أخبار عاجلة

أمسية بالمجلس الأعلى للثقافة احتفالا بيوم اللغة العربية

أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى، أمسية شعرية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للغة العربية، نظمتها لجنة الشعر بالمجلس بحضور مقررها الدكتور محمد أبو الفضل بدران، وقد عقدت الأمسية مساء أمس بقاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة، وأدارها الدكتور أسامة البحيرى عضو اللجنة.

وشارك بها كوكبة من الشعراء: جابر بسيونى، الدكتور حسن طلب، أحمد حسن، محمد ربيع حماد، محمد ملوك، محمود حسن، وشهدت الأمسية تطبيق الإجراءات الاحترازية كافة؛ بهدف الوقاية والحد من انتشار فيروس كوفيد-19، كما بث المجلس الأعلى للثقافة، فعاليات الأمسية مباشرة عبر حسابته بمواقع التواصل الاجتماعى المختلفة.

افتتح الأمسية الدكتور أسامة البحيرى، مشيرًا إلى الازدهار الذى تشهده اللغة العربية فى الفضاء الرقمى على وجه الخصوص؛ حيث تتربع اللغة الإنجليزية على قائمة لغات العالم الأكثر تداولًا عبر شبكة الانترنت عالميًا، فيما تحتل اللغة العربية المرتبة الرابعة بين اللغات المستخدمة على شبكة الإنترنت، وهى مرتبة متقدمة، لكونها تأتى على الصعيد العالمى. وجاءت كلمة مقرر لجنة الشعر الدكتور محمد أبو الفضل بدران؛ ليوجه فيها مناشدتين تخصان اللغة العربية؛ الأولى مناشدة علماء العربية من أجل تبسيط قواعدها لتكون أكثر مرونة؛ فتختفى بهذا بعض ظواهر السلوك الذى يضعف اللغة؛ مثل كتابتها بحروف أعجمية، كما يحدث فى وسائط الاتصال الإلكترونى. أما المناشدة الثانية فموجهة إلى التربويين؛ حيث تزخر الكتب المقررة فى ميدان اللغة العربية وقواعدها ونصوصها، لا سيما فى التعليم قبل الجامعى، بالكثير من النماذج الأدبية التى لا تساعد على محبة اللغة.
جاء دور الشعر، فألقى الشعراء المشاركون قصائدهم، بداية من الشاعر جابر بسيونى، الذى ألقى ثلاثًا من قصائده، وهى: (لتكن المواجهة) و(الحصان المنتصر) و(سالومى)، ويقول الشاعر جابر البسيونى فى إحدى قصائده، وهى: لابد من بدء جديد:
عصفورتى ما أحزنك؟!
لا عش لك..!
ولا فلك..!
هد اللصوص منزلك
تكسر الحلم الوحيد
… … …
صوت جماعي:
لابد من بدء جديد

فيما ألقى الشاعر حسن طلب مقطع من قصيدته: (ما كان بالإمكان.. كان)، التى يقول فيها:
– هل كانَ فى الإمكانِ مِن قلَمٍ
سِوَى ما كانْ؟
– … … …
– هل كانَ فى الإمكانْ؟!
– … … …
– فهلِ السُّكوتُ عِبارَةُ الخَزْيانِ ناءَ بخِزيِهِ!
أمْ هل تُراهُ: أَمَارةُ الخِذْلانِ
بعدَ خِيانةِ الأعْوانِ!
أمْ هو آيَةُ الإِيقانِ بالخُسْرانِ..
بَعد فراغِ خزَّانِ الذَّخيرةِ؟
أمْ هُو الخِشْيانُ مِن تِبيانِ ما صِرنا إليهِ الآنَ..
ممَّا لم يَدُرْ من قبلُ
فى حِسْبانِ فُرسانِ المَسيرةِ؟

عقب ذلك ألقى الشاعر أحمد حسن ثلاثا من قصائده، وهى: (حين يعود الناى)، (أصداء ترتد)، (لكنها الكلمات) التى يقول فيها: لكنّها الكلماتُ تبقى في النهاية
مثلما في البدءِ كانت،
حين كان الفجرُ أخضر،
والمرايا ضوء نهرٍ تجتلى فيه الوجوهُ صفاءَها،
وتعود لا تخشى الغرَقْ
هي صبوةٌ أولى،
هديلٌ غامضٌ
من كلّ أثقالِ المسافاتِ انعتقْ
كما ألقى الشاعر محمد ربيع حماد أربعًا من قصائده، وهى: (ثلاثون بابًا)، (وعْى الدراويش)، (أقطن فى ظل طائر)، (أحاديث السين)، ويقول الشاعر:
ثلاثون بابًا،
على قيد اغترابٍ
أسكن في مدينة رمادية..
يمر الناس أفواجًا على قلبى
ولا أثرٌ لرائحة الطيبين!
وحيدٌ أبدًا
كما لو أنني مجنون المدينة..
ساهرٌ أبدًا
كما لو أن الليل امرأة فوّاحة الرغبة
عاشق أبدًا
كما لو أن العمر كله هذه المرأة
سكران أبدًا
كما لو أن مذاقها الخمرُ!

ثم ألقى الشاعر محمد ملوك ثلاثًا من قصائده، هى: (حذرنى بستانيون)، (كصوفى)، (مع المتنبى) التى يقول فيها:
ضحكتُ مع المُتَنَبِّىْ
بُكا
وعندَ نُهوضِى
علىَّ اتَّكا
فأفضَى إليَّ بأنَّ المياهَ تُدَمِّرُ
إنْ لم تَجِد مَسلَكا
وما في السرابِ
لطُلَّابِهِ
سِوَى بُعدِه
………..
وسار معى
في أناسٍ هَواءٍ
كأنْ لا زمانَ،
كأنْ لا مَكا..
وكانَ احتفالٌ،
وراءَ احتفالٍ،
وراءَ سواه،ُ
وكانَ..
وكا..
نجاوزُ من زِينَةٍ
زينةً تَبُزُّ السَّما
نَيزَكًا نَيزَكا
وفى ختام الأمسية ألقى الشاعر محمود حسن قصيدتيه: (لغة تخلق نفسها)، (عطش الظل وظل العطش) التى يقول فيها:
أشارت ولم تلبثْ وكنتُ أفكرُ
أتوحِى إلى بدءِ العذاب فيؤمرُ؟
هناك على التوباد ليلاكَ صخرةٌ
ومثالُها أعمى وقيسُ وعنترُ
كأنا على جرفِ الزمان ديارُنا
وإنا على خَرقِ السفينةِ نعبرُ
وليس على باب الخريطة حارسٌ
فلم يرتجف من هولِ حشدكَ قيصرُ
عليك بهم إن كان بعضك خائفًا
تحصَّن ببعضِ لا تخف وستنصرُ
فى ختام الأمسية، أعلن مدير الجلسة الدكتور أسامة البحيرى عن أن لجنة الشعر ستنظم حفل تأبين للشاعر الراحل رفعت سلام، فى الشهر المقبل بالتزامن مع مرور أربعين يوما على وفاته؛ وذلك فى العشرين من يناير القادم.