أخبار عاجلة

يمنى الخولي: الجوهري صاحب مشروع ثقافي عميق للذات العربية

نجح المجال العلمي الجديد “الدراسات الثقافية العربية المقارنة” والذي طرحه الدكتور/ حاتم الجوهري أستاذ النقد والدراسات الثقافية والمشرف على المركز العلمي للترجمة، في تعزيز نطاق عمله ومجاله التطبيقي وذلك من خلال المؤتمر أو الفعالية الثالثة له، والتي تمت يوم السبت من هذا الأسبوع بعنوان: “المشترك الثقافي بين مصر واليمن.. رؤى جديدة للمتون العربية”.

وذلك بعدما نجح المجال العلمي الجديد في طرح نفسه بشكل واضح العام الماضي في مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر وتونس.. الواقع والآمال”، والذي صدر كتابه أبحاثه بعنوان دال وهو: “فلسفة المشترك الثقافي: نحو دراسات ثقافية عربية مقارنة”، وبعد أن قدم فعاليته الأولى أو مخاضه الأول في في سبتمبر من عام 2021 م مع المائدة المستديرة والمشترك الثقافي بين مصر والسودان، والوثيقة الشعبية التي خرجت بها الفعالية وطرحتها للحوار الشعبي بين البلدين.

وفي سياق مشاركتها في المؤتمر يوم السبت الماضي قالت الدكتور يمنى الخولي أستاذ فلسفة العلوم ورئيس قسم الفلسفة الأسبق بجامعة القاهرة؛ أن حاتم الجوهري صاحب مشروع ثقافي..عميق ودؤوب حقا، مشروع هو تحقيق الذات الجمعية (العربية) وليس الفردية.. وكانت الخولي قد شاركت بورقة بحثية في المحور النظري التأسيس لفلسفة إدارة التنوع وتفكيك التناقضات، بعنوان: إعادة قراءة أصولنا ومتونها: تنضيد للمشترك في المنهجية العلمية المستقبلية”.

والجدير بالذكر في المؤتمر أو الفعالية الثالثة لمجال الدراسات الثقافية العربية المقارنة، أنه في دورته الحالية يطرح فلسفة جديدة للذات العربية في القرن الحادي والعشرين، من خلال الدرس الثقافي لحالها ومآلها، بعنوان دال حمله كتاب أبحاث المؤتمر باسم “فلسفة إدارة التنوع وتفكيك التناقضات: استعادة المتون العربية وتحدياتها في القرن الـ21)، بعدما طرح فلسفة “المشترك الثقافي” في مؤتمره السابق.

وبهذا يعزز المجال العلمي الجديد من حضوره وارتباطه باللحظة التاريخية الراهنة والقدرة على التفاعل معها، حيث جاء في الخطاب الذي طرحه بأنه يأتي متجاوزا الدراسات الثقافية غربية المنشأ وفلسفتها عن الانتصار للهوامش، عبر تأكيده على فلسفة “المشترك الثقافي”، ثم فلسفة “إدارة التنوع وتفكيك التناقضات” بعد أن فجرت الدراسات الغربية التناقضات في الحالة العربية، وحولتها إلى جزر متباعدة متصارعة، دون متن أو سردية كبرى تجمعها وتدافع عن مصالحها العمومية ومستودع هويتها بطبقاته المتجاورة والمتعايشة والمتراكمة.

وفي افتتاحية كتاب أبحاث المؤتمر وجه الدكتور حاتم الجوهري الشكر والتحية إلى كافة الباحثين المشاركين في المؤتمر، وخص بالذكر كل من د. عمر كامل حسن من العراق ود. قاسم المحبشي من اليمن، حيث قال عنهما: “من ثم أتوجه لهما بتحية خاصة على ما بذلاه من جهد ومشقة مقدرة ليست جديدة عليهما أبدا إذ سبق لهما الاستجابة والمشاركة في عدة ملفات قمت بتحريرها وإدارة استكتابها في مشروع المشترك الثقافي العربي وغيره.”

 

والمدقق في قائمة المشاركين في أبحاث المؤتمر؛ سيلاحظ وجود مجموعة من أسماء الباحثين التي تكررت في المؤتمر الأول مع تونس والمؤتمر الثاني مع اليمن؛ وهم د.أريج البدراوي زهران، د.عمر كامل حسن، د.قاسم المحبشي، قدورة العجني، د.أحمد سعد عيطة، د.مي السيد محمد مرسي، د.سامح شوقي.

وعن فلسفة المؤتمر جاء في افتتاحية الكتاب التي كتبها الجوهري؛ أنه “بعد انتهاء المؤتمر الأول الذي طرحنا فيه منهج “الدرس الثقافي” للعلاقات العربية/ العربية، داعين للتأسيس لمجال علمي جديد وهو مجال “الدراسات الثقافية العربية المقارنة”، على أن يتحرك وفق فلسفة “المشترك الثقافي” العربي بديلا عن فلسفة “الانتصار للهوامش” التي طرحتها الدراسات الثقافية الغربية.. حيث كان الدرس الأول من المؤتمر أن أولى المشاكل التي خرجت لنا بها “دراسة الحالة” العربية؛ هي فكرة الصراع الوجودي الصفري الذي تم التأسيس له بين “المتون” والأفكار والأنساق الثقافية الرئيسة السائدة في البلدان العربية، وبين “الهوامش” أو ثقافات الحدود والأطراف والفرعيات والأقليات، هنا تبينت لي بوضوح واستقرت في ذهني فكرة المحور الجديد الذي سنعمل عليه في “مشروع المشترك الثقافي العربي”، لنحاول فض الاشتباك وتفكيك التناقضات التي تفجرت في “مستودع الهوية” العربي، ونسعى لتقديم فلسفة جديدة لإدارة هذا المستودع والتنوع الزخم الحاضر فيه لصالح الذات العربية، وليس ضدها كما فعلت الدراسات الثقافية الغربية وغذت صراعا وجوديا عبثيا بين متون الذات العربية وهوامشها.