التحليل النفسي الذي يُسمَّى أيضاً بـ “علم نفس الأعماق” علاجٌ يلجأ إلى لاشعور المريض ليكتشف مكبوتاته اللاواعية أوّلاً، ثم طاقاته الإبداعية ثانية. هذا العلم، المُكْلِف جداً، لا زال معدوماً في عالمنا العربي الذي ما زال الأطباء النفسانيون فيه يعتمدون في علاج الأمراض النفسية على المسكنات، وعلى النصائح السطحية التي كثيراً ما لا تفيد المريض، لأنها لا تخاطب إلا الأعراض، ولا تصل إلى الدوافع المكبوتة التي تُحْدِث هذه الأعراضَ وتحرّكها. المُهِمّ أن التحليل النفسي، هذا الذي ما زلنا نهمله في بلداننا العربية لأسباب قد يطول الحديث فيها، لا يعتمد على العقاقير التي يستعملها طب الأمراض العقلية وطب الأعصاب، فهذه الأدوية لا يمكن أن تمارس أيَّ تأثير عميق على ذات المريض، حيث يقتصر مفعولُها على تسكين الأعراض إلى حينٍ ليس إلا، ولذلك فالمريض مضطرٌّ لتناولها باستمرار، وهو ما يولد عنده حالة من التعود التي تتحول في النهاية إلى إدمان، إلى أن تفقد هذه العقاقير مفعولها تماماً. التحليل النفسي يخاطب أعماق المريض اللاواعية فيَستنطِق محتويات الذات الكامنة، عن طريق تفسير الأحلام، وأحلام اليقظة الموجَّهة، وتحليل الأعراض النفسية المختلفة الأخرى، كزلاّت اللسان، والنسيان وما إلى ذلك. ناهيك عن أن التحليل النفسي، فضلاً عن قوته العلاجية، يفجّر في النهاية، طاقات المريض الإبداعية الكامنة، بعد تحرير المريض من محتويات اللاشعور المكبوتة، أي من الجانب المرضي من روحه. مما يعني، في النهاية، أن الألم وحده ليس هو السبب الوحيد الذي يدفعنا إلى المحلل النفسي.
مقالات مشابهة
الفنان التشكيلي كريم ثابت : المعارض التشكيلية التي تجمع بين الأجيال المختلفة هي فرصة لتذويب الأنفة الفنية وتقديم كل متميز للمتلقي
21 أبريل، 2024
“أكاذيب الأفقي والرأسي ” ديوان جديد للشاعر المصري د. محمد جيب
27 ديسمبر، 2023
مكتب تحفيظ القرآن الكريم الأزهري بالمنيا يمنح شهادة تقدير إلى إسراء نصر لتفوقها في حفظ كتاب الله
30 نوفمبر، 2023