أخبار عاجلة

“أحلام اليقظة..واقع حقيقي” بقلم الدكتور “محمد عبدالله جبارة”

أحلام اليقظة هي طوق النجاة للإنسان لولاها لانهزم الإنسان واستيأس من كل أمل في الحياة، فهذا الخيال وتلك الأحلام تجعلك تعيش متعة الهروب من قسوة الواقع وهي أيضاً نوع من المشاعر التعويضية مثل الأجهزة التعويضية لذوي الاحتياجات الخاصة تساعدهم كثيراً حتي يشعرون بذاتهم في حركاتهم وتنقلاتهم وتسهل لهم حياتهم.

يحكي أن أحد سجناء الحرب الفيتنامية سُجن في قفص حديد لمدة سبع سنوات وحفاظاً على قواه العقلية في أثناء فترة سجنه في هذا القفص الرهيب كان يتخيل نفسه يلعب رياضة الجولف بأدق تفاصيل اللعب، وبعد خروجه من الأسر بأسبوع واحد فقط استطاع المشاركة في إحدى المسابقات العالمية لرياضة الجولف وحصل على أحد المراكز المتقدمة كأحد لاعبيها من فترة طويلة كأنه يتمرن ويستعد لها.

فأحلام اليقظة شيء رائع ولكنها تحتاج إلى أمل وتخطيط وتصميم لكي تنفذها وهناك أمثلة كثيرة ورائعة ممن تمنوا وتخيلوا أماكن مرموقة وأعمال رائعة ونفذوها من خلال أحلام اليقظة بدلا من أن تحبط وتستسلم لواقع ربما يكون مريرا عليك، لابد أن تجتهد وتبدع وتبتكر وتطلق خيالك فتتحقق لك الأحلام التي رتبتها في يقظتك وبمرور الأيام ستجد أن الحلم تحول إلى حقيقة وهناك مقولة شهيرة أنك لو آمنت بفكرة وتملكت أحاسيسك بجنون فسوف يتواطأ العالم معك لتحقيقها لأن الطموح يخلق الخيال والخيال يساعدك على التفكير خارج الصندوق والتحليق بلا حدود خارج الواقع وعلى إنعاش وتقوية جهاز المناعة النفسي لديك وعلى خلق دوافع وحوافز ذاتية لتحقيق الطموح وأيضاً علي الإفلات من دائرة اليأس والإحباط والتدحرج بالأخطار بعيداً عن كرة الثلج الباردة في حياتك ويدلك ذلك علي خطة مضمونة لامتلاك قوة الخيال وذلك يتطلب عدة أشياء ليست مستحيلة، أن تستخدم عقلك الواعي واللاواعي كلُ في وقته، أن تكون صاحب نظرية الإجمال في أوقات، والتفصيل في أوقات أخري، أن تحدد الهدف وتجعله واضحا قابلا للقياس ويناسب طموحك وإمكاناتك، أن تقدّر ذاتك، وتدير وقتك بعناية، وحاول ألا تكون كل الأشياء في يدك وقم بتفويض لمن يساعدونك ولا تعتمد عليهم في بداية الأمر كلياً ودربهم وانصحهم وخذ بآرائهم ثم اترك لهم جزءً من العمل وكل الخيوط في يدك ثم فكر في مزيد من التفاصيل ولا تكن منغلقاً كن نافذة للجميع وباباً تعبر منه ويعبر معك آخرون تستفيد منهم ويستفيدوا منك فنجاحك معهم وبهم، لابد أن يؤمنوا بك وبقدراتك.

قم بعملية ربط بين قدراتك وأحلامك وطموحاتك وحياتك وإبداعاتك، لابد أن تكون إضافة جديدة خارج الصندوق، ثم ثق بأن هناك قوة روحية تستمدها من حبك لله وحبه لك سوف تبارك جهدك هذا وتحقق لك ما تريد، أنت قوي بمن تحب وبمن تثق فيهم ويضعون ثقتهم فيك انتج لنفسك خيال وعش فيه مع أحلامك وطموحاتك وإذا استغربك أحدهم لا تقف، أو ألقاك بحجر فلا تنظر للخلف بل ضع عليه قليل من الماء سيصبح شجرة، ستجد من يكسر مجاديفك، اسبح بيديك مع تيار الموج ستجد نفسك أعلى الموج ويشار لك بالبنان، لا تخف، تخيل أنك ستحصل علي شهادة مهمة دكتوراة مثلا وأن الجميع سوف ينادونك يا دكتور وستضع أمام اسمك اختصار (د) وقتها سيهوّن عليك هذا الخيال الذي سيتحول لواقع بجهدك واجتهادك وترفعك عن الصغائر ووضع اللقب نصب عينيك كل مشاق المذاكرة والبحث والخوف من الإخفاق، وسخافة صغار وأشباه الإنسان واستخفافهم فيما تفكر .

قم وانهض واصنع لنفسك حلما أنت فيه البطل والمخرج وجموع الممثلين والمساعدين وحوّله إلى واقع تعيش كل تفاصيله. هل كان هناك من يتوقع كل تفوقات التكنولوجيا الموجودة الآن. مجرد حلم لأصحابها وتحول إلى واقع رهيب وبداية أي حلم أو فكرة بعض من الجنون والشطط الفكري مطلوب للنجاح، من كان يعتقد ويتوقع وصول دكتور أحمد زويل لهذه الدرجة المرموقة من العلم وهو الفتى الصغير القادم من قاع محافظة البحيرة لجامعة الإسكندرية لأميركا لتحويل أحلام اليقظة إلى حقيقة.

من تخيل في العالم بعد نكسة ٦٧ أن مصر ستقوم وتنهض وتنتصر وتعبر وتطلب ما تريد. إنها أحلام يقظة وإيمان بالله وبالقوة البشرية للرئيس السادات التي أذابت الصخور في لمح البصر. تحققت الأحلام بقوة العزيمة والتخطيط الرائع وإدارة الوقت والذات والنفس وهناك الكثير من الأمثلة التي حولت حلمها إلى حقيقة وإنجاز يحكي عنه التاريخ لبراعته. وأنت وأنا أصبحنا جزءً من أحلامهم استفدنا بما قدموه بشكل أو بآخر فلِما لا نكون مثلهم لنا أحلامنا التي ربما تكون موجودة ومخزنة خوفا من واقع أو من أشخاص يثبطون العزيمة ويسخرون من الجهد الذي تبذله مهما كانت قيمته فلا تخف ولا تنظر للخلف ولا تسمع لهم، رتب أحلامك، حدد أهدافك، اعمل عليها بالأولويات ستجد نفسك يشار لك بالبنان.