أخبار عاجلة

التجارة والاحتكار  بقلم “طاهر الجندي”

 

سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الكسب أطيب فقال: “عمل الرجل بيده وكل بيع مبرر” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم والبيع المبرر هو الذي لا غش فيه ولا خداع والتجارة هي الكسب الحلال الذي لاشبهة فيه فهي تبادل البضائع والسلع وفق شريعة الإسلام والضوابط التي وضعها المشرع الممثل في الدولة وقبضتها للحفاظ على حياة وحقوق المواطنين سواء كانوا أصليين أو مترددين على هذه البلد فالتجارة من فضل الله على العباد فقال تعالى فى البيع “أحل الله البيع وحرم الربا” والربا هنا هو نوع من أنواع الاحتكار

 

التجارة فضل من الله على عباده لقوله تعالى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وقال تعالى أيضا “ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم” صدق الله العظيم.

أحل الله تعالى التجارة وهي البيع والشراء وأي شيء نتكسب منه بطريق الحلال كالبقالة ومواد البناء وكل ما يهم الفرد والمجتمع في حياته اليومية والموسمية كحصاد الأرز والقمح وغيره فلا يكن احتكارا من مزارع ويكون احتكارا من تاجر استغل أمواله في شراء كل مايلزم الفرد بقصد احتكاره وبيعه في وقت الغلاء

 

لذالك عرف الاحتكار بأنه لغة من الحكرة ومصطلحا يعني حبس الطعام أو كل ما يضر الناس أو يعسر عليهم وقت الحاجة الماسة حينما تكون قليلة أو نادرة فيرتفع ثمنها فيعرضها للبيع.

 

أحل الله البيع وحرم الربا، فالبيع حلال لأنه فضل من الله على عباده والربا حرام؛ لأنه زيادة شيطانية ليست في الشرع فهو والاحتكار سواء، فالربا هو الزيادة والاحتكار زيادة البلاء والتحكم في أقوات وأرزاق العباد، فالمحتكر لا يحب لأخيه ما يحبه لنفسه لقوله صلى الله عليه وسلم “لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحبه لنفسه” فقد أضر بالناس واستغل حاجتهم الضرورية من أجل الثراء الفاحش فبعث في قلوب العباد البغض والكراهية وهذه ليست صفات المسلمين ويعد خطرا كبيرا على البلاد والعباد.

وقد شدد الأزهر والأوقاف على أن الاحتكار جريمة دينية واقتصادية وسياسية واجتماعية كبرى وهي ثمرة من ثمرات الانحراف عن منهج الله فقد تعددت أساليبه وتنوعت.

وأطالب الجميع من الدولة أن تتدخل أكثر وبقوة باطشة لكل من تسول له نفسه الضرر بأقوات العباد والتسبب بزعزعة البلاد والنيل منها ومن مقدراتها وجعلها هشة مثل مايريده الأعداء من العابثين ومصاصي الدماء.

فالفرق واضح كوضوح الشمس والقمر بين البيع الحلال الذي أقرته جميع الديانات وبين الاحتكار والمنتفعين منه من ممولي ومصاصي الدماء.