أخبار عاجلة

سامح مبروك يكتب ” فتاوي القهاوي ” من سلسلة ترندات وتوباكو*.

ترندات وتوباكو | فتاوي القهاوي.

بعد أن ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطعه الطريفة وأسلوبه القريب إلى القلب وبعد أن ركب الترند وتربع عليه، أصبح الشيخ “الصياغ” نجم الشباك في نافذته التليفزيونية التي يطالع منها جمهوره مرة كل أسبوع، بل أن برنامج “فتاوي القهاوي” الذي هو ضيفه الدائم والذي اتخذ هذا الاسم لما يتمتع به الشيخ الصايغ من خفة ظل وأسلوب سلس، أصبح البرنامج الأول في هذه القناة وبل أصبح برنامج الفتاوى الأول في مصر.

 

وفي حلقة جديدة من البرنامج جلست من أمامه المذيعة المحجبة التي تتوارى خلف آلاف الطبقات من مساحيق التجميل والتي تكاد تكون قد طَمست وغَيبت ملامح خلق الله من تحتها بالكلية، جلست تتواصل مع غرفة التحكم التي تفرز المكالمات والحالات، قبل أن تقدمها المذيعة على الهواء للشيخ الصايغ للفصل فيها.

 

ومن بعد التحية والسلام أتى صوت نسائي يحمل الكثير من الأسى واليأس لتحكي ما أصابها، ومن بعده تستمع لنصيحة الشيخ الصايغ وفتواه، فقالت السيدة:

يا سيدنا الشيخ الصايغ، أنا إسمي زينب، وجوزي كافر يا سيدنا الشيخ وعايزه اتخلع منه.

 

فأجابها الشيخ الصايغ بصبر كبير:

يا زينااابُ، حرام عليكي يا زينااابُ، ماينفعش نرمي الناس بالكفر، حرام يا زيناابُ.

 

فأجابته زينب بصبر نافذ:

طيب اسمعني الأول يا عم الشيخ، دا بيقول عن نفسه ببجاحه وجمودية عين استغفر الله العظيم:

أنا أكره الحق.

وأحب الفتنة.

وعندي ما ليس عند الله.

وأفعل ما لا يفعله الله.

وأصلي بغير وضوء.

 

فصاحت المذيعة: أستغفر الله، سبحانه وتعالى، دا كفر بين، أستغفر الله.

 

فبادرها الشيخ الصايغ: إهدي يا أبلة .. إهدي، هو صح وانتوا الاتنين غلط ووقع عليكما إثم بين، يستوجب التوبة والاعتذار.

 

فقالت المذيعة: إزاي يا فضيلة الشيخ؟ دا كلام والعياذ بالله غاية في الكفر.

 

فقال لها: صبرًا يا أختي، فقد قال الرجل:

أنه يكره الحق، أوليس الموت حق؟

وأنه يحب الفتنة، ومن منا لا يحب أولاده وأمواله وقد قال عز وجل “إنما أموالكم وأولادكم فتنة”؟

وأن عنده ما ليس عند الله، فعنده أولاد والله عز وجل واحد أحد ليس له صاحبة ولا ولد.

وأنه يفعل ما لا يفعله الله، فهو ينام وسبحانه قيوم لا ينام.

وأنه يصلي بغير وضوء، فهل الصلاة على النبي تحتاج لوضوء؟

رفقًا بالناس يا أختي، وإنما يجب على المؤمن حُسن النية والطن والفهم والنظر من منظور مختلف قبل إصدار الأحكام الجزافية.

 

هنا تحرجت المذيعة كثيرًا من الموقف الذي وضعت نفسها فيه، فقد كانت دومًا وجاهتها أهم من الإجابات والفتاوى، فقطعت الاتصال وبادرت بأخذ اتصال آخر دون التعقيب على إجابة الشيخ الصايغ، وقد كان على الطرف الآخر صوت وقور يقول:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا والعياذ بالله من كلمة أنا العبد الفقير إلى الله أمين عبدالله، تاجر مواد غذائية، وقد منَّ على الله من فضلة ووسع لي في رزقي، والحمد لله أنا دائم الحمد والشكر والصدقة والصوم والصلاة والزكاة كما أني أعتمر لبيت الله الحرام كل عام مرتين وحججت بيت الله ثلاث مرات وذلك كله شكرًا لله على أنعمه وأنا على يقين أني غير قادر بالتأكيد على إيفاء الخالق سبحانه حقه من الحمد على نعمه العظيمة.

 

فقاطعته المذيعة: الله يفتح على حضرتك ويكثر من أمثالك.

 

فأكمل الرجل: شكرًا لكِ يا أختاه، ولأني لا أريد أن أطيل عليكم، أردت أن أعرض على فضيلة الشيخ المعضلة التي أواجهها وأطلب فيها فتواه، في الآونة الأخيرة علمت من مصادري أن هناك بعض السلع ستُراجع الحكومة أسعارها وترفعها، فاستخرت الله وجمعت كل ما طالته يدي منها وخزنته في مخازني في انتظار تحريك الأسعار وتحقيق المكسب الكبير إن شاء الله والذي سيعينني بالتأكيد على المزيد من الصدقة والزكاة وأعمال الخير، ولخوفي على البضاعة التي بالمخازن من السرقة أتيت بمجموعة من الكلاب لحراستها، وسؤالي هنا يا فضيلة الشيخ، هل ملامسة هذه الكلاب أثناء دخولي وخروجي من المخزن تسبب نجاسة وتستوجب الغُسل للطهارة؟

 

فأجاب الشيخ الصايغ بابتسامة عريضة: بالتأكيد يا أخي الفاضل، فإنه يجب على الكلاب الاغتسال بعد ملامسة أمثالك، على الرغم أني أشك أن اغتسالهم هذا قد يمنحهم الطهارة.

 

* ترندات وتوباكو هي مقالات في هيئة قصص قصيرة مستوحاة من ترندات فضاء المنصات الاجتماعية ولا تمثل أي شخصيات أو أحداث حقيقية.

المصدر الجمهورية