أخبار عاجلة

( التحنيط ) بوابة العبور للعالم الآخر بقلم الفنان التشكيلي ” عماد عزت “

تعد الحضارة المصرية القديمة من أولى الحضارات التي عرفها التاريخ.
فقد كانت هذه الحضاره قائمة علي الإيمان بالمعتقدات و البحث في شتى أمور الحياة.و تأمل الطبيعة التي كانت المؤشر الأول لظهور الديانات القديمة. وصولا بالإيمان بمعتقد (البعث و الخلود).
فقد كانت الحضارة المصرية القديمة إرثا فنيا كبيراً في شتي المجالات مثل ( التماثيل . المعابد.المقابر…….).
فنري أن المصري القديم برع في علوم كثيرة منها ( الهندسة. الطب ……..).
فالهندسة نراها في المباني الخاصة بهم والمقابر و المعابد التي حيرت العلماء حتي وقتنا هذا . ففي مجال الطب أيضاً نراهم قد برعوا في (التحنيط) و الحفاظ على مومياواتهم .
فإيمان المصري القديم بفكرة (البعث و الخلود). في الحياة الأخري والروح تحتاج للجسد لتتمكن من حياة ما بعد الموت . لذلك اهتم المصريين القدماء بالحفاظ على مومياواتهم من التلف.أو السرقة.
فكان لابد من التفكير في خطة بديلة حتي لا تفني من عالم ما بعد الموت.
ومن هنا جاءت فكرة النقش و الرسم علي جدران المقابر و المعابد للبشر و غيرها من الكائنات الحية .
فكان الهدف من رسم الأشخاص علي الجدران ليس فقط لإستعراض حياتهم اليومية بل ترتبط أيضاً ببعض العوامل الروحية و الدينية.
واهتم المصري القديم بالموت وتصور مراحله من مراحل الحياة.
وكان غاية كل فكرة هو بلوغ المتوفي حياة جديدة تتضمن الخلود بسلام . بدأ من مقبرته أو بيت الأبدية ونقوش جدرانها و تحنيطه لضمان حفظ جسده و ملامحه. و إقامة الشعائر الدينية الجنائزية الخاصة. و قراءة نصوص و صلوات . وصولا إلي (البعث و الخلود).
تصور المصري القديم الموت ضمن نظام الكون . وأصبح الموت قضية حياة. ولم تنظر الحضارة المصرية القديمة للموت علي أنه حالة فناء مطلق. بل أعتبرها حالة حياة يمر بها الإنسان.
أرتبطت الديانه المصرية القديمة بعقيدة ( البعث و الخلود). علي أن الموت هو باب العبور إلى عالم الحياة الدائمة . و كانوا شغوفين بها و سموها (حياة الجنه الأبدية) . مما جعل المصريين القدماء يبحثون عن طريقة لسر الخلود فقاموا بإختراع (فن التحنيط).
و التحنيط هو :فن برع فيه المصريين القدماء و معني كلمة (التحنيط) هو حفظ جثث الموتى لتبقي سليمة لفترات طويلة. أما مصطلح (مومياء) فينطلق علي الجثث سواء كانت حيوانات أو إنسان.
وقبل أن يتطور (علم التحنيط). أي عصر ما قبل الأسرات كان المصري القديم يعتمد علي التحنيط بالطريقة الطبيعية .
فكان يقوم بدفن الجثث في حفرة عميقة في الرمال.فالحرارة الشديدة كانت كفيلة بحفظ الجثث من التلف و إمتصاص السوائل . ومع بداية عصر الأسرات زاد الإيمان بفكرة حياة ما بعد الموت . وأهمية الجسد لتتعرف علي الروح . فصار المعتقد السائد أن الأمر لا يتوقف عند تحنيط الجسد و الحفاظ عليه من العفونه .
وإنما يجب الحفاظ علي شكل و ملامح الميت.
بحيث تتمكن الروح من معرفة الجسد الذي يخصها.
وظل ذلك العلم سرا من أسرار المصري القديم . حتي أننا لم نكن نعلم عنه سوي ما ذكره المؤرخ اليوناني (هيرودوت). فقد دون بعض طرق التحنيط أثناء زيارته لمصر في القرن الخامس قبل الميلاد.
(أنوبيس).هو الملقب بإله الموتي عند المصريين القدماء. وهو أول من قام بعملية التحنيط لوالده( أوزوريس).
ويعتبر (أوزوريس) من كبار مملكة الموتي و المسؤول عنهم في الحياة ما بعد الموت.
ومن المعروف أن عملية التحنيط كانت تستغرق ٤٠ يوماً تجري بها خطوات و طقوس محددة.
ومن هنا جاءت (ذكري الأربعين) المتوفي.
ولم تقتصر عملية التحنيط علي الأشخاص فقط بل كانوا يقومون أيضا بتحنيط العديد من الحيوانات ليس فقط من أجل الغذاء أو كحيوان أليف بل لأغراض دينية أيضاً.