشجر.. علاقات متشابكة بين الإنسان والموجودات في قصص إيمان يوسف

صدرت حديثا للشاعرة والكاتبة إيمان أحمد يوسف المجموعة القصصية “بكاء الشجر”.

تعتمد الكاتبة استخدام الأسلوب الهادىء لجمل وتراكيب مجموعتها، وهي أقاصيص قصيرة وامضة اِستطاعت إيمان يوسف أن تبرز فيها الملمح الشعوري ليس للإنسان فقط بل لكثير من الكائنات والتي يمكن أن يكون بعضها حتى وإن كان مجرد قطعة من شجر نحتت في شكل آلة الكمان؛ لكنها تتألم وتئن وتتمنى بين الحين والآخر لو عادت إلى سيرتها الأولى، أو غصن من شجرة يحاول التقرب إلى سكان أحد المنازل الدافئة فيدلف إليهم عبر النافذة حتى يضيق أهل المنزل بتودده ويقررون بتره عن حياتهم.

والكلام للناقدة منال رضوان.
هنا أجادت يوسف ترجمة المشاعر المتداخلة، والعلاقات المتشابكة بين الإنسان والكثير من الموجودات بجمل بسيطة وناعمة ففي قصة بكاء الشجر..
“الشجر يستعد للسفر، أغصان الشجر جرت ودخلت إلى المنزل عن طريق الشرفة لم يستريح البشر لمشاركة الشجر لهم في الحياة والتلصص عليهم فقرروا قطع أغصانه حتى لا يعتدي على خصوصيتهم وانتقموا من هذا المتلصص….”.
وترى “رضوان” أن الحس الرومانسي والشعري من أبرز الملاحظات على قصص تلك المجموعة، ففي قصة (تصالح) يتضح وبقوة ذلك الحس ..
” لم تكن تدري أن التصالح مع الزمن سيأتي أوانه ويمهلها
بعض الوقت لالتقاط الأنفاس، ويفسح لها الطريق للتداوي من سنوات الارتطام، والعمل في غير ما تفضل وتحب…..”.
كما حاولت في كل قصة إيجاد علاقة للربط بين أطرافها لوضع التصور الكلي في إطار من السببية والتأويل المنطقي الذي يبرر الانفعالات ويؤكد التفاعل المستمر فيما بينها وبين القارىء لفهم المغزى السلوكي لشخوص مجموعتها.
ففي (وجه من قصة) أوجدت علاقة من السببية بين امرأة يبدو أنها تجاوزت منتصف العمر وبين المرآة، والأثر المتولد لديها كلما رأت إنعكاس صورتها فتقول:
“نظرتْ في المرآة وجدت وجهًا آخر غيرها، وجهًا مليئًا بالأسئلة والإرهاصات والتشتت والعيون الدامعة إلى أين ياعمري، تذكرت شريطًا سينمائيًا يلف الحجرة ويتمدد على الجدران، سيناريو الشخوص والألوان والتوقيتات عبر نظرها بحور وأمواج السنوات حتى أجهشت بالبكاء لا تحب أن تعود لطفولتها وشبابها وأعتاب الشقاء وأبواب المسئولية……”.
فتجاوز المعاني المتصورة والمنتظرة من العلاقة فيما بين الإنسان والموجودات ساهم بشكل دال في نقل المعنى والمساهمة في إحياء المواد الحسية وإكسابها إنسانية من خلال النظر أو التلامس والتعامل المباشر وهو ما يتضح في تلك الأقاصيص بشكل لافت.