أخبار عاجلة

“السفينة الحجر” قصيدة للشاعر السعودي ” عبدالمحسن يوسف “

… وسفينتي حجرٌ وصوتي برجُ موج ٍجفّفتهُ الريحُ,
وانتبذتْ به شجراً قصيّا .
.. … وأنا الذي تتبتلُ الصحراءُ في لغتي ,
ويمطرني الترابُ
هيأتُ أهدابي لسيفٍ فضّهُ الأعرابُ
واستسقى السحابَ دمي
وحررتُ الأصابعَ من حريرٍ
ليس يشبههُ السحابُ

.* * *

ودلكتُ مئذنةَ الجسدْ ..
فتطايرَ القمرُ المعبدُ بالضحى والزعفرانْ
ورششتُ عطرَ الناسِ فوقَ جماجمِ القتلى
فمدَّ ليَ الترابُ حقولَ من خبأتُهُمْ في الظنِّ ,
ألبسني المكانْ .
الأرضُ سرةُ عاشق ٍ ،
والماءُ نورسةُ الدخانْ .

* * *

وسفينتي حجرٌ إذا طوقتها بالنجمِ تفضحني ،
وتستلقي على ملكوتِ وجهي الأرضُ
يحتشدُ الخليجُ على الأصابع ِ
إنه البحرُ الذي يتجشأُ الفقراءُ قامتَهُ
ويتّحدونَ ضدّهْ ..
موصدٌ , وفضاؤهُ نوقٌ عِطاشٌ
والسواحلُ زنبقاتُ الحزن ِ
لا ماءَ الصباح ِ لها ولا تبغَ الكلامْ .
موصدٌ , ويداكَ ضالعتان ِ في خبز ِ الأغاني
والخطى جثثٌ وأجراسٌ بوارْ ..

* * *

يقولُ الطفلُ حينَ تثاءبَ الحراسُ
واحتفلَ القرامطةُ الصغارُ: –
الأرضُ معراجٌ لأسماءٍ
ومقبرةٌ لمن لا اسمَ لهْ
والأرضُ إسراءٌ لأشجارٍ تصبُّ مياهَها
وتعودُ خاسئةً إلى جمرِ القلوبْ.
موصدٌ , والطفلُ يرسمُ هيئةً لقرًى ترتّبُ نارَها
والطفلُ يكتبُ جملةً ويلونُ اللغةَ القرامطةُ الصغارْ:
لَأقمارٌ هي الصحراءُ حين نفضُّ متحفها ..
موصدٌ والبابُ ثقبٌ ميتٌ ،
والحصنُ معنى .
حلمُنا قُرْطٌ لهُ برقٌ وحاشيةُ الرعودْ .
من يطلقُ الأرضَ الفضاءَ ويفتدي دمها ؟ *