أخبار عاجلة

اد.”محمد عادل حجاجي” وعلم النفس عبر الحضاري/ الثقافي بقلم د. خالد محمد عبدالغني

في المرة الأولى التي رأيته فيها بالدوحة بقسم التربية الخاصة قلت له : لو أن لي ابنا فما أجمل أن أسميه “محمد عادل” فقد جمعت في اسمك بين أعز اثنين على قلبي أبي عليه رحمة الله وأستاذي أد.عادل كمال خضر أمد الله في عمره ، وكنت في بداية العمل هناك وجاء ليرحب بي عندما علم بوجود زميل قادم من مصر ولعله قد عرف أننا بلديات “القليوبية” ، وكانت البدايات الطيبة لتعاون مهني يسر خطواته الأولى وعمقها بلا شك أصدقاء وزملاء وأساتذة في ذلك القسم يومها (سبتمبر 2000) كتبت عن بعضهم أمثال اد.طارق العيسوي – مصر – ، واد.محمد مهيدات ـ الأردن_ وكان ( اد.”محمد عادل” حجاجي) ابن قرية مرصفا التابعة لمدينة بنها والتي سميت على اسم الشيخ المرصفي العالم والأديب والمؤرخ والفقيه المعروف ، كان د.عادل حجاجي أكبر الموجودين سنا وأكثرهم خبرة بحكم أنه من مؤسسي هذا القسم ما لم يكن أول أخصائي نفسي عمل به في أوائل التسعينيات من القرن العشرين وتبعه في العمل د.طارق العيسوي ، وكنت ثالثهم في هذه الوظيفة ما لم تخني الذاكرة ، كان د.حجاجي حاصلا على الماجستير في علم النفس في جامعة عين شمس وخريج دفعة عام 1977 وهي في الغالب دفعة استاذي أد.علي علي مفتاح الرجل الذي يعطيك انطباعا أوليا بأناقة ورقة وعذوبة العاملين بتخصص علم النفس ، وطبعا من هنا ستكون مدخل العلاقة القوية والطيبة التي ستجمعنا لأستمع إليه في حديثه عن تلك الجامعة العريقة “عين شمس وأساتذته وزملائه الذين هم اصبحوا اساتذتي فيما بعد ، وحواره الشيق عن تخصص علم النفس بفروعه المختلفة ونأتي لموضوع الدكتوراه وهو “دراسة عبر حضارية / ثقافية بين تلاميذ مصر وقطر من ذوي صعوبات التعلم بإشراف علم أعلام علم النفس بمصر والعرب “العلامة محمود السيد أبو النيل” ليكون بيني وبين اد.محمد عادل حجاجي أحاديث كثيرة حول العلامة أبو النيل خاصة وأني قد درست علي يديه مادة الأحصاء في تمهيدي الماجستير وكان ايضا رئيسا للقسم بآداب عين شمس وأن جذوره أيضا تمتد لبلدنا القليوبية ، وتعد تلك الرسالة هي الأولى من نوعها في مصر وقطر منذ تاريخها وحتى الأن ما يزيد عن عشرين عاما لأنها استهدفت فئة مهمة من التلاميذ ذوي صعوبات التعلم التي تزيد في المدارس لتصل في بعض الأحيان وبعض المجتمعات لما يقترب من 30% من تعداد طلاب المرحلة الابتدائية ، وهناك جانب آخر وهو أن الدراسات النفسية عبر الحضارية /الثقافية قليلة جدا في مجتمعاتنا العربية حتى أننا أتفقنا – اد.حجاجي وكاتب هذه السطور – في تلك الفترة ومن خلال المناقشات على ضرورة أن يقوم الباحثين العرب الذين يدرسون بمصر لمرحلة الماجستير والدكتوراه بدراسات ذات طابع حضاري وثقافي بين البلاد العربية وإلا فما قيمة الحصول على الدراسات العلمية العليا من مصر ما لم تكن ترسيخا لذلك الاتجاه العبر حضاري / الثقافي بين البلاد العربية ، وكان للعلامة محمود أبو النيل دراسات كثيرة في هذا المنحى جمعها في كتاب تحت هذا العنوان لاحقا، وكانت هناك أحاديث الصباح في العمل وبخاصة فترة أول النهار حيث المجيء المبكر واستغلال فرص الفراغ القليلة لمثل هذه النقاشات ، وأحاديث المساء عند صديقنا المشترك في سكن الجماعي مبنى 4 الدور الأول أخصائي التخاطب (أ. عبدالسلام الحلاج ويبدو أن له من اسمه نصيب فقد كان اقرب للزاهدين والمتصوفة في تلقائيته وطيبته امثال الحلاج – المحلة غربية – الذي تمتع بطيبة غير عادية وود وكرم كبيرين) التي كانت تأخذ الطابع الاجتماعي العائلي والمجتمعي والتعرف أكثر وأكثر على المستوى الإنساني حتى إذا ما استوت تلك العلاقة قرر اد.حجاجي مغادرة الدوحة للعودة لمصر لرعاية مصالح أسرته وعاد فعلا في العام الدراسي 2001- 2002 ، لكن ظللت على متابعة لأخباره طوال تلك السنوات سواء من أصصدقائنا المشتركين في التخصص المهني أو من اصدقائنا ساكني مرصفا وبنها مثل ا. سمير عجمي المرصفي موجه أول بمدينة بنها وغيره من الاصدقاء،،، دعوني أرحب بمعالي اد. محمد عادل حجاجي والدعاء له بموفور الصحة والعافية . ولكل الاصدقاء في تلك الفترة وما بعدها .