أخبار عاجلة

أوقات الشِّدَة لم تُخلق هباءً بقلم/ رانا علي

 

أوقات الشدة، مع أنها قاسية جدًا، إلا أنها تخلق منّا ناس جديدة…
ناس تحمل وجعًا، وقهرًا، وإحساسًا بالفجوة من الناس جميعًا.
غصب عنّا بنصبح أشلاء في الفكر، والإحساس، والشعور.
بنصبح لا نعاتب، ولا نتكلم.

وقت الشدة جعلت منّا أشخاصًا قوية،
أشخاصًا مستعدة أن تقف على رجليها من جديد،
منتظرة وجوهًا جديدة لم تخذلنا، ولم تجرحنا.

الشدة، مع أنها كانت تشعرنا بالضعف، لكنها صحت جوانا احتياجًا لله…
احتياجًا لقدرته ولرحمته.
الشدة علمتنا أن الشكوى لغير الله مذلة،
وأن البشر لم يُخلقوا ليُعينونا أو يُهوّنوا علينا،
بل خُلقت الشدة لنتعلم منها اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى.

الأشخاص مثلنا لم يمتلكوا نفعًا ولا ضررًا،
لم يساعدونا ولم يفيدونا بأي شيء.
الشدة كلها مرار ونغص في القلب،
ولا أحد قادر على تطييب قلوبنا إلا الله سبحانه وتعالى.

فبرغم الشدة وقوتها وجبروتها،
إلا أنها جعلت منّا أشخاصًا لا تلجأ إلا لله،
ولا ترى في غيره ملجأً ولا مخرجًا.