كتبت سهير الطويل :
هل تفتقر المواقع الثقافية رصيدها المعرفي بدكتور سمير سرحان رحمة الله عليه كي تعيد نشر مقال اليوم السابع استشهادا بما كتبه ابنه الفنان خالد سرحان على صفحته في الفيس بوك؟
وهل لا يستحق منا عناء الكتابة إحياء لذكراه خاصة أن ذكرى وفاته هذه السنة تصادفت مع موعد افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب، وهو الذي أشرف سنوات كثيرة عليه وشهد المعرض تطورا على يديه يشهد له الجميع إلى الآن؟
لقد أثر دكتور سمير سرحان في الثقافة والمثقفين وكان محبوبا ودودا بين الجميع، عرف بقلبه الطيب وإنسانيته وهو من الذين وقفوا وقفة حقة في الأزمات مع أصدقائهم، واستطاع بذلك أن يتواصل مع الآخرين حتى مع خصومه، بصدر رحب وواسع، فكثيراً ما يصفح عنهم، في وقت قل فيه التسامح واشتد الحقد والغيرة على الآخرين، فكان يتمتع برحابة الصدر وأفقه الواسع وكان مدافعا عن الحريات والرأي والإبداع.
الدكتور سمير سرحان كان أستاذا للأدب الإنجليزى ورئيس الهيئة العامة للكتاب لسنوات طويلة، ورغم حبه لنيران السلطة التي رآها حارقة له أحيانا كثيرة إلا أنه استطاع بكل حب وتواضع الاحتفاظ بأصدقاء كثيرين كسب حبهم وقربهم، ولم يكن أبدا من المثقفين المتعجرفين الذين ترفع قامتهم سلطة أو تغير نظرة الحب في عينيه إلى الحياة، فقد كان محبا للحياة.
أعطى الدكتور سمير سرحان طعما ومذاقا خاصا لمعرض الكتاب وكانت مساراته الثقافية عديدة ومتنوعة، مكتبة الأسرة ، القراءة للجميع. وشهدت الثقافة معه ازدهارا واسع الأفق خاصة أن وزير الثقافة آنذاك كان متميزا مختلفا متفردا بثقافته ولباقته وتواضعه وهو الدكتور فاروق حسني.
وقد أثر تأثيرا كبيرا في الدكتور مصطفى الفقي وقدمه للثقافة وللعالم مقدرا علمه وثقافته.
وأوضح أن سرحان قد ترأس الهيئة لمدة 19 عاماً وهو ما يعادل نصف عمر الهيئة حين توفى، وإنجازاته لا يمكن حصرها حتى الآن، تضخمت أعمال الهيئة في عصره، ونقل معرض القاهرة الدولي نقلة نوعية من مجرد مكان لبيع وشراء الكتب إلى احتفالية وتظاهرة ثقافية تجمع المثقفين في مصر والعالم العربي والغربي.
ويعد صاحب مبادرة مكتبة الأسرة، حيث استطاع أن يجعل الكتاب قريناً لكل إنسان مصري.
ولد الدكتور سمير سرحان في يناير عام ١٩٤١ وتوفي عام ٢٠٠٦ حصل على الدكتوراه من جامعة “أنديانا” بالولايات المتحدة عام1968 وعمل رئيساً بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب – جامعة القاهرة، ثم رئيساً بقسم اللغة الإنجليزية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، كما عمل عميداً للمعهد العالي للفنون المسرحية، ثم عمل وكيلاً لوزارة الثقافة لشؤون الثقافة الجماهيرية.
ثم رئيس تحرير “المسرح” ورئيس مجلس إدارة مجلة “إبداع” و “القاهرة” و “عالم الكتاب.
و للدكتور سمير سرحان إسهامات نقدية من خلال مقالاته في الصحف والمجلات العربية والأجنبية، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عن مجمل أعماله الأدبية، وكتب 13 عملا مسرحيا منهم “إمبراطور يبحث عن وظيفة” و”وجها لوجه”.
من مؤلفاته :
“نحو مسرح فقير”، و”تجارب جديدة في الفن المسرحي”، و”على مقهى الحياة”، و “دراسات في المسرح الإنجليزي”، و”النقد الموضوعي”.
كذلك مسرح السبعينات ودراسات في المسرح الإنجليزي.
سبعة أفواه (مترجم)، مجموعة قصص لتشيكوف.
ومن أعماله المسرحية “الكذب”. و”ست الملك” و “ملك يبحث عن وظيفة”.
و”امرأة العزيز” أو “روض الفرج”.
وآخر أعماله المسرحية – رواد عصر التنوير بالاشتراك مع الدكتور محمد عناني عرضت في الموسم المسرحي ت1990-1991م.
ترجم للمسرح المصري العديد من أعمال شكسبير.
صدرت تحت رئاسته العديد من المجلات الثقافية التي كان لها دور بارز في بناء الحياة الثقافية في مصر وغيرها في العالم العربي وأهمها:
مجلة “المسرح” من عام 1985 إلى الآن تطبع 4 آلاف نسخة.
مجلة “فصول” من عام 1985إلى الآن تطبع 10 آلاف نسخة.
مجلة “إبداع” من عام 1982 إلى الآن تطبع 4 آلاف نسخة.
مجلة “الفنون الشعبية” من عام 1990 إلى الآن تطبع ألفي نسخة.
مجلة “علم النفس” من عام 1995 إلى الآن تطبع ألف نسخة.
مجلة “عالم المكتبات”.
كما أشرف على العديد من الدوريات العلمية وعشرات من رسائل الماجستير والدكتوراه، في النقد الأدبي والأدب الإنجليزي، وقام بإصدار أول قاموس للمسرح العربي، وأول دائرة كاملة للمعارف الإسلامية.