أخبار عاجلة

حوار| حسام العادلي: أرفض مصطلح «الرواية التاريخية».. وأحتفي بالصعيد لأن الكاتب «وليد بيئته»

قاضي، وروائي مصري، صدر له مجموعة قصصية بعنوان «لمحات» في عام 2014، ورواية «أيام الخريف» 2018، عن الدار المصرية اللبنانية، ويجدد التعاون مرة أخرى مع نفس الدار بروايته الجديدة «نجع بريطانيا العظمى»، التي تشارك حاليا بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ52، إنه الكاتب حسام العادلي.

العادلي كشف، في حواره مع الموقع الصحفي الرسمي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، عن أن روايته الحديثة تدور في إطار اجتماعي تحت غطاء سياسي، حيث ترصد التأثيرات الاجتماعية والسياسية للاحتلال الإنجليزى لمصر، وخاصة فى صعيد مصر، والتأثر الناجم عن الحربين العالمية الأولى والثانية، وتأثيراتها على الحياة فى صعيد مصر.

وتفاصيل أخرى تحدث عنها العادلي.. وإليكم نص الحوار:

– في البدايه؛ حدثنا عن روايتك الجديدة «نجع بريطانيا العظمى»

تعد «نجع بريطاني العظمى» هي الرواية الثانية لي، بعد «أيام الخريف» التي صدرت في عام 2018، وتدور أحداثها في إطار اجتماعي يتناول أحداثا سياسية هامة من تاريخ مصر، وجميعا في بدايات القرن العشرين، وما صاحبه من تأثيرات سياسية ارتبطت بالحربين العالميتين الأولى والثانية وصولا إلى ثورة 23 يوليو 1952 وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على الواقع المصري في هذه الفترة، خاصة في صعيد مصر الذي تركز عليه الرواية بشكل أساسي على كل المستويات السياسية والاجتماعية والبيئية.

– لماذا اخترت الصعيد بالتحديد في روايتك «نجع بريطانيا العظمى»؟

اخترت عمق الصعيد لأنها موطني بالأساس، وأنا أعتبر أن الكاتب هو وليد البيئة التي ينتمي لها، ليخرج منها إبداعه، وكان من الضروري أن يكون هناك نمط خاص بمشروعي الإبداعي، وقررت أن يخرج من هذا المكان لما يتسم به من أصالة.

وتدور أحداث الرواية بشكل أساسي في نجع السعداوية، وأيضا في القاهرة ولندن، وترصد الرواية ملامح الحياة في صعيد مصر بالحقبة التي حددتها، وتأثيرات الانتقال من الريف والنجوع إلى الحضر، وغيرها من الظواهر الشائعة في هذه الفترة.

 

– ذكرت أن الرواية تدور في بدايات القرن العشرين، لماذا اخترت هذه الحقبة؟

كان هدفي من رواية «نجع بريطانيا العظمى» رصد حقبة مهمة في التاريخ، ووقع اختياري على مطلع القرن العشرين، إذ أن من بعد الثورة العرابية وحتى ثورة 1919، كانت فترة منسية من تاريخ مصر، وكان التوثيق نادرا جدا وغير حقيقي، فكانت فترة تتسم باليأس، وكان المحتل الإنجليري يتعامل مع الشعب المصري بشكل سيء.

ولكنني أحب توضيح أن الرواية لا تتقيد بالزمان والمكان، فلو حذفنا الزمان والمكان سنحصل على التجربة الإنسانية، لذا أعدها تجربة إنسانية بحتة حاضرة بقوة في أحداث الرواية.

 

– ذكرت أنك ترصد حقبة مهمة في تاريخ مصر بروايتك «نجع بريطانيا العظمى».. فما تعليقك على مصطلح الرواية التاريخية؟

أنا ضد فكرة تصنيف الرواية، سواء اجتماعية أو سياسية أو تاريخية أو غيرها، فكل هذه التصنيفات غير حقيقية، لذا أرفض مصطلح الرواية التاريخية، فأنا أرى أن الإنسان هو المكون الأساسي في الرواية، وأن بطل الرواية بالضرورة هو الإنسان.

– نعود لمعرض القاهرة الدولي للكتاب وتحديدا للدورة 52.. هل كنت تتوقع إقامتها؟

نعم؛ كنت أتوقع إقامة الدورة الـ52 من معرض الكتاب، وكنت أثق في مقدرة الدولة المصرية على إقامتها بعد إرجائه من يناير الماضي، فمعرض القاهرة للكتاب جزء لا يتجزأ من الأعمال الاقتصادية التي تقوم عليها الدولة، كما أنها تعبر عن وجه مصر، لا تقل أهميته عن إنشاء متحف أو غيره.

– كيف ترى الدورة الـ52 من معرض الكتاب من حيث التنظيم والإجراءات الاحترازية المتبعة؟

أرى أن الدورة 52 من معرض الكتاب تليق بمصر، فمعرض القاهرة للكتاب تحديدا يعد من أهم المعارض في العالم، وهو الحدث الثقافي الأهم في الشرق الأوسط.

أعتبر الإصرار على إقامة هذه الدورة قرارا في منتهى الشجاعة والثقة بالدولة المصرية في تعاملها مع المستجدات والظروف التي قد نمر بها في أي وقت.

– رأيك في توظيف التحول الرقمي وإقامة الفعاليات «أونلاين» بالدورة 52 من معرض الكتاب؟

مصر نجحت بشكل كبير في توظيف التحول الرقمي على عكس باقي الدول، سواء على مستوى العمل أو التسويق أو التطوير والإنشاء، وأرى أن ظروف جائحة كورونا قد عجلت بهذا الأمر في العالم كله، وليس بمصر فقط، إلا أنها مسألة كانت آتية لا محال.

– كيف ترى تأثير ظروف جائحة كورونا على صناعة النشر؟

بالتأكيد أثرت جائجة كورونا بالسلب على كل الأمور في البداية، وكذلك صناعة النشر، ولكن بالتدريج استطاعت أن تسترد عافيتها، والدليل أننا أصبحنا متعايشين مع فيروس كورونا، رغم استمرار وجوده حتى الآن.

فصناعة النشر شأنها شأن كل الأمور؛ والدليل على نجاحها خلال الفترة الحالية، هي المشاركة القوية جدا لدور النشر بمعرض الكتاب، والإقبال الجماهيري عليه.