أخبار عاجلة

“لايوجد طريق نحو السعادة، فالسعادة هي الطريق”(الصورة) بقلم “مدني قصري “

الطاوية، نظام فلسفي، وهي تمثل واحدة من أسس الثقافة الصينية، وتعود أصولها إلى القرن الرابع قبل الميلاد.
الفيلسوف المفكر الصيني لاو تسو Lao Tseu (المعلم العجوز)، يعتبر مؤسس الطاوية، وكان معاصراً لكبار المفكرين، أمثال كونفوشيوس وسقراط وبوذا.

مُزارع بسيط
تقول الأسطورة إن لاو زي (Lao Zi الطفل العجوز) حتى يتحرّر من القيود الاجتماعية والفرار من المدينة، قرّر ذات يوم أن يذهب في عزلة روحية على ظهر ثور. وقد توجّه إلى غرب الصين الحالية نحو وجهة غير معروفة، لكي يعيش كمزارع بسيط.

روح إستثنائية

وعندما وصل إلى ممرّ الغرب، في الجبال، التقى بحارس عُنق الجبل، يدعى كسيانغو Xiangu. كان هذا الحارس يملك حاسة الاستبصار فشعر أن المسافر الجلف روحٌ استثنائية، فسعى لإبقائه معه، مُعبّراً له عن أسفه لرؤيته وهو يغادر أقرانه: “إنه لأمرٌ مؤسف أن تتركنا دون أن تعلّمنا كل ما تملكه من معرفة”.
فلم يجد العجزر بداً من أن يلبي طلب الضيافة، وهكذا بدأ يملي على الحارس ما سوف يصبح واحدة من ركائز الثقافة الطاوية، “طاو تي تشينغ” (كتاب الطريق).
وواصل المعلم العجوز طريقه بعد ذلك، ولا أحد رآه مرّة أخرى بعد ذلك قط.

هل وُجد حقا؟

لا أحد يعرف ما إذا كان لاو تسو قد وُجِد حقاً، ولكن كتاب “طاوية تشينغ” موجود فعلا.

الطاو تي تشينغ
هذا الكتاب الطاو تي تشينغ TAO TE KING يصف لنا طريقةً للوصول إلى الحقيقة، ولكنه يحثنا ويحفزنا أيضاً على تعلم المبادئ الرئيسية في العالم.

نموذج الكون

ففيما تدعو الكونفوشيوسية الفرد إلى التوافق مع معايير نظام اجتماعي مثالي فإن الطاوية تدافع عن فكرة أن الفرد يجب أن يتجاهل تعاليم المجتمع ويسعى فقط للتوافق مع النموذج الذي يستند إليه الكون، أي الطاو (السبيل، الطريق)، الذي لا يمكن لا وصفه بالكلمات ولا تصورّه بالذهن والأفكار.

لا تفعل شيئاً
فحتى تتوافق مع الطاو يجب أن “لا تفعل شيئاً”، وهذا يعني أن لا تعمل أيّ شيء بصورة اصطناعية، أو قسرية.

القوة الصوفية الكامنة

فباتباع، بعفويةٍ، نبضات طبيعتك الأساسية، وعن طريق إفراغ أي مذهب أو معرفة في داخلك، يمكن أن تنجح في تحقيق الوحدة مع الطاو، وبالتالي أن تكتشف القوة الصوفية الكامنة فيك.
وعلى المستوى الاجتماعي والسياسي، يدعو الطاويون إلى العودة إلى المجتمع الزراعي البدائي.

سيرورات صامتة

لكي تحصل على التناغم والوئام يجب أن تضع قلبك وعقلك في الطاو، أي في نفس طريق الطبيعة، لأن كل شيء يدور ويجري ويحدث عبر سيرورات (عمليات) صامتة، وغير محسوسة في الطبيعة.

الأضداد

الطاوية وبالتحديد الطاو تشينغ، تصف العالم بالعديد من أزواج الأضداد، الفرح والحزن، الخير والشر، الليل والنهار….

الأضعف أقوى

من حيث المبدأ، فالأضعف هو الذي يتفوق على الأقوى. فالماء ينحت الصخور. والموسيقى العظيمة صوتها مسموع أقل. إنها قوة الذي لا وصف له وقوّة السكون
للحصول على شيء ما، عليك أن تتراجع خطوة الى الوراء، في فلسفة “عدم المقاومة” و”عدم الحركة”.

في اتجاه الرياح

لفهم العالم والكيفية التي يعمل بها يجب عليك أن نضع نفسك في اتجاه الرياح، وأن تتصرف دون جهد.
إذا رغبت في أن تعيش روح التاو يجب أن تعيش مثل الريح، فهو ينفخ، دون نيّة، ودون خطة، ودون أي هدف.

الانسحاب والإِحجام

إن العمل الأكثر فعالية لا يتمثل في تحقيق مشروع تمهيدي مع التحكم في كل ما هو مطروح ومهيأ، بل على العكس، فبالانسحاب وبالإحجام ستتصرف بفعالية أقوى في النهاية.

خلاصة فلسفة لاو تسو قوله المأثور “إذا رغبت في أن تعيش روح الطاو يجب أن تعيش مثل الريح”.

كتبه الكاتب والباحث والمترجم : ” مدني قصري ”

الكاتب والمترجم ” مدني قصري “