أخبار عاجلة

المشترك الثقافي بين مصر واليمن في مؤتمر كبير هذا العام

تفاعلا مع التقارب المصري اليمني ودعوات توطيد العلاقات الثقافية بين البلدين، التي توجت هذا العام بالدعم السياسي المؤسسي واللقاءات الرئاسية على مستوى البلدين، تم الإعلان عن إقامة مؤتمر: “المشترك الثقافي بين مصر واليمن.. رؤى جديدة للمتون العربية”، في العشرين من شهر ديسمبر المقبل بقاعة سبأ بالسفارة اليمنية وتحت الرئاسة الشرفية للسفير اليمني بالقاهرة د. محمد علي مارم، وبالشراكة مع معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية، ومع مشروع المشترك الثقافي العربي (الدراسات الثقافية العربية المقارنة) الذي قدم عدة فعاليات بين مصر والسودان وتونس من قبل.

الرئيس السيسي مع رئيس مجلس القيادة اليمني

 

هيئة مصرية يمنية للمؤتمر

ويأتي المؤتمر برئاسة د.حاتم الجوهري أستاذ النقد والدراسات الثقافية المنتدب بالجامعات المصرية والمشرف على المركز العلمي للترجمة بهيئة الكتاب، وعلى رأس اللجنة العلمية د. قاسم المحبشي أستاذ فلسفة الحضارة ورئيس قسم الفلسفة السابق بجامعة عدن، ضمت اللجنة العلمية 12 اسما أكاديميا من ثمان دول عربية شملت (مصر- اليمن- تونس- العراق- سوريا- الجزائر- فلسطين- لبنان)، والجدير بالذكر أن هيئة المؤتمر أتاحت مجموعة من المصادر والمراجع الإلكترونية التي يمكن للباحثين الرجوع إليها، وقدمت قائمة بعدة دراسات نظرية ومفاهيمية للمؤتمر توضح إطاره ومضمونه، وذلك على الصفحة الخاصة بـ”مشروع الدراسات الثقافية العربية المقارنة” على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.

محاور عربية وثنائية بين البلدين

وقد شملت محاور المؤتمر نطاقين، الأول عام خاص بالذات العربية ضم ستة محاور دار معظمها حول مفهوم المتون العربية أو المتون الحضارية الذي يطرحه المؤتمر للمرة الأولى، والمقاربات الثقافية الجديدة التي يمكن أن ترفد الذات العربية وتجاوز مذهب الانتصار لفلسفات الهوامش وتفجير التناقضات التي تأثرت بها الدراسات العربية بفعل التبعية للدراسات الثقافية بريطانية المنشأ في أوربا.

والنطاق الثاني للمؤتمر تناول المشترك الثقافي بين البلدين، وضم عدة محاور تسعى للبحث في الجغرافيا الثقافية بين تاريخها وواقعها بين مصر واليمن، وسبل إعادة تفعيل وتوظيف هذه المشتركات الثقافية وتنشيطها، مع إشارة خاصة مفاهيم التراث الثقافي غير المادي والعادات والتقاليد الشعبية,

بحثا عن متن عربي جديد

وجاء في دعوة المؤتمر أن فكرته:

“تنطلق من بحث المشترك الثقافي بين الدول العربية من رؤية فلسفية نقدية رافعة في لحظة تاريخية شديدة الحساسية، حيث يعيد الشرق والغرب تقديم أنفسهما في متون وسرديات كبرى جديدة تحاول إعادة إنتاج المسألة الأوربية ومركزية متونها القديمة، إذ يقدم الشرق نفسه من خلال متنين مركزيين جديدين وهما “الأوراسية الجديدة” و”طريق الحرير الجديد”، ويحاول الغرب التأكيد على مشروعه ومتنه المركزي الخاص بـ”نهاية التاريخ” وسيادة الليبرالية الديقراطية، رغم الاستقطاب بين قارة أوربا وبين أمريكا وبريطانيا.

 وأنه هنا وفي ظل هذا السياق الثقافي؛ يطرح التساؤل الرئيس: هل يمكن أن تقدم الذات العربية رؤى وفلسفات جديدة تصلح كمتن أو سردية حضارية كبرى تواجه بها العالم، وتتجاوز مشاريع التفكيك والفلسفات الفرعية التي صدرتها لنا الدراسات الثقافية غربية المنشأ عن الانتصار للهوامش وفلسفاتها؟

إدارة التنوع رفدا للهوية العربية

كما طرحت ديبايجة المؤتمر التساؤل: “وهل يمكن أن تعمل هذه الرؤى والفلسفات باعتبارها رافعة ترصف الطريق لمستقبل عربي أكثر تماسكا، وتتجاوز التناقضات المتفجرة التي ظهرت في “مستودع الهوية” العربي، بحيث يتم إدارة التنوع الثقافي المتعدد باعتباره رافدا لمتن عربي يتصالح معه، ولا يقف منه موقف النقيض.. ليكون شعار المؤتمر إدارة التنوع رفدا لـ”مستودع الهوية” العربي، وليس تفجير التناقض في التنوع كي لا تلتحم طبقات مستودع الهوية العربي مع انتماءات أخرى فرعية ومتدافعة، حاضرة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وهذا هو سؤال المركز والمتن الذي يطرحه المؤتمر ليرفد به الذات العربية في القرن الحادي والعشرين، على المستوى المعرفي والنظري لإطاره العام ومضمونه، وبهدف تجاوز “الثنائية الحدية” والصراع الصفري بين المتون والهوامش الذي أنتجته الدراسات الثقافية الغربية ومذهبها الفلسفي الذي ساد طويلا في الدراسات العربية.””

أعضاء الجانبين في اللقاء الرئاسي الذي تم هذا العام

 

علاقات ثنائية أرحب

“وعلى مستوى المشترك الثقافي والعلاقات الثنائية بين مصر واليمن؛ ينظر المؤتمر لأفاق أرحب في مجال الدراسات الثقافية العربية المقارنة تطبيقا على “دراسة الحالة” المصرية اليمنية وروافدها التاريخية وحضورها فيما هو آني، حيث نشطت عبر التاريخ حركة واسعة للتبادل التجاري وما يحمله من آثار ثقافية في نطاق البحر الأحمر بين مصر وجنوب شبه الجزيرة العربية في اليمن، بالإضافة للهجرات التي كانت تتم من جنوب شبه الجزيرة واليمن باتجاه القرن الأفريقي وصعودا تجاه الشمال عبر البحر، والهجرات التي لحقتها برا من جنوب الجزيرة لأسباب متعددة واستقرت بعضها في مصر، من هنا يمكن الحديث عن ثقافة لحوض البحر الأحمر توطدت عبر طبقات من التاريخ و”الجغرافيا الثقافية” يمكن أن نلمح حضورها بين البلدين.”

الجغرافيا الثقافية ودورها

وختم دعوة المؤتمر ديباجتها بـ”هذه “الجغرافيا الثقافية” ومتونها التي إذا أحسنَّا استيعابها وإعادة توظيفها سوف تنتج تواصلا وتفاعلا سياسيا وشعبيا طبيعيا وليس مفتعلا (جغرافيا سياسية)، يأتي من أسفل إلى أعلى وليس العكس ويؤدي بشكل تلقائي إلى تكامل وتفعيل الموارد الطبيعية بها (جغرافيا طبيعية)، لتصبح الجغرافيا الثقافية مشتركا رافعا يستعيد الذات العربية ويرفدها في القرن الحادي والعشرين، فيمكن تتبع المشتركات والتلاقحات على عدة مستويات ثقافية تدعم حضور “التراث الثقافي غير المادي” بين مصر واليمن، وإعادة توظيفه في ظل فلسفة متن جديدة وطبيعية في اللحظة التاريخية الراهنة، ترفد العلاقات المشتركة بين البلدين والذات العربية عموما، وهذه المشتركات والتلاقحات تضمها المحاور الخاصة بالمؤتمر على المستويين النظري العربي العام، والتطبيقي بين البلدين .”