أخبار عاجلة

الدكتور نبيل فزيع يكتب: الإبادة الجماعية للفلسطينيين.. تحدٍّ سافر للمواثيق الدولية

عمليات التصفية والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة: تحدٍّ سافر للمواثيق الدولية ودور الشعوب العربية في المواجهة

فى العيد مشاعر متضاربة يشعر بها كل عربى محب للإنسانية وللعدل والمساواة ففى ظل الاحتفالات بعيد الأضحى المبارك تشهد الأراضي الفلسطينية، وخاصة قطاع غزة، واحدة من أبشع عمليات التصفية العرقية والإبادة الجماعية في القرن الحادي والعشرين، حيث تستهدف القوات الصهيونية المدنيين الفلسطينيين بشكل ممنهج، مخالفةً بذلك كافة المواثيق الدولية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني. في ظل صمت دولي مريب، تبرز مسؤولية الشعوب العربية في مواجهة هذا التحدي السافر، وضرورة تحرك الدول العربية فوراً لوقف المجزرة المستمرة.

*1. جرائم الحرب والإبادة الجماعية: انتهاك صارخ للقانون الدولي**
تُصنف الأعمال الصهيونية في غزة ضمن جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية وفقاً للمادة (7) من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، والتي تشمل:
– **القتل العمد للمدنيين** (بما في ذلك الأطفال والنساء).
– **تدمير البنية التحتية الحيوية** (المستشفيات، المدارس، مصادر المياه والكهرباء).
– **التطهير العرقي** عبر التهجير القسري لمئات الآلاف من الفلسطينيين.
– **استخدام الأسلحة المحرمة دولياً** (مثل القنابل الفوسفورية والعنقودية).

كل هذه الأفعال تنتهك **اتفاقيات جنيف الرابعة (1949)** و**بروتوكولاتها الإضافية**، التي تحظر استهداف المدنيين وتفرض حماية خاصة على المنشآت الطبية والتعليمية.
**2. فشل الأمم المتحدة والأمن الدولي في حماية الفلسطينيين**
على الرغم من عشرات القرارات الصادرة عن **الجمعية العامة للأمم المتحدة** و**مجلس الأمن**، إلا أن حق النقض (الفيتو) الأمريكي يحول دون اتخاذ إجراءات فعلية لوقف العدوان. كما أن **المحكمة الجنائية الدولية** تواجه تعطيلاً متعمداً في تحقيقاتها، مما يعكس ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي.

**3. دور الشعوب العربية: بين الضغط الشعبي والعجز الرسمي**
الشعوب العربية تتحرك بقوة في الميادين والفضاءات الافتراضية للمطالبة بوقف العدوان، لكن الحكومات العربية مقصّرة في:
– **قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الكيان الصهيونى**.
– **فتح المعابر الحدودية لإدخال المساعدات الإنسانية**.
– **مقاضاة الكيان الصهيونى أمام المحاكم الدولية** عبر تقديم شكاوى جماعية.
– **دعم المقاومة الفلسطينية سياسياً وقانونياً** بدلاً من التنسيق الأمني مع الاحتلال.

**4. الإجراءات العاجلة المطلوبة من الدول العربية**
ينبغي على الحكومات العربية التحرك فوراً عبر:
1. **سحب السفراء وقطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيونى **، كما فعلت دول مثل **جنوب إفريقيا** و**بوليفيا**.
2. **فرض عقوبات اقتصادية** على الصهاينة وحلفائها الداعمين للاحتلال.
3. **رفع دعاوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية** لتجريم قادة الكيان الصهيونى بارتكاب إبادة جماعية.
4. **تشكيل تحالف عربي ودولي** للضغط على مجلس الأمن لفرض عقوبات دولية.
5. **دعم المقاومة الفلسطينية قانونياً وإعلامياً** وكشف جرائم الاحتلال عالمياً.

إن الصمت العربي الرسمي تجاه إبادة الشعب الفلسطيني يشكل تواطؤاً غير مباشر في الجريمة. لا بد من تحرك عربي موحد، يستند إلى الشرعية الدولية ويستثمر القوة الاقتصادية والسياسية للعالم العربي لوقف هذه المجزرة. التاريخ لن يغفر للشعوب والحكومات التي تقف متفرجة أمام أكبر عملية تطهير عرقي في عصرنا.