أخبار عاجلة

بهجت الوكيل يكتب: تحية للعمال في يومهم العالمي

تحية للعمال في يومهم العالمي ورحلة تاريخية مع نضالهم لانتزاعهم حقوقهم من الرأسماليين أصحاب الأعمال.

كتب بهجت الوكيل:

يحتفل عمال العالم غدا بعيدهم السنوي والذي يوافق الأول من شهر مايو كل عام ويعرف هذا اليوم في أغلبية دول العالم بعيد العمال العالمي حيث يعود تاريخ الاحتفال به إلى أكثر من 150عام … وهو يوم إجازة رسمية تكريما لكفاح العمال عبر سنوات طويلة..

الأول من مايو كل عام، هو يوم مخصص لدعم العمال والاحتفال بالنضالات التي قاموا بتحقيقها على مدى السنوات، بينما تحتفل بعض الدول بهذا اليوم في يوم الإثنين الأول من شهر سبتمبر، وفي أغلب الدول يتم إعلان هذا اليوم بكونه عطلة رسمية تكريماً للعمال… ولقد أُعلِنَ رسمياً عن عيد العمال العالمي في عام 1889م في المؤتمر الاشتراكي الدولي الأول؛ الذي أقيم في باريس للاحتفال بقضية هايماركت (Haymarket Affair)؛ وهذه القضية عبارة عن مواجهات واضرابات وأعمال شغب حدثت بين نقابة العمال وشرطة شيكاغو في عام 1886م، واستمرت الاحتجاجات من قِبل العمال على هذه المواجهات في معظم الولايات المتحدة، وفي عام 1904م، انتقل الكفاح العمالي إلى مرحلة جديدة حيث خرجت النقابات العمالية في جميع دول العالم في مظاهرات حاشدة تطالب بإصدار قانون عمل يحدد عدد ساعات العمل اليومية بثماني ساعات فقط ..

وكان العمال في احتفالهم السنوي بعيدهم يحتفلون بالإنجازات الاجتماعية والاقتصادية التي استطاعوا تحقيقها في كل عام في نضالهم مع حكوماتهم أو مع أصحاب الأعمال من الرأسماليين وفي دول كثيرة كان الاحتفال بعيد العمال يأخذ الجانب الرسمي حيث يعقد المؤتمرات التي يلقي فيها رؤساء الدول كلمات ويكرمون فيها قيادات وفي دول أخرى كان الاحتفال باليوم العالمي للعمال من خلال إقامة المهرجانات الموسيقية، أو تنظيم مسيرات أو ندوات في المدينة العمالية أو المدينة الصناعية وفي كل الأحوال كان يوم عيد العمال إجازة سنوية يرتاح فيها العمال ويستمتعون بالإجابة مع أسرهم وأصدقائهم .. ونسترجع في هذه المناسبة تاريخ الكفاح العمالي ضد الرأسمالية المستغلة حيث خاض العمال معارك كثيرة في ولاية شيكاغو الأمريكية، من أجل تقليل ساعات عملهم في هاميلتون، ونجحوا في تقليل عدد ساعات عملهم اليومي إلى ثماني ساعات في عام 1886م، وتبني نفس المطالب عمال ولاية كاليفورنيا وتم إعلان أول عيد للعمال في الولايات المتحدة الأمريكة في الخامس من سبتمبر عام 1882م في مدينة نيويورك.

وفي أفريقيا يتم الاحتفال بعيد العمال في دولة مصر والجزائر في اليوم الأول من مايو من كل عام، ويعتبرونه إجازة رسمية وفي آسيا تحتفل بعض دول آسيا بعيد العمال في اليوم الأول من شهر مايو مثل الصين، والهند وروسيا وتركيا، وسوريا والعراق وفلسطين، والأردن واليمن، وتعتبره بعض الدول عطلة رسمية كسوريا وفلسطين والعراق ..

ومع انهيار الاتحاد السوفيتي وصعود الولايات المتحدة الأمريكية كقطب أوحد العالم أو كمتحكم في العالم وسيطرة نظامها الاقتصادي على اقتصاد معظم دول العالم ونهبها العالم عن طريق استخدام الدولار الأمريكي كعملة الشراء والبيع وعقد الصفقات ورسوم المرور بقناة السويس واعتماده منظمة الأوبك للدول المصدرة للنفط فإن الحقوق العمالة تراجعت كثيرا في ظل تغول الرأسمالية المتوحشة على حركة العمل والإنتاج وتحكمها في الأسواق العالمية في ظل رغبتها في تحقيق الأرباح الكبيرة ومضاعفة مكاسبها المالية عن طريق احتكارها لأسواق التجارة والصناعة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية .. وعاشت الحركة العمالية أياما حزينة منذ هذا التاريخ وإن كان يوجد بصيص ضوء في إنهاء الحقبة الأمريكية برأسماليتها المتوحشة عقب تنبه أغلبية دول العالم إلى خطورة اعتماد الدولار الأمريكي في البيع والشراء في الأسواق العالمية.. وقد يكون قرار روسيا الاتحادية باعتماد عملتها الروبل في بيع بترولها للدول الأوروبية وخضوعها لذلك وأيضا في اعتماد الصين عملتها “الايوان”في التعامل مع الأسواق العالمية بداية حقيقية لانهيار هذا النظام الاقتصادي وانهيار الدولار الأمريكي وما ينتج عنه من مظالم عالمي متعدد الأقطاب.. وفي هذا النظام سيتم تحجيم الرأسمالية المتوحشة وسيصعد من جديد دور النقابات العمالية وتحقيقها لانجازات جديدة للعمال.. ويأتي احتفالنا بعيد العمال هذا العام بقرار الرئيس والحكومة بالاهتمام بالصناعة بحيث تكون قاطرة التنمية.. ونرجو في هذا الإطار تطوير شركات القطاع العام وقطاع الأعمال العام واحترام المكاسب العمالية التي حصلوا عليها على مدى العقود الستة الماضية.. وأن تنحاز الحكومة لصالح تطبيق القانون وتحديد ساعات العمل وحوافزهم التي يستحقونها من أصحاب العمال وأن تجري انتخابات مجالس إدارات النقابات العمالية في الشركات وانتخابات مجالس الإدارة بكل شفافية .