أصدر المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، اليوم الجمعة، بيانا بمناسبة الذكرى ال 79 لتأسيس الحزب، أكد فيه تمسكه ببناء عراق جديد يتسع لجميع مكوناته في ظل دستور اتحادي فيدرالي، مشدداً على ضرورة إجراء انتخابات نزيهة حرة خلال نوفمبر المقبل تعكس الإرادة الشعبية للمواطنين.
وتأسس الحزب الديمقراطي الكردستاني في 16 أغسطس عام 1946 على يد ملا مصطفى بارزاني، مناديا بالديمقراطية للعراق كله والحكم الذاتي لكردستان، وعبر عقود مضت شهدت مسيرة نضال تاريخية امتدت تحت قيادة الزعيم الكردي مسعود بارزاني ، تأسس الدستور العراقي ليكون البلد اتحاديا فيدراليا منذ العام 2005، بعدما قدم الكرد والبيشمركة تضحيات جسيمة في مراحل مختلفة، آخرها خلال مواجهة تنظيم داعش الإرهابي.
وتمثل سنة تأسيس الحزب محطة تاريخية فارقة في تاريخ العراق، ليكون منارة أمل ورجاء للشعب الكردي، ويجسد حاجة تاريخية تعبّر عن التطلعات والآمال التحررية للجماهير، معلناً عن وجوده من أجل أن ينال الشعب الكردي مكانته المستحقة.
وقال بيان المكتب السياسي : “منذ ذلك الحين، رفع الحزب الديمقراطي راية النضال، وكان صوتاً صافياً يعبّر عن رفض القمع والاستعباد، و قاد مسيرة نضال متواصل في سبيل حرية الشعب والوطن والأرض، متمسكاً بمواقفه في خطوط المواجهة والتضحية، وأصبح رمزاً للكوردايتي، محققاً على مر المراحل، وبحسب الظروف والفرص، إنجازات عظيمة لشعب كردستان نفخر بها اليوم، مستنداً إلى نهج وفكر البارزاني الخالد، ومستفيداً من الإرث النضالي العريق لشعبنا”.
وأضاف البيان” وضع الحزب إطاراً إنسانياً وعصرياً للكوردايتي، وغرسه في قيم الحرية والتقدم الإنساني، وعلى هذه الأسس، رسم الخطوط العامة لحركة التحرر الكردية، وقاد ثورة أيلول التي كانت بداية كبرى في سبيل نيل حقوقنا المشروعة والدفاع عنها، وتنوعت مسيرة نضال الحزب بين العمل المسلح والسياسي والدبلوماسي والإعلامي في مختلف مراحل الكفاح، بدءاً من ثورات أيلول الكبرى، وثورة كولان، وانتفاضة آذار 1991، وما أفرزته من مكتسبات ثمينة، ومنها اتفاق 11 آذار، وتكريس النظام الاتحادي في العراق”.
وتابع البيان” هذه المسيرة تثبت أن الحزب كان ولا يزال قوة رائدة وركيزة أساسية لشعبنا، ولتعايش المكونات القومية والدينية المتنوعة في كوردستان، مستلهماً روح الكوردايتي، ومكرساً ثقافة الحوار والأخوة والتعايش على المستوى المحلي وبقية أجزاء كردستان، سعياً لتحقيق الأهداف القومية والوطنية، وتثبيت قضيتنا المشروعة وضمان حقوقنا”.
ونوه البيان إلى أن الحزب الديمقراطي” جعل من برنامجه في بناء الوطن وازدهاره مصدراً لأمل الجماهير، على الرغم من حجم التحديات والصعوبات، ومن منطلق الحرص الصادق على معالجة مشاكل الإقليم وتطبيق الدستور، فقد كان الحزب، في إقليم كردستان وفي إطار العراق، على الدوام طرفاً في الحوار المستمر، سعياً لإيجاد حلول سلمية وتوافقية للمشاكل، وضمان حصول شعب كردستان، وموظفيها الصامدين على حقوقهم المستحقة. ولهذا، يدعم بكل الوسائل إيجاد حلول للمشكلات العالقة بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية، وفقاً للدستور والاتفاقات السياسية. كما يؤكد مجدداً على مبادئ الشراكة، التوازن، التوافق، لمعالجة القضايا العالقة في عراقٍ اتحادي”.
وأشار البيان إلى أنه” مع اقتراب انتخابات الدورة السادسة لمجلس النواب العراقي، المقررة في 11/11/2025، يشدد على ضرورة المشاركة وإجراء انتخابات نزيهة وحرة، لضمان أن تُبنى المرحلة المقبلة على أسس سليمة، ولحل الأزمات والقضاء على المشكلات دون تدخلات خارجية أو نزعات طائفية وعنصرية وشوفينية، والعمل على تشكيل حكومة قادرة على حماية الاستقرار والسيادة، وتحسين أوضاع المواطنين، وتجنب تكرار أخطاء الماضي. مخاطبا أبناء العراق لدعم برنامج وخطوات الحزب التي تركز على تطبيق الدستور وترسيخ أسس بناء عراق جديد كبلد للجميع”.
ولفت البيان إلى أن الحزب على الصعيد الإقليمي والدولي، وحرصاً على أمن واستقرار شعب كردستان، واصل جهوده لإقامة علاقات جيدة ومتوازنة مع الدول المجاورة، بما يحفظ مصالح جميع الأطراف، وليبقى إقليم كردستان كما كان دوماً عامل استقرار في المنطقة، مردفا” كما ننتظر من جيراننا عدم تهديد كردستان، فإننا بدورنا لا نسمح بأن يكون الإقليم منطلقاً لتهديد أمن حدودهم، مع احترام سيادة الجميع”.
واختتم المكتب السياسي بيانه مؤكدا تمسك الحزب الديمقراطي الكردستاني بثوابته الوطنية، وموقفه المبدئي من القضايا الاستراتيجية لكردستان، وفي الدفاع عن حقوقنا المشروعة والدستورية والأرض والمكتسبات وحماية مؤسسات كردستان الشرعية (رئاسة الإقليم، الحكومة، وبرلمان كوردستان)، والعمل المشترك بإخلاص لحل المشاكل وإفشال كل المخططات التي تستهدف استقرار الإقليم.
