أخبار عاجلة

حوار مع الدكتور خالد عبد الغني عن كتاب “دراسة الحالة التطبيقية” من إعداد سهير الطويل

دراسة الحالة التطبيقية يعد الأول من نوعه بعد كتاب خمس حالات في التحليل النفسي وكتاب كيف تقوم بالدراسة الكلينيكية؟

حوار أجرته سهير الطويل

ما قيمة هذا الكتاب في مسيرتك العلمية ؟

هذا الكتاب بعد كتابي عن نجيب محفوظ يحتل مكانة مرموقة في مسيرتي العلمية لأنه أول كتاب عربي تناول نماذج من الحالات العربية بمنهج دراسة الحالة الإكلينيكة وكانت طبعته الأولى عام 2007 بمقدمة العلامة خالد الذكر د.حسين عبدالقادر ولهذا آثرت الكتابة عنه لاحقا، يحتوي هذا الكتاب الحالي على مجموعة من الدراسات النفسية تقوم على محاولة الاستفادة من الاختبارات الإسقاطية والسيكومترية في دراسة الحالة الفردية ويعد الأول من نوعه بعد كتاب فرويد خمس حالات في التحليل النفسي وكتاب سامية القطان كيف تقوم بالدراسة الكلينيكية؟

ماذا يضم هذا الكتاب ؟

يضم الكتاب عدداً من دراسات الحالة التطبيقية في مجال علم النفس المرضي أجريتها خلال السنوات الماضية، الدراسة الأولى حول: الفائدة الإكلينيكية لاختبار رسم المنزل والشجرة والشخص في الكشف عن الذكاء والقلق والوحدة النفسية والمشكلات الأسرية. وتهدف إلى التعرف على الفائدة الإكلينيكية لاختبار رسم المنزل والشجرة والشخص ضمن بطارية تشخيصية للكشف عن صورة الجسم ومفهوم الذات والعلاقة بالوالدين والذكاء والقلق والوحدة النفسية والمشكلات الأسرية باستخدام دراسة الحالة المتعمقة لمراهقة تبلغ من العمر سبع عشرة عاما، تدرس بالصف الثالث الثانوي العام تعاني من القلق والوحدة النفسية وكثرة المشكلات الأسرية. وبتحليل أداء الحالة علي اختبار رسم المنزل والشجرة والشخص ومقارنته بنتائج المقاييس الأخرى و تاريخ الحالة كشف عن فائدة اختبار رسم المنزل والشجرة والشخص في إلقاء المزيد من الأضواء على كل المراحل التشخيصية والعلاجية الدالة على صورة الجسم ومفهوم الذات والعاقة بين الحالة ووالديها و الذكاء والقلق والوحدة النفسية والمشكلات الأسرية لدى المراهقين من الإناث. وفي هذه الدراسة كنت مشغولاً بقضية تتعلق بالمنهج في علم النفس حيث كان وبقيَت حركة إنتاج المقاييس الموضوعية المقننة التي ظلت تهدف إلى تحديد موقع الشخص أو الحالة بالنسبة للآخرين من حيث قربه أو بعده عن المتوسط الحسابي في واحدة او أكثر من الخصائص النفسية أو الذكاء، ويعلق العلامة سيد أحمد عثمان – على ذلك بقوله: إن هذا التصنيف الفئاتي العددي يقدم المفحوص موصوفاً ومكمماً برقم، ولكن يبقى السؤال وهو أين ذلك المفحوص حامل المشكلة وديناميات شخصيته، وأين المفحوص حامل القدرة وعلاقتها به وانتظام تلك القدرة في أعماقه؟ وهيمنت نزعة التقدير الكمي على التقدير الفكري واعتلى الرقم عرش المنهجية وأصبح ذلك الرقم هو الغاية. وفي ظل انشغالي السابق سيطرت علي ما يذكره العلامة حسين عبد القادر عن أستاذه العلامة مصطفى زيور إبان مناقشة أطروحة الماجستير إذ حذره من الوقوع في الدَّور الذي أشار إليه ابن سينا في كتابه البرهان– وكان ذلك من وجهة نظر زيور خطأ يقع فيه الباحث (أي باحث) عندما يبرهن على منهجه بمعطيات منهجه وأدواته وفنياته ( حسين عبد القادر، العلاج الجماعي والسيكودراما دراسة في الجماعات العلاجية لمرضى فصام البارانويا. رسالة دكتوراه. كلية الآداب. جامعة عين شمس ،1986ص 152)، وكنت مهتماً باختبار رسم المنزل والشجرة والشخص الذي أثبتت الدراسات السيكومترية فوائده الكثيرة، وتمنيت لو أثبتُ فاعليته في الكشف عن المشكلات الانفعالية وتأثيرها السلبي على قياس الذكاء باستخدام دراسة الحالة الفردية لمراهقة تعاني من ارتفاع القلق والشعور بالوحدة النفسية والمشكلات الأسرية.

موضوع الدراسة الثانية مهم جدا هل تحدثنا عنها ؟

والدراسة الثانية حول الفائدة الإكلينيكية لاختبار تفهم الموضوع في الكشف عن الضغوط وأساليب مواجهتها والشكاوى النفسجسمية والغرائز الجزئية لدى أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة (دراسة حالة). وتهدف إلى التعرف على الفائدة الإكلينيكية لاختبار تفهم الموضوع في الكشف عن الضغوط وأساليب مواجهتها لدى أمهات المعاقين باستخدام دراسة الحالة المتعمقة لسيدة عمرها 32 سنة، تعاني من كثرة الضغوط الحياتية المتعلقة بوجود طفل معاق لديها تم تشخيص حالته بأنها اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاطADHD) )، وكذلك ضغوط ترتبط بعلاقتها بزوجها وأفراد أسرتها، كما أنها كانت تشكو من مجموعة من الأعراض النفسجسمية كالصداع وارتفاع الضغط والتهاب الجيوب الأنفية وقرحة المعدة، كما تظهر عليها علامات الاكتئاب والقلق. وبتحليل أداء الحالة علي اختبار تفهم الموضوع ومقارنتها بنتائج المقاييس الأخرى و تاريخ الحالة كشفت عن فائدة اختبار تفهم الموضوع في إلقاء المزيد من الأضواء على كل مراحل العلاج التشخيصية والعلاجية في الكشف عن الضغوط والأعراض النفسجسمية وأساليب مواجهتها لدى أمهات المعاقين.

وما تحليل والموقف الأوديبي وصورة الجسم لدى مضطربي الهوية الجنسية من الشباب ؟

الدراسة الثالثة حول: الصفحة الإكلينيكية والموقف الأوديبي وصورة الجسم لدى مضطربي الهوية الجنسية من الشباب (دراسة حالة). هذه الدراسة هي الأولى من نوعها في التراث العربي النفسي، ولقد أضاءت الطريق لفهم هذا الاضطراب لدى الذكور، ومن نتائجها أن الصفحة الإكلينيكية والبناء السيكودينامي لمضطربي الهوية الجنسية من الذكور لهما خصائص مميزة تتفق مع التراث السيكولوجي حيث اضطراب العلاقة مع الأب، والتوحد مع الأم، والعدوانية تجاه الجنس الذكري ورفضه، وقبول الجنس الأنثوي والتعلق به، وزيادة درجة الانطواء والعزلة الاجتماعية، وتفضيل الوحدة عن الوجود مع الآخرين، ووجود المشاعر الاكتئابية،
وفي الدراسة الرابعة هناك قضية مهمة أيضا فما هي ؟
والدراسة الرابعة حول: الدلالة النفسية لتطور رسوم الأطفال (دراسة حالة). وتهدف إلى أن تطور رسوم الأطفال يمر بسلسلة متشابهة فى رسم كل من المنزل والشجرة والشخص ورسم الذات مع الأسرة والأقران وهذه الرسوم قد تكون فى البداية مجرد شخبطة، ثم يبدأ الرسم من البسيط إلى المركب، ومن قلة العناصر إلى كثرتها، ومن عدم الدقة والجودة فى التفاصيل والنسب إلى الجودة والدقة فيما بعد كلما تقدم العمر بالطفل، ومن عدم جمال المنظور إلى الجمال وإضافة عناصر جديدة لم تكن موجودة من قبل. وقام الباحث باختيار الرسوم التي كشفت عن مظاهر النمو العقلي والاجتماعي والأسري والجسمي والمشكلات التي طرأت على الطفل.
دراستك حول فصام البارانا فما الجديد الذي قدمته فيها ؟

والدراسة الخامسة حول: الدلالات التشخيصية “الإكلينيكية والسيكودينامية” للإضطراب الضلالي – فصام البارانويا – (دراسة حال) وهذه هي الدراسة الأولى التي تبنت الفهم الخاص برائد الإكلينيكية الانتقائية في العالم العربي “صلاح مخيمر”، وتوصلت الدراسة إلى أن الجنسية المثلية التي تمثل النموذج الهيكلي والنمط الكيفي الذي يقدم العلاقة المثالية، هذه التي تكون كل الهذيانات الأخرى مجرد تشكيلة تباينات لها، هي الصورة العامة للاضطراب الضلالي “فصام البارانويا”

وما موضوع الدراسة الأخيرة بالكتاب ؟

والدراسة السادسة حول: الفائدة الإكلينيكية للألوان في تشخيص المشكلات النفسية الشائعة في مرحلتي الطفولة والمراهقة “دراسات حالة إكلينيكية باستخدام اختبار رسم المنزل والشجرة والشخص”.