عانى الشعب الكوردي الكثير من الويلات و المظالم على أيدي أنظمة الدول في الأجزاء التي قسمت عليها كوردستان، و رغم كل المحن و قسوة هذه السلطات إلا أن الشعب الكوردي عاش مع بقية الشعوب في تلك البلدان متسامحا متآخيا غير ناكر للجميل، وكان له الفضل على الآخرين.
ومع الأسف؛ نسمع بين فترة وأخرى بعض الأصوات التي تغرد خارج السرب، تعمل ضد قيم التسامح و العيش المشترك وبناء دولة فدرالية تعددية ديمقراطية، وتحاول في هذه الظروف الصعبة المعقدة إشعال نار الفتنة بين العرب و الكورد، هؤلاء يعيشون في السراب و لا يحصدون غير الندم ولا تهتم مكونات الشعب العراقي بتصريحاتهم وأفعالهم الشوفينية، فالوطنيون و الخيرون لا يسمحوا لأصحاب مثل تلك الممارسات بالصعود، فيحطون من قدرهم وأعمالهم، ولا يسمحوا لأجندات أجنبية أن تحكم العراق.
هناك من يقول إن من يعادي الشعب الكوردي يحصل على أصوات كثيرة في المنافسات الانتخابية، ومن يقول إنه لا يستطيع أن يتعاطف مع الكورد في أي موقف، والحقيقة أن هؤلاء وأولئك قلة، ينظرون إلى الشعب العراقي من خلال أحلامهم المريضة.
قبل أيام؛ نشر موقع إعلامي أن السيد محافظ أربيل لا يسمح بدخول العرب إلى العاصمة الكردستانية، وهذا افتراء؛ لأن السيد المحافظ أو أي مسؤول آخر لم يمنع دخول أي شخص إلى أربيل، وهي مدينة تتمتع بنفاذ القانون وتحيا تحت مظلة دستور اتحادي، مثلها في ذلك مثل بغداد و البصرة و الموصل و النجف والمدن الأخرى، فهي تستقبل كل شخص أيا كانت جنسيته، وتتخذ القرارات والإجراءات المناسبة ضد من يحاول زعزعة استقرارها.
يقول محرر هذا الموقع “هل نسيتم فتوى سماحة السيد محسن الحكيم بتحريم قتل الكورد؟” . لا والله لن ننسى و لحد الآن نحن على علاقات جيدة مع هذه العائلة الكريمة، ويقول “هل نسيتم لولا العرب لسيطر داعش على كوردستان؟”. لا والله لن ننسى حقيقة أنه لولا بسالة بيشمركة كوردستان بعدما تم تسليم مدينة الموصل للتنظيم الإرهابي، من قبل أشخاص معروفين، لكان داعش على مشارف البصرة مرورا ببغداد، ولن ننسى استقبال إخوتنا من مدن الرمادي و الفلوجة وفتح أبواب بيوتنا و مساجدنا و مدارسنا و كنائسنا لهم، بعد أن رفض المسؤولون في بغداد قبولهم.
أما القول بصرف واردات البصرة على كوردستان فلا أساس له من الصحة، فخيرات كوردستان كثيرة و الحمدلله، رغم عدم إرسال ميزانية الإقليم منذ العام ٢٠١٤، فكوردستان ازدهرت و تطورت وأصبحت آمنة مستقرة، رغم قطع الميزانية، ولكن أين ذهبت واردات البصرة وهي تعاني أصعب الظروف من كافة النواحي؟ .
الكورد شعب لا ينكر الجميل، لكن مع الأسف؛ ننسى من أساء إلينا، ونذكر الجميع دوما أن مثل هذه التصريحات لا تخدم سوى أعداء العراق و أجندات غير وطنية، ولا تخدم الشعب العراقي، وإنما تؤدي إلى زعزعة الاستقرار، و تعزز التهرب من المسؤولية تجاه ما وصلت إليه الأوضاع في محافظات الوسط والجنوب، حتى بغداد، من عدم وجود الخدمات و الأمن و الاستقرار.
إن الشعب العراقي أذكى من السقوط في دسائس من يحاولون الصيد بالماء العكر، ودوما نكرر إن هذه المخططات لا تمثل الوطنيين من أبناء العراق، ولتكن كلمة واحدة تجمعنا ضد من يريدون لنا الفرقة والشتات.
