أخبار عاجلة

أنت والقرار بقلم د. محمد عبد الله جبارة

 

الإنسان بطبعه هلوع كما قال جل شأنه: (خلق الإنسانُ هلوعا)،

فيه بعض من الطمع، الأنانية مع افتقارٍ للطموح الفعال والنظر لآفاقٍ بعيدة للعديد من الناس

وهناك من البشر إذا أعطيته أكثر مما يستحق لا يكف عن المطالبة بالمزيد وكأنه أصبح حقًا أصيلاً،

وحينما يواجه الإنسان الطامح، الراجح، الحالم كثيرًا من المواقف الصعبة، العصيبة، كثيرًا من المحطات المؤلمة والعقبات الحياتية ما بين اجتماعية، اقتصادية، وظيفية، أسرية… والتي تحتاج إلى قرارٍ حاسم؛ يحتار. فما أصعب أن تحتار وأنت تختار وتفتش عن قرار يحفظ المشاعر المبعثرة، والخيال المثقل بالهواجس،

حينئذ عليك إدراك اتخاذ القرار الحاسم والذي يتطلب نوعًا من الثقة والجرأة بل والمغامرة المدروسة والمقبولة، فكثرة الهواجس وكثرة التقديرات وتزاحم الاحتمالات تؤخر القرار وتعطله وتقيد أفكارنا وتزرع التردد في نفوسنا ويتملكنا الخوف، عندها لن تتحرك، لن يكون هناك قرار وستعود مرة أخرى لطرف الدائرة التي دخلتها.

لا مانع من أن ندرس ونتفحص ونمارس القراءة المتأنية في جبين أي قرارٍ حاسمٍ من خلال تعاملٍ جيدٍ ورؤيةٍ متزنة وأفكارٍ مرتبة وتبحث في داخلك عن منافذَ صائبة ستجد عند الخطوة الأخيرة تحكم المشاعر بالإنسان وتسيطر عليه وجدانه وعاطفته أمام نافذة اتخاذ القرار فيظهر وكأنه ينظر من عين الباب لأن تغليب العاطفة يحجب كل أنوار العقل ويغطي صوت الحكمة ويجب تخليص القرار من سلطة العاطفة وخيوط التوتر والقلق وهزة المشاعر ……

عموما الخبرات الحياتية، كثرة الاحتكاك بأجناس مختلفة من البشر، التعامل اليومي بين إنسان وآخر، اكتساب الثقة، التجاهل وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية معطيات وأسباب لاستطاعة اتخاذ قرارٍ صائبٍ والوصول لنتائج.

ومع ذلك لن تجد هناك شخصًا كاملًا ولا حياة مثالية لاتخاذ القرار إنما كل ما سبق من معطياتٍ وأسبابٍ ما هي إلّا خطواتٍ لاتخاذ قرار.

ويبقى السؤال الذى.ي يختلف من إنسان لآخر…. هل القرار أقوى منك….؟ هل اتخاذه صعب التوقيت…؟ هل سيؤثر بالسلب..؟

وفي النهاية يجب أن نعلم أن إدارة الخلافات والعقبات مهما كان نوعها بوعيٍ وهدوءٍ هي سياسةٌ ونعمةٌ من الله وقدرةٌ ليست عند كل البشر مع اعتبار المشكلات مهما كان شكلها وحجمها ما هي إلّا منبهاتٍ تغير بها روتين الحياة وتوطد بها العلاقات بعد حلها سواء حياتية، أو وظيفية أو اجتماعية…..

والنظر إليها كعقبات تزول بالاتفاق…

تستطيع حينئذ اتخاذ القرار.