أخبار عاجلة

الفنان”سعيد العبد” يكتب عن الفنان والدكتور “عادل مصطفى” من السلسلة الإبداعية (كل يوم مبدع مصري)

سلسلة… (كل يوم مبدع مصري)

سلسلة إبداعية يقدمها الفنان “سعيد العبد”

ضيف الحلقة اليوم هو الفنان المبدع الدكتور: “عادل محمد مصطفى”

************
فعلاً مصر ولادة…

… (المخزون البصري ما بين عبقية المكان وعبقرية الشخصية) …

هكذا ستكون ضآلتي في الغوص والإبحار داخل أعماقه وأغواره وسراديبه السريالية والثرية بالكنوز كي أستطيع معكم فك طلاسمه و قراءة فلسفته حول فرادته في صياغة مفرداته داخل سيمفونياته التشكيلية المعاصرة والمميزة والبديعة شكلاً ومضمونا…

مبدعنا اليوم هو الفنان المبدع والراق والرائع والمعاصر والقدير بحق دكتور /عادل مصطفى… Adel Moustafa… ابن محافظة كفر الشيخ… تخرج في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية… يعمل حالياً مدرسا لمادة التصوير بنفس الكلية…

فقبل أن أتناول روائع وإبداعات مبدعنا اليوم لابد لي أن أصحبكم معي في عجالة بسيطة كي أعرض عليكم بعضاً من تلك المؤثرات النفسية الداخلية والمؤثرات الخارجية والاجتماعية التي كانت سبباً في تشكيل فكر ومخيلة وفلسفة مبدعنا اليوم حول رؤيته وصياغاته الإبداعية لروائعه التشكيلية الحديثة والمميزة حيث تحوي روائعه وإبداعاته بين ثناياها مضامين فكرية وفلسفية بجانب كونها روائع جمالية وبصرية مصاغة بصورة مغايرة للواقع الملموس لتعبر بنا عوالم البصر إلى عوالم الخيال اللامتناهي…
فإبداعاته تعد بمثابة خطاب بصري يريد مبدعنا من خلاله توجيه رسالة ودعوة نبيلة لتجميل مصرنا الغالية… (معا لنجملها)

فجاءت تلك العوامل كالآتي …

*_1…شفافية الروح النقية والحالمة والشغوفة بالبحث والتنقيب فيما وراء كل ما هو جديد وجميل وغير مألوف لدى مبدعنا اليوم فلتلك الروح الشفافة والحالمة وكذلك رؤيته الثاقبة والميتافيزيقية من خلال تسجيل ما تراه عينه لحظة بلحظة ثم يتم حفظه في المخزون البصري لديه لعب دوراً هاماً وفاعلاً وأساسياً في تشكيل فكره ومخيلته الابداعية…

*_2…مولده في محافظة زراعية ذات أفق واسع وشاسع من الخضرة والنماء والبيئة البكر والخصبة والثرية بالألوان المشعة والمشبعة بالشحنات اللونية المفعمة بالدفء والرومانسية والترابط الحسي والجمالي المرهف مما كان له الوقع والأثر الواضح في معزوفاته وروائعه الإبداعية كمؤثر خارجي في تشكيل فكره ومخيلته الإبداعية كما سنراه فيما هو معروض من روائع وإبداعات مبدعنا اليوم …

*_3…ولد لأب شاعر وأديب حيث أستاذي (الشاعر والأديب القدير والجليل الشيخ محمد مصطفى) مما ساعده في طفولته على التفاعل والنهل من غنى الطبيعة بكل مكوناتها فكان لذلك مؤثر داخلي ووراثي حيث كان لوالده دوراً كبيراً وهاما في تشكيل فكره ومخيلته الإبداعية منذ نعومة أظافره…

*_4…انتقاله إلى محافظة الإسكندرية حيث الحضارة والعراقة والجمال المفرط والإبداع الخالص ونقاء هوائها ونسيم عبيرها وساحرية البحر ودوره كما سيتضح جلياً فيما بعد في صياغته التشكيلية… حيث الدراسة الجامعية في كلية الفنون الجميلة مما كان له الوقع والأثر الكبير والبالغ في بنائياته الجمالية التشكيلية والإبداعية المعاصرة والمميزة حيث بزوغه وتشكيل شخصيته الفنية والإبداعية… وتلقيه دراسته الأولية على أيدي عباقرة من أساتذة ومبدعي كلية فنون جميلة الإسكندرية أمثال الملون العبقري والمايسترو دكتور محمد شاكر وإشباعه لونيا … وكذلك العملاق من حيث المضمون الفكري والفلسفي العلامة دكتور فاروق وهبه… وكذلك العبقري والحالم العلامة من حيث المضمون الفكري والفلسفي والتشكيلي رائد وصاحب أكبر الجداريات بمصر والعديد من البلدان والعواصم العربية دكتور عبد السلام عيد… وكذلك العبقري المرحوم دكتور بكري محمد بكري لما كان له الأثر الكبير في تشكيل بداياته الفنية ……. وغيرهم من عباقرة الفكر والمضمون بالكلية وخارجها… لا يحضرني ذكرهم الآن …

*_5…جولاته الفنية والثقافية والإبداعية حول عواصم وبلدان العالم المختلفة مما كان لتلك الجولات الوقع والأثر الواضح في اتساع نطاق أفقه وتشكيل فكره ومخيلته وفلسفته حول رؤيته وصياغاته الإبداعية لروائعه التشكيلية الحديثة وبزوغ بصمته المميزة وفرادته وخصوصاً في صياغته لعناصره وأبطال إبداعاته التشكيلية وبالأخص صياغته اللونية… وكانت لجولته في الهند الوقع والأثر الواضح في معزوفاته الحديثة وما سيأتي ذكرها مقرونا بالصور… حيث كان لمبدعنا رؤية ورسالة خاصة لتلك الزيارة… حيث قال عنها(نساء الهند ملابسهم ملونة الدنيا وصانعة حالة من البهجة والجمال في الشارع حتى في أكثر الأماكن فقرا… ياريت نتعلم شوية ونتجرأ علشان نعادل كمية الرمادي في شوارعنا… الله يرحمها الفلاحة المصرية زمان) … فكانت لتلك الجولة رسالة للتلوين ورؤية حالمة لإصباغ الجمال الإبداعي علي بيئتنا وحياتنا اليومية وفي شوارعنا كما نجده قد أصبغ سماوات إبداعاته التشكيلية بالألوان المبهجة وكذلك إطارات السيارات والطرق وما تحويه من لافتات الإعلانات في معرضه الأخير (الطريق) حيث بدل كل ما هو قبح ورمادي إلى ألوان طيفية بديعية مشعة ومبهجة وبراقة وباعثة للأمل والحياة…

فكانت لتلك العوامل المؤثرة خارجياً وداخليا دوراً كبيراً في تشكيل فكره ومخيلته الإبداعية حيث إشباع مخزونه البصري في معزوفاته وروائعه اللونية المفعمة والمشبعة بالشحنات الرومانسية والدفء العاطفي والشاعري والترابط الحسي والجمالي المرهف بجانب ما تحويه وتحتويه مضامين روائعه وإبداعاته التشكيلية من رسائل بصرية….
كما تكمن براعته وفرادته في كيفية التخلص من التوتر والقلق الناتج عن الازدحام للعناصر في أعماله السابقة حيث كانت مكتظة بالعديد من الرموز والعناصر التشكيلية المؤثرة على العين إلى التلخيص الضمني والشكلي المريح للعين والأعصاب والباعثة للحياة

فمن خلال قراءتي الدقيقة وغوصي داخل أغواره وأطره التشكيلية الحديثة كانت لي إطراءة مستنبطة من خلال ما تحويه روائعه من عمق درامي وتشكيلي فقد لامست مزيجا من عالم المبدعين السرياليين (البلجيكي رينيه ماجريت… والفرنسي من أصول ألمانية أو بمعنى أدق الألماني ماكس إرنست) فروائع مبدعنا اليوم تعد بمثابة خليط ومزيج لعالميهما مضافا عليه عالمه الميتافيزيقي الخاص وفكره وحسه الجمالي المرهف ليخرج علينا بروائعه وجمالياته اللونية والبنائية في صورة رسالة دعوية لاستقبال أعيننا لكل ما هو جميل ونافع من خلال إبداعاته التشكيلية…

فمن هنا نرى أن مبدعنا قد استطاع بمهارة جمالية وبصرية فائقة في كيفية صياغة وتجسيد الواقع النفسي بداخله وترجمته إلى واقع اجتماعي جمالي وإبداعي حيث انتقل بنا من الواقعية المرئية إلى السريالية الحالمة مروراً بالتجريد والتجريب وكذا استلهامه لاتجاه الدادا أو الدادائية كحركة طليعية في مطلع القرن العشرين معبراً في ذلك من خلال قصاصات الصور التي يقوم خصيصاً بتصويرها والاستعاضة والاستعانة بها كبديل عن الرسم مضيفاً عليها حسه الإبداعي والجمالي…

كما تحمل أعماله الإبداعية بين طياتها رسالة سلام فمن خلال غوصي في بعض أعماله حيث لامست عيني ومخيلتي البعض من الرموز والمفردات للأطياف الدينية وبخاصة قطبي الدولة الإسلامية والمسيحية وانصهارهما معا في بعضهما البعض في نسيج واحد وملتحم كالجسد الواحد من خلال تجسيده للمناسبات الدينية الإسلامية كالمولد النبوي الشريف… وكذلك عيد الزعف عند أخوتنا الأقباط… كدعوة سامية ورسالة سلام صافية…

كما تعد روائعه وإبداعاته بمثابة سيمفونيات موسيقية وقصائد شعرية وشاعرية مليئة بالشحن والألحان والنغم والطرب الأصيل والرقي والحنين للماضي في ثوبه الجديد والمعاصر…

حقاً نحن اليوم بصدد حالة فنية رائعة وفريدة من نوعها في عالم السحر والجمال والإبداع التشكيلي وبخاصة في مجال الصياغة التشكيلية والتلوين…
إنه الإنسان المبدع والراق والقدير بحق دكتور /عادل محمد مصطفى… خالص تحياتي وتقديري واحترامي لشخصكم الراق والقدير وفنكم الرائع والمتفرد