أخبار عاجلة

السعادة…مطلب روح بقلم الدكتور “محمد عبدالله جبارة”

 

“كن بسيطًا تكن سعيدًا” قاعدة أساسية لمن يبحث عن السعادة، السعادة لا تحتاج إلى معجزات، كل ما تحتاجه هو قلب متسامح، وجه مبتسم، قناعة بالنفس وثقة تامة في الله، السعادة ليست مرتبطة بغنى أو فقر، بمنصب أو جاه السعادة هي أن تفرح بأقل الأشياء لديك وتتمسك بمن يعطيك السعادة، السعادة احتياج روح لأننا نحتاج لأن نهمس، نشكو عما بداخلنا، عن أمنياتنا وأحلامنا نحتاج لمن يكون معنا، لمن يبث العزيمة في نفوسنا حين تضعف، نحتاج لمن يسامحنا ويعيننا في كل صغيرة وكبيرة، نحتاج لمن يعتني بنا، يشعرنا بالدفء والحنان، يعتني بصحتنا وأسرارنا، نحتاج لمن يشعرنا بالاتزان النفسي والأمان الحقيقي وعدم اختلال الشعور، نحتاج للحب الذي يشعرنا بالسعادة في حياتنا، فالحياة لا تعطينا كل ما نحب ولكن من يحبوننا بصدق هم من يعطوننا السعادة والحب وليس بالعين نرى أحبابنا، هو القلب لا ريب فيه فالعيون ترى بأشكال مختلفة وبنسبٍ، هناك من يرى بعين الجمال، عين الأخلاق، عين الاحترام ولكن هناك من يرى بجمال كل ما سبق وربما أكثر وهي عين القلب فما أجمل أن تكون مصدر ثقة وارتياح لأشخاص عرفوك ومنحتهم السعادة.

الأيام تتعاقب ويمضي قطار العمر بصباح يشرق ومساء يغرب ونحن نبحث عن السعادة ربما هي أقرب ما تكون من أناملك وأنت لا تشعر هي في أوقات محسوسة وأخرى ملموسه، تمسك بها ولا تتركها ربما لا تعود.

اعلم صديقي الباحث عن السعادة أن الأشخاص الضعفاء ينتقمون والأقوياء يسامحون، الأذكياء يتجاهلون وفي الحياة إن لم تتعلم من الضربة الأولى فأنت تستحق الثانية ومن يضربك من الخلف يكفي أنه في الخلف وراؤك وأنت في المقدمة فالحياة رحلة وليست سباق ولن يصيبنا فيها إلّا ما كتبه الله لنا، أقدارنا قد كُتبت، أعمارنا حُدّدت ورزقنا محسوب واعلم أن السعادة لا تعني أن نبكي ونحزن بل هي أن ترضى وتملك القدرة على التعامل معها والتعايش بها، تمسك بمن يمنحك السعادة بذلك، أصبحت عاقلاً والعاقل هو الذي يوفقه الله في حياته وعمله ويعطيه القدرة على كسب حب الناس وإشعارهم بالسعادة ولا تجد لديه رغبة في الصدامات أو المشاحنات أو التفكير في الانتقام أو الانشغال بالردود على هذا أو ذاك وهو أحوج ما يكون إلى محاسبة النفس وعن صحة جيدة، علاقات هادئة بعيدة عن الاستفزازات، المهاترات، يتطلع إلى أُناس يحبهم قلوبهم بيضاء ونياتهم صافية يلتقي بهم بين الفينة والفينة بأجمل معاني الراحة، يعرف معنى الحب والعفو والعفوية، يقدر القرابة والصداقة التي جاء الشرع باحترامها.

السعادة أن نثق أن التغافل والتغافر هي أساس السعادة كل شيء حولنا يرحل ويغيب إلّا الحب والخير؛ يظلان مغروسان في النفوس فهنيئًا لمن يزرع الحب والخير ويمنح السعادة في كل طريق وهنيئًا لمن أهدى محبيه والعابرين في حياته أريجًا من شذاه وأمدهم بخيوط السعادة.

السعادة في التواضع لأنه لا يتواضع إلّا من كان واثقًا بنفسه ولا يتكبر إلّا من كان عالمًا بنقصه، املك من الدنيا ما شئت لكنك ستخرج منها كما جئت ولن ينالك منها إلّا لحظات السعادة حتى ولو كانت بسيطة، قصيرة فازرع داخل الجميع شيئًا جميلاً فإن لم يكن حبًا فليكن احتراما يشعرهم بالسعادة وهنيئًا لمن يمتلئ قلبه وتشعر روحه بالسعادة. سنرحل جميعًا ويبقى الأثر، كلنا راحلون فدعونا نعيش في سلام وسعادة.