ليس غريبا أن يحضر الزعيم مسعود بارزاني بصفته بيشمركة منذ أكثر من نصف قرن، مع كبار المسؤولين الفرنسين، افتتاح شارع وحديقة باسم البيشمركة في العاصمة باريس اليوم الجمعة، فلم يأت هذا الحدث من فراغ أو دون سبب، بل تقديرا و إكراما لبيشمركة كردستان و على رأسهم البيشمركة مسعود بارزاني.
يناضل مسعود بارزاني منذ عام ١٩٦٥ في صفوف قوات بيشمركة كردستان بقيادة الأب الروحي للشعب الكردي مصطفى بارزاني، ومنذ تكوين قوات بيشمركة كردستان سجلت أروع البطولات من أجل الحرية و الكرامة و المساواة، عبر ثورة أيلول – سبتمبر ١٩٦١-١٩٧٥ التي شهدت دفاعا عظيما عن مبادي الحرية و الديمقراطية و بناء عراق ديمقراطي فدرالي، وكذلك خلال هجمات داعش الإرهابي سجل بيشمركة كردستان أروع الملاحم البطولية والتضحية دفاعا عن العالم الحر الديمقراطي و دحر إرهابي داعش، وقدم المئات من الشهداء و الجرحى نيابة عن العالم.
إن افتتاح حديقة و شارع في مدينة النور و الجمال، مدينة العطور باريس، ما هو إلا دليل على عمق العلاقات الاستراتيجية بين الشعب الكردي و الفرنسي، و احترام الفرنسيين لدور و تضحيات البيشمركة و قائدهم مسعود بارزاني الذي قاد الدفاع عن الحرية و الديمقراطية و التعايش السلمي و التآخي.
البيشمركة هم حماة الوطن و الشعب و بناة دولة ديمقراطية، وتكريم البيشمركة دليل على أن قواتها أثبتت أنها قوات للسلام و الحفاظ على كرامة شعب و الدفاع عن العالم، وهم بهذا الحدث الباريسي تأكد أنهم ليسوا في قلوب الشعب الكردي وحده، بل أصبحوا رمزا من رموز الفداء و السلام في العالم كله، فهذا التكريم الفرنسي ما له أن يحضر دون مكانة و أهمية كردستان.
والعلاقات الكردية الفرنسية تاريخية منذ عهد الزعيم الكردي الخالد الجنرال مصطفى بارزاني و الرئيس شارل ديجول، وجاء هذا التكريم كاعتراف بأن البيشمركة محل احترام و تقدير الأجانب وليس الشعب الكردستاني وحده.
تحية عظيمة للبيشمركة وزعيمها مسعود بارزاني الذي يقود نضالها منذ العام ١٩٦٥ حتى اليوم، وخلال هذه المسيرة سجلت أروع الملاحم و الانتصارات البطولية، فالبيشمركة، أي الفدائي الذي يضحي بحياته أو من يسبق الموت من أجل شعبه ووطنه، له من شعوب العالم كله أعظم تقدير.