أخبار عاجلة

ناصر عبد الحفيظ يكتب: عرض «الست» بين الاستمرارية الفنية والتحديات الإنتاجية

ناصر عبد الحفيظ يكتب: عرض «الست» بين الاستمرارية الفنية والتحديات الإنتاجية

«الست»… مونودراما مسرحية تستعيد عبقرية أم كلثوم وبليغ حمدي بجهود ذاتية وإنتاج هادف

تواصل فرقة المسرح المصري تقديم عرضها المسرحي «الست»، وهو عمل مونودرامي يتناول أحد الجوانب الإنسانية والإبداعية في حياة كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، متوقفًا عند تجربتها الفنية مع الموسيقار الكبير بليغ حمدي، في معالجة مسرحية واعية تبتعد عن السرد التقليدي وتقترب من جوهر العبقرية الفنية.

العرض من تأليف وإخراج ناصر عبدالحفيظ، ويُقدَّم بجهود ذاتية كاملة وإنتاج مستقل، معتمدًا على البحث والدراسة والطرح المسرحي الجاد. وقد حظي باهتمام نقدي وإعلامي واسع داخل مصر وخارجها، حيث كُتبت عنه عشرات المقالات النقدية بأقلام نقاد من جنسيات مختلفة، ونُشر في عدد من الصحف المحلية والدولية، إلى جانب متابعات مئات المواقع المصرية والعربية، كما شارك العرض كـ ضيف شرف في مونديال المسرح المغاربي.

كما وُجّهت إلى العرض دعوة رسمية للمشاركة في المسابقة الرسمية لمونديال المسرح النسائي بدولة الجزائر الشقيقة، وتم استيفاء وإرسال جميع الأوراق المطلوبة إلى قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، سواء عبر القنوات الرسمية أو من خلال مراسلات شخصية، في انتظار تفعيل الدعم المؤسسي المعتاد.

يقوم ببطولة العرض الفنانة رحاب مطاوع، إحدى نجمات دار الأوبرا المصرية، والتي اتخذت كوكب الشرق السيدة أم كلثوم موضوعًا لرسالة الماجستير الخاصة بها، بما يعكس القيمة الفنية والأكاديمية للتجربة، وأثرها في إعادة قراءة تراث أم كلثوم من منظور مسرحي معاصر.

ومنذ عام كامل، وقبل أي تجربة مسرحية أخرى تناولت «الست»، يُعرض العمل بانتظام في الخميس الأول من كل شهر، تماهيًا مع اليوم الذي اعتادت فيه السيدة أم كلثوم لقاء جمهورها، وذلك ضمن عروض فرقة المسرح المصري، في تجربة مستمرة تهدف إلى دعم المسرح الجاد، والحفاظ على الذاكرة الثقافية المصرية، وإتاحة هذا التراث الفني للأجيال الجديدة.

ومع بداية عام 2025، واصلت الفرقة تقديم العرض للجمهور، مع تطلعها لتوسيع دائرة العروض لتشمل محافظات الجمهورية، إلى جانب تلبية الدعوات الرسمية التي تلقتها من مهرجانات وفعاليات دولية.
وقد تلقّت الفرقة مؤخرًا دعوتين رسميتين لتقديم العرض في كلٍ من دولتي الجزائر وتونس، إلا أن فرقة المسرح المصري، وبعد أن تكفّلت سابقًا بكامل مصروفات مشاركتها المشرفة باسم مصر في مونديال المسرح المغاربي نتيجة عجز العلاقات الثقافية الخارجية عن دعمها آنذاك، تعجز اليوم عن تلبية هذه الدعوات الرسمية للمنافسة الدولية، رغم تاريخها الحافل بعشرات الجوائز والتكريمات التي حصدتها باسم مصر في محافل عربية ودولية، وذلك بسبب محدودية الإمكانات ونفاد دعم قطاع العلاقات الثقافية الخارجية.

ومن خلال هذا البيان، أتوجّه بنداء صادق إلى
معالي وزير الثقافة الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد هنو،
وإلى الفنان والمخرج الكبير الدكتور هشام عطوة رئيس قطاع المسرح،
وإلى معالي اللواء خالد اللبان رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة،
لدعم هذه التجربة الجادة، وفتح آفاق التعاون المؤسسي بما يضمن وصول عرض «الست» إلى مسارح الدولة في العاصمة والمحافظات، وتمكينه من تمثيل مصر في المحافل والمهرجانات المسرحية الدولية، بوصفه عملًا يعكس صورة مشرّفة للإبداع المصري المعاصر.

إن «الست» ليست مجرد عرض مسرحي، بل مشروع ثقافي مستقل قائم على الإخلاص والوعي الفني، يضع خبرته وإنتاجه الكامل في إطار الشراكة مع مؤسسات الدولة الثقافية، بما يساهم في تعظيم موارد الدولة، ويؤكد دور الفرق المستقلة – جنبًا إلى جنب مع المؤسسات الرسمية – في استمرارية ونجاح التجارب الفنية الهادفة، إيمانًا بالدور الأصيل للدولة في رعاية الإبداع الجاد والمستدام.

*الكاتب مؤلف ومخرج.. مؤسس ومدير فرقة المسرح المصري