أخبار عاجلة

فى ذكرى استشهاد ناقدة «فيلق النساء».. رسالة خاصة من عفيفي مطر لمحبوبته «نفيسة قنديل»

تحل اليوم 19 مارس الذكرى الثالثة لاستشهاد الأديبة والناقدة والمترجمة نفيسة قنديل، والتي يلقبها أهل بلدتها بلقب “نفيسة العلم”، ونالت في مثل هذا اليوم من العام 2019 لقب “شهيدة الغدر” أيضا.

في ذكراها كتب الشاعر الكبير محمد حربي مدير منتدى محمد عفيفي مطر بأتيليه العرب للثقافة والفنون ضي:

“تحت أنقاض المجاز
إلى نفيسة قنديل
ركعت تصلي الفجر فانطفأت كليمات الصلاة
محمد عفيفي مطر
دم عالق في القلوب ،والصور استعارات ميتة

لم أعد قادرا على تهجي المطر قطرة قطرة
اخترعت لغة جانبية بمفردات تنز ماء
كلما تصحرت أمامي الكتب القديمة
لم أعد قادرا على قراءة الوجوه في الشوارع المظلمة
من شيش نافذة نصف مفتوحة
اخترعت مفردات تضيء وحدها، وتسقط حجارة عليمة على العابرين
ربما ننتبه إلى أشباح صارت تتقن الكلام البذييء. كمواطن قيد الاختراع
والقتل البارد بالسكين ديانة جديدة في خضرة القبور

لم أعد قادرا على إحصاء خيباتي في العبور
اخترعت أحجارا مدببة
لكل خيبة حجر
ولكل فشل زاوية
ولكل حلم عقدة من حرير
لكنني الآن صرت عاجزا
والنافذة تبتعد
كطريق محتمل لعتمة مبصرة
وألفاظي تسقط متحجرة تحت عجلات مقعد
يجيد الرقص على الجثث في الغرف الضيقة .

دم عالق في قلوبنا والصور جثث تفحمت في تأويل ملتبس
للآن لم أعرف كيف نجوت من التباس التأويل
وكيف هربت نافذة بضوئها من عتمة المصير
أو من اخترع الطريق
وابتكر الشجر كتحلية مجانية في الحلم العنيف
ومن منح “أم الشعور” سطوة الذبح في الأساطير الصغيرة
الصفصاف كان شاهدا على ما جرى
لكنه صمت في المرتين فسكن العطن تحت الجسور
والقناطر بكاء تهشم في رأسك عند الفجر
دم عالق ونحن قتلة بالفطرة
لم أعد قادرا على العودة .
أغلقت غرفا تمشي في الشارع والاسواق باستعارة أقفال من مجاز قديم
وغطيت عورتها بججارة من كنايات مقتطعة من مقام السيدة “نفيسة”
وقلت لعل عابرا يجيد القراءة يستطيع أن يفسر لي الحلم في مقهى افتراضي
ربما تفك غرفة واحدة -لا تطل على نهرأو طريق- ضفيرة واحدة لنافذة لا تزال تتنفس
تحت أنقاض المجاز والحقيقة القاتلة”.

وشهدت قرية رملة الأنجب بمركز أشمون بالمنوفية، فجر الثلاثاء 19 مارس 2019 ، حادث قتل الأديبة نفيسة محمد قنديل، داخل منزلها، بدافع السرقة، وتم دفن الراحلة بمدافن العائلة بالقرية. ومطلع العام الماضي قضت محكمة جنايات شبين الكوم بإعدام قاتلها وهو نجار مسلح 31 عاما من قرية سدود بأشمون تسلل لمنزلها لسرقتها.
نفيسة قنديل ولدت بقرية رملة الأنجب بمركز أشمون بالمنوفية في 10 فبراير عام 1946، لأبيها محمد أفندي قنديل أول شاعر ومعلم بالقرية.
تخرجت نفيسة قنديل في كلية التجارة وحصلت على الدبلوم العالي في الشريعة الإسلامية، وسافرت مع زوجها الشاعر الكبير محمد عفيفي مطر إلى العراق وعاشا هناك لنحو 8 سنوات، وأنجبا لؤي “مهندس”، و ناهد “معلمة”، و رحمة “صيدلانية”.

عملت نفيسة قنديل كاتبة وصحفية وناقدة في مجلة “الأقلام العراقية” في الفترة من 1978 إلى 1982، ولها عدد من الدراسات النقدية لشعر عفيفي مطر، وأمل دنقل وأحمد عبد المعطي حجازي وآخرين.
خاضت عددا من المناظرات الفكرية مع صافيناز كاظم وعائشة عبد الرحمن، وكتبت مقالا أثار ضجة لدى ناشطات نسويات شهيرات أبرزهن نوال السعداوي بعنوان “فيلق النساء”، فندت فيه بالأسانيد الشرعية استحالة المساواة بين الرجل والمرأة داعية إلى تكاملهما بدلا من نعرات الصراع والشقاق التي عانى تداعياتها المجتمع المصري.

وفي ذكرى رحيلها ينشر الموقع الإخباري الرسمي لهيئة الكتاب “المعرض” واحدة من الرسائل النادرة بخط يد عفيفي مطر إليها تعود إلى فترة خطبتهما، وبها من المعاني والكلمات ما يعكس طبيعة علاقة رائعة جمعت حبيبين رحلا عن دنيانا خلال العقد الأخير.