أخبار عاجلة

محمد حافظ الفقي: الكتابة مثل الموت… يوتوبيا ممكنة!.

 

ترحال الإبداع مع فيافى الوقت هل يؤصل كتابة الشعر للرواية ؟.الزمان ديمقراطية باذخة الدهشة والوعود.الشعر معنى بيوتوبيا ممكنة أو مستحيلة مذ ارتحل الشاعر قديما فى براح الصحراء يفاوض الملل و يخاطب الطلل وان مجازيا و رمزيا .البحث عن المعنى صير الصحراء سماء متاحة ويوتوبيا ممكنة قدر الهنيهة الخاطفة .

اليوتوبيا غاية طوباوية يرتحل الشعر مذ كان إليها .لكن الشعر موجود بشرط السعى نحو غايتها .يتوخى الشعر كتابة الرواية لأنه معنى بالطوباوية الشعرية تخلق العالم كل يوم أو تكتب التاريخ جديدا وليدا دون تفاصيل معتمة أو مؤلمة.

انسحاب الشعر إلى الرواية من جهة التصور ومن اعتبار الرؤية هل يكلفها رهقا أو يوردها نزقا؟.نشدان اليوتوبيا هل يبرر وأدا ما تصالحيا أو فوق زمنى للتاريخ؟.وأد التاريخ مسألة شاعرية وحالة شعرية وحيلة إجرائية تستدعى سؤالات إمكانية عودة الفردوس المفقود أو تأليه البشر وهو حل لم تستمرئه طويلا آثينا القديمة . هل وأد التاريخ يستجلب اليوتوبيا تحلم بها السيدة الطوباوية الرهيفة الرقيقة ؟.

اليوتوبيا وصول .الوصول معاينة .المعاينة تلملم أطراف المسافة الممتدة أبدا بين وسيلة وغاية .لملمة المسافة هل ينفيها أم يفنيها ؟ .النفى يدحض و ينقض إمكانية الشعر والشعرية .

الشعر قابع منذ الأزل بين وسائله تبدعه الديمقراطية الزمانية وغايته الطوباوية لا تتحصل يوتوبيا أبدا.المسافة براح مديد ومؤلم لكنها المسافة الحيوية يكمن فيها الشعر ويجتر آلامه ويقتات شروط وجوده معرفيا وإنسانيا وسياسيا و نفسيا.

اليوتوبيا عند السيدة الطوباوية التى تجرب حتفها و تتدثر طيفها تنفى تلك المسافة فتئد الشعر أيضا .الشعر لا يأتى إلى الرواية كى يلغى مواردها أو يخصم من منابعها أو يصادر توابعها.

الحلم باليوتوبيا ممكن فى دنيا الكتابة وإن رقصت المفارقة الاستراتيجية بين حلم و واقع .لا حيلة فى هذا الواقع إلا أن يحاول الشعر محاولات مضنية .المحاولة عزاء ممكن ومشروع عن زمن ضائع و جهد غبين.

تمسك بالقلم عسى تحاول لو تئد – فنيا وجماليا و إجرائيا – جانبا معتما وتفاصيل مطوية هناك لا تتوغل إليها أو فيها إلا لتأصيل الوعى الحاد بالراهن المعيش المناوىء.لا تذهب للماضى إلا وهى تطل إطلالة عريضة واعية حادة على مجمل المشهد المترامى الرحيب الرهيب .

هل ستؤصل الرواية أن يكتب الشعر رواية بتصوره ورؤيته وفكرته عن الزمان والإنسان والمكان ؟ ..لكن هل فعلا ستكون الصحراء القديمة سماء متاحة تدشن شروطا حضارية وإنسانية لا لليوتوبيا فى ذاتها ولكن لعودة الحلم بها ..

الحلم فريضة غائبة الآن لا مانع أن يكتبها الشعر رواية أو سيرة رائعة تئد -فنيا وجماليا -جانبا معتما من التاريخ عسى تخرج البطلة،الإلهة / العنقاء من عتمة العباءة الزمكانية و سطوة الإطار المسبق إلى وعود اليوتوبيا ما تزال السيدة الطوباوية التى تقضم التفاحة و تشعل الساحة تحلم بها وتكتبها حتى لو قيل : بلوغ اليوتوبيا يلغى الشعر من حيث وظيفته الوجودية والإبداعية فى الحياة فلا يوفر مجالا للكتابة أو نصا من وجيعة مؤلمة يمكن أن يطهر قارئه ويزيده وعيا بالجمال والفن والإنسان و الحياة.

سيبقى المعنى أو السؤال الفلسفى واردا بذهن شخص ما : إذا كانت الحياة التى نعيشها ونتلو قصتها و نكتب بعض روايتها هى النتيجة المباشرة للخروج المبكر من عدن و الفردوس المفقود فهل ستتعين و تتبين كل احتمالات اليوتوبيا الممكنة و المتاحة فى كلمة واحدة هى:الموت ؟.