أخبار عاجلة

مدني قصري : قفزات الوعي الحالية.. ظاهرة كونية غير مسبوقة

كتب مدني قصري :
عدد متزايد من الأفراد يعيشون اليوم تغيراتٍ عميقة، ويَخبِرون تجارب حسية جديدة. قفزاتُ الوعي هذه تدلّ على الأرجح، على ميلاد ظاهرة كونية غير مسبوقة في تاريخ البشرية.
يقول علماء ما وراء النفس إنّ عدد الأفراد الذين بدأوا يدركون العالمَ اللامرئي، ويُعايِشون الإحساسَ بالطاقة الخفيّة التي تُحرّك كل شيء، يزداد أكثر فأكثر.
ويؤكد هؤلاء العلماء أنّ هؤلاء الأشخاص يشهدون ارتفاعاً في قوّة الحدس عندهم، وكذا في قدراتهم الخارجة عن نظاق الإدراك الحسي.
ويشير هؤلاء الخبراء إلى أنّ طاقة هائلة يبدو وكأنها تدفعنا خارج مخاوفنا وحدودنا، وهو ما سوف يرفع جُرأتنا في المضي نحو الكمال، وفي أن تدرك بُعداً روحياً أرحب وأوسع.
الانتقال من الثنائية إلى الوحدة
تقول ليليان فَانْ دير فيلدي، مؤسسة نهج الشامانية للعلاج(ACT) أن “الكون يتوسّع حاليا، ولذلك فنحن مدفوعون لأنْ ننمُو معه في ذات الوقت.
وتضيف أن “التجارب التي عاشها البشر منذ بدايات الزمن قد أثْرَت كلّ الذكريات. فهناك المزيد من المعلومات التي تنتشر حول موضوع الذبذبات، وهو ما سيتيح لنا الوصولَ إلى المعرفة الشاملة، وتوسيع نطاق الوعي”.
صحوة
من ناحيتهم يفسّر المنجّمون هذه الظاهرة بالقول إن ظاهرة الصحوة الحالية ناتجة عن التوتر بين أورانوس وبلوتو، وهو التوتر الذي بدأ في عام 2010 ، والذي لا يزال سارياً حتى اليوم.
يقول ميشال تابت، وهو دكتور في علم النفس، وعلم التنجيم “بلوتو الواقع الآن في برج الجدي يُشجّعنا على تضميد جراح الماضي، وتحويل هياكلنا الداخلية والخارجية. فهو يعمل دورَ المنظف، ويعمل على إخراج الجانب المظلم فينا، الكامن في اللاوعي.
ويضيف هذا الخبير “إن الجديد اليوم هو أنه، بفضل أورانوس يمكننا أن نعي هياكلَنا الجوانية ونُحوّلها، وأن نخلق بفضل التحوّل الكوني واقعًا جديدًا، وأن ننطلق نحو عهد جديد”.
الانتقال إلى برج الدلو
بموازاةٍ مع ذلك فإنّ دخول نبتون في عام 2012 في برج الحوت، حيث أصبح فيه هو “المسيطر” يُنبئ بانفتاحٍ عميق على المستويات الروحية العليا.
ويتابع الدكتور ميشال تابت قائلا “نحن الآن بين عالمين. عصر الدلو الذي يطلب منا أن ننتقل من الازدواجية إلى الوحدة، وبالعيش ليس فقط كأفراد، بل أيضًا كأرواح مترابطة فيما بينها في خطّ واحد مع ذكاء الحياة”.
إدارة تدفق الطاقة
ويرى علماء الطاقة النفسية وعلماء ما وراء النفس أنه إذا كان الوقت غير مسبوق، وإن كانت التجربة مثيرة فإن التحولات هذه غير مريحة، بل فوضوية في بعض الأحيان.
وفي هذا السياق تتابع ليليان فَانْ دير فيلدي، قائلة “لقد بُني مجتمعُنا الحديث على رؤيةٍ مادية ومجزَأة للواقع. لقد كانت القطيعة عميقة بيننا وبين العالم غير المرئي والذكاء الشمولي، ولذلك فإن هذه الطاقات قد تعود بقوة، ونحن لا نملك بالضرورة الوسائل لفهما وإدارتها”.
وحسب تجربة الخبيرة ليليان فإن الآثارَ الناجمة عن هذا التوسع في الوعي تختلف اختلافاً كبيراً من شخص إلى آخر، بحسب الأرضية التي يتجلى فيها هذا الافتتاح. “لإنه الاجتماعُ بين حَقلين، حقل تدفّق الوعي الكوني، ومجال طاقة الشخص الخاصة به، وهذا يخلق ردَّ فعل مختلف في كل مرة”.
مصدر إلهام
وتؤكد ليليان أنه بالنسبة للبعض منا، وخاصة أولئك الذين بدأوا بالفعل رحلةً روحية ويجري رسوخُهم فيها فقد يكون الانفتاح تدريجيًا، وقد يكون مصدرًا كبيرًا للإلهام الإبداعي.
ولكن بالنسبة لأشخاص آخرين فقد يكون الانتقال مؤلمًا، ومسبّبًا، وفقًا للحالات المختلفة، لاضطراباتٍ جسدية وعاطفية، وتداولاً بين مشاعر البهجة والشعور بالفراغ الكبير، واضطراب النوم، والصداع، والإرهاق، وفقدانًا لمعالم الهُوية.
عجز الطب التقليدي
وفي حين يظل الطبُّ التقليدي عاجزًا عن إدارة هذه الأعراض التي تزداد تواترًا لتُصنَّف عن طيب خاطر ضمن قائمة الأمراض المزمنة فإن مختلف المعالجين النفسانيين، على العكس من ذلك، يعتبرونها اندفاعات نموّ نفسية جدّ إيجابية.
يقول الطبيب النفسي أوليفييه شامبون “هناك حاجة حقًا لمساعدة عدد من الناس الذين لا يمكن فهمهم، لا عن طريق علم النفس الكلاسيكي، ولا ضمن التصنيفات المعتادة للطب العقلي”.
ويضيف “هؤلاء الناس يعيشون تجربة انفتاح أو توسّع في الوعي، تضعهم في اتصال مع ما هو “أعظم منهم”، أي فيما وراء التماهي مع الحواجز الضيّقة التي يصنعها الإيجو (الأنا الشخصية)”.