أخبار عاجلة

” جينات وراثية ” قصيدة للشاعر د .” محمد جيب “

كنتُ
لا أمزح عندما كشفت الستار المثقوب
عن فزع عشبتكِ السوداء، والبئر شاسعة
تحمل صفات البحر، ولكنها تُجيد لغة
الخرس بأنفاس الخضوع الطويل، ومدد
الهالوك يتسرب بحذر ليحبس مرواغة
فراخ الحلمات في التقاط قُبل الشعير
فماذا
تبقى غير صحوة الماء في الأعماق؟
كان
على الدود أن يصرخ في الأصلاب
من تجذر العروق المُنكمشة حول العين
العذبة التي لم تكن صالحة للشرب أبدًا
/
كنت
بحاجة لعصا الصياد كي أضرب شفرة
مُوغلة من بقايا لعابكِ الراقد في المخابئ
الدافئة ، وأروي فراغ الأصداء المتكومة
بماء لا يزحزحه ضجيج الأحياء والأموات!
أُعلبُ
في الحرب البعيدة ظمأ البطل الضد
بمحراث الماء المقدس وأرسم على حائط
المسرح الجاف وجه القرين قبل أن يرى
الجمهور آثار الفراغ المُرقع للسقوط
الضحل في نوبات الطاعة المؤقتة !
/
وقتها تذكرت بالفطرة أني لم أصل
للركاز النائم تحت شحمة الكذب الدامغ
لانشغالي بترتيب ملابسي القديمة التي
سرقتها من سنوات حريق الطين وثمة
رابط ما يجرني لهياج النار المترددة
وكلما أوشكت أن أتطهر منكِ تُغدقين
علىّ بأصوات الكورال الذي يحمل
جثث الأناشيد لجهة إنجاق الغريقة والجوع
كافر يشق صدور الجدران فتقهرين المسافات
وتقولين بالماء الحار :تعال تعال. تعال
هنا طعامك الشهي فوق قش الإناخة!
/
لا شئ يُضاهي النعاس ثملًا بأفكار
إمبريالية لتستسلم مضطرًا بغوغائية
البيتار الشحاذين، ويدغدغك صوت
نقيق الضفادع التي تُهلل للماء،
والأوز الصارخ بالكذب ونداءات
بالقرب من المضيق الفسيح فتكبر
صورة الأشباح التي لم تمت في كل
أركان القصيدة !
/
كم فرصة مُنحت للماء أن يفك شفرته
الإثينية في الفضاءات الهاربة ؟
وما عليك سوى أن تمرح أنت ونطفك
المشوهة قبل الاختبار في أجران الأولمب،
وتري من وراء الزجاج بويضات مُنقسمة
لم تتكاثر في خلوة الفورمالين الأعزل
والعالم الشرعي ابن القش والطين وشهية
وراء العيون في لعاب المرأة التي كانت
تتوعد دارون بالسكين !
/
شهيتي للطين لم تنقطع منذ عهد
الطفولة ومائز الالتماع بين الحواشي
تلك الكيمياء التي تدهن شعبة الأدبيات
بالانحراف الأول وتقص شفرات تفصل
بين الجلد الأول وأصابع تنتف الوبر عن
كرات المسك في شحوم الغزال الذي
يُخمّر صلصال ميسا العظيمة !
/
ربما طالت فترة الاحتضار ونسلت
الروح مذاقات شتى، وتشابهت علينا
نوافذ الدخان فتوهجت النار خفية
والحلم أوله دخان والأزرق في الغرفة
يحتاط بعظمتين بارزتين حول القباب
وعلي وجه الماء المتخثر في الأنحاء
تقطن حماقات الجينات الوراثية.