الترجمة وتحديات التقنية الحديثة.. انعقاد الصالون الأول بوزارة الثقافة
شهدت قاعة طه حسين بالمركز القومي للترجمة مساء أمس انعقاد الصالون الأول للترجمة، الذي جاء تحت عنوان «الترجمة وتحديات التقنية الحديثة».
شارك في الصالون كل من الأستاذ الدكتور حسين محمود، والأستاذ أحمد عبد اللطيف، والأستاذة نسمة دياب، وأدار الحوار الأستاذ وليد عبد العزيز.
في مستهل اللقاء، رحبت الأستاذة الدكتورة رشا صالح، مدير المركز القومي للترجمة، بضيوف الصالون والمشاركين، مشيرةً إلى أن هذا اللقاء يمثل خطوة مهمة في طريق تعزيز الحوار حول قضايا الترجمة المعاصرة، ومواكبة التحولات التي فرضتها التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي على مهنة المترجم. وأكدت أن الهدف من “صالون الترجمة” هو خلق مساحة فكرية تجمع المترجمين والباحثين لمناقشة التحديات الراهنة واستشراف مستقبل الترجمة في ظل التطور الرقمي المتسارع.
استهل الصالون أعماله بكلمة الأستاذ الدكتور حسين محمود، الذي تناول الأبعاد الفلسفية والفكرية للموضوع، متحدثًا عن تأثير التكنولوجيا على مستقبل الإنسان وفلسفة ما بعد الإنسانية، ومتوقفًا عند مفهوم الترجمة الآلية والتحرير بعد الترجمة، إلى جانب الترجمة الأدبية ومشكلة النص في الترجمة الحديثة. كما أشار إلى أهمية المتون والذخائر في حفظ الذاكرة اللغوية العربية، مؤكدًا ضرورة إعادة التفكير في مستقبل الترجمة والمترجم في ظل التحولات التقنية الكبرى التي يشهدها العالم.
ثم تحدث الكاتب والمترجم أحمد عبد اللطيف، الذي طرح مجموعة من التساؤلات الجوهرية حول مدى قدرة الذكاء الاصطناعي على التعامل مع النصوص الأدبية المعقدة، متسائلًا ما إذا كان في وسع الآلة أن تترجم عملًا بحجم «دون كيخوتيه» لثيربانتس، أو أن تحافظ على أسلوب المؤلف وتفهم المجاز الذي يثري النص الأدبي. كما ناقش في حديثه إشكالية ترجمة الإحالات الثقافية، وكيف يتعامل الذكاء الاصطناعي مع الكتاب الأسلوبيين الذين يكثرون من الجمل الاعتراضية أو يستخدمون تراكيب لغوية غير مألوفة، مستعرضًا نماذج عملية توضح حدود قدرة الآلة في هذا المجال.
أما الأستاذة نسمة دياب، فتناولت أثر الذكاء الاصطناعي على مهنة الترجمة من زاوية مختلفة، موضحة التحوّل الكبير الذي طرأ على دور المترجم في العصر الحديث، والمهارات الجديدة التي ينبغي أن يتحلى بها المترجم المعاصر، والتي تجمع بين إتقان اللغة وفهم أدوات التقنية. كما ناقشت الإخفاقات التكنولوجية التي قد تصاحب الترجمة الآلية حين تخطئ الآلة في نقل المعنى، وتطرقت إلى أخلاقيات استخدام التكنولوجيا في الترجمة، وإلى موقع اللغة العربية من أدوات الذكاء الاصطناعي الحديثة.
وقدمت نسمة دياب خلال مداخلتها عرضًا مصورًا عبر شاشة العرض تناول أهم المحاور التي ناقشتها، وحرصت على إشراك الجمهور في النقاش من خلال طرح مجموعة من الأسئلة التفاعلية التي أجاب عنها الحاضرون، مما أضفى على الجلسة طابعًا حيويًا وتشاركيًا يعكس الاهتمام المتزايد بقضايا الترجمة والتقنية.
وقد شهد الصالون تفاعلًا واسعًا من الحضور، الذين شاركوا بآرائهم وأسئلتهم حول أثر الذكاء الاصطناعي على جودة الترجمة ومستقبل المترجم البشري.
وفي ختام اللقاء، أكدت الدكتورة رشا صالح أن المركز القومي للترجمة سيواصل تنظيم صالون الترجمة بشكل شهري، ليكون منبرًا للحوار والنقاش حول كل ما يستجد في عالم الترجمة والتقنية والثقافة.
الخبر الثقافي موقع يهتم بكافة النواحي الثقاقية بمختلف مجالاتها وتغطية الأخبار الفنية .